فى الذكرى الـ48 لوفاته.. "طوباك يا شفيع الطلبة".. البابا كيرلس السادس البطريرك الذى خاصم السياسة وأحب عبد الناصر.. لم يغره جاه البطريرك فلبس خشن الثياب ونقل الكنيسة القبطية للخارج ليحفر اسمه خالدًا فى التاريخ

السبت، 09 مارس 2019 08:30 م
فى الذكرى الـ48 لوفاته.. "طوباك يا شفيع الطلبة".. البابا كيرلس السادس البطريرك الذى خاصم السياسة وأحب عبد الناصر.. لم يغره جاه البطريرك فلبس خشن الثياب ونقل الكنيسة القبطية للخارج ليحفر اسمه خالدًا فى التاريخ البابا كيرلس السادس
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

10سنوات قضاها البابا كيرلس السادس البابا الـ116 للكنيسة على كرسى مارمرقس ولكنها كانت كافية ليترك أثرًا بالغًا فى قلوب شعبه ومحبيه بل وفى التاريخ المصرى كله كراهب حقيقى لبس خشن الثياب حتى وفاته، لم يتخلف عن الصلاة يوميًا فكانت طريقته وطريقه، يرفع القداس كل يوم فى كنيسته، فتنفتح السماء أمام صلواته، وينزل الله السكينة على شعبه والبركة على بلاده.

 

لم يلتفت البابا كيرلس لجاه البطريركية ولا لسلطانها، فلم تكن له حاشية تحيطه ولا مراسم تسبقه، بل حافظ على رهبانيته وموته عن العالم بمباهجه ومغرياته حتى قبض الله روحه.

 

الراهب مينا المتوحد الذى بحث عن الله فى طاحونة مهجورة منذ بداية رهبنته، ارتبط البابا كيرلس بعلاقة خاصة مع القديس القبطى مارمينا العجايبى، حتى إنه حمل اسمه حين انضم لسلك الرهبنة وقد كان يسمى بالراهب "مينا البراموسى أو "أبونا مينا المتوحد حيث ترهب بدير البراموس بوادى النطرون، عام 1927، بعد أن ترك العمل فى إحدى شركات الملاحة بالإسكندرية التى التحق بها بعد حصوله على "البكالوريا"، ورسم راهبا باسم عام 1928، قبل أن يصير قسا فى عام 1931.

 

بعدما صار قسًا كان يخدم الفقراء فى منطقة مصر القديمة، وقد سكن طاحونة مهجورة، بحث عن الله فيها، صنع بيديه قربانا للقداسات وشفا بصلاته الكثير من المرضى، حتى صارت الطاحونة مزارا أثريا يقصده الأقباط طلبا لبركته وشفاعته بعد وفاته.

 

الطاحونة التى صارت كنيسة وضعت فيها صورة القديس البابا كيرلس يحمل صليبه فى يده، فيصل إلى صليب آخر فوق المنارة، وتحته الكشافة الكنسية بزيها الأزرق تنظم دخول وخروج الزوار فى ليلة البابا الكبيرة.

 

فى الدور الأول من الطاحونة تقابل مقصورة زجاجية امتلأت برفات قديسين كثر تعذبوا لأجل المسيحية رفضوا ذهب الملك "دقلديانوس" فماتوا بسيفه ومن بين الرفات "القديسة دميانة" والقديسة رفقة وأطفال بيت لحم وشهداء أخميم والقديس سمعان الخراز والأنبا موسى الأسود وغيرهم كثيرين.

 

على يسار الباب ترى صورة البابا كيرلس مرسومة على الحائط كبيرة وشاسعة وتحتها عبارته الأثيرة "لا تفكر فى الأمر كثيرا ودع الأمر لمن بيده الأمر" وفى منتصف ساحة الطاحونة أو الكنيسة، طوابير ممتدة لآلاف قصدوا البابا من كل حدب وصوب، حبا وأملا ورجاء، فتقسم الكشافة الطريق إلى نصفين الأول للرجال والثانى للنساء، يعبرون بسرعة لزيارة الطاحونة التى تقع فى مبنى صخرى من دورين، أمام الأول تزغرد سيدة "جيتلك يا أبويا.. جيتلك يا شفيعى"، وتردد ثانية السلام لك يا بابا كيرلس ويتردد فى السماء تمجيد القديس.

 

ونصعد سلالم خشبية ضيقة داخل الطاحونة تصل بنا إلى مزار البابا كيرلس كنيسته ومقر عبادته، على أستار الهيكل تعلق صورته، وقد نسجت باليد على ستارة حمراء تغطى هيكلا يعلوه قربانا وشمعتين مضاءتين بنور قداسته، كما كتب أعلى الهيكل أسماء الرسل "توما الرسول وسمعان الرسول وتداوس الرسول ويوحنا وفيلبى".

 

وأمام مزاره تصيح سيدة عجوز "خلى بالك منى يا حبيبى، ولادك غلابة يا سيدنا وتعبانين" وتبكى بخشوع وتركع أمام مزاره وتقبله.

 

تخرج من المزار، فترى الحائط يحمل صورة أخرى له كتب عليها "لا يوجد شىء تحت السماء يكدرنى لأنى محتمى فى ذلك الحصن الحصين، داخل الملجأ الأمين، مطمئن فى أحضان المراحم، وحائز على ينبوع من التعزية" فتعرف أن البابا كيرلس قد طلب الآخرة وذهب إليها كما أراد.

 

 

البابا كيرلس يخاصم السياسة وينتصر لفلسطين

خاصم البابا كيرلس السياسة طوال سنوات توليه الكرسى الباباوى، فلم يختلف مع رئيس أو يحب وزير، إلا أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان يحب البابا كيرلس بشكل خاص فزاره فى افتتاح كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية عام 1968 ليسجل التاريخ أول لقاء بين رئيس الجمهورية الجديدة والبابا الناسك، يسجل التاريخ للبابا كيرلس موقفه المعادى لإسرائيل حيث ينسب له منع الأقباط من زيارة القدس عام 1968 بعد وقوع الأراضى العربية فى قبضة الاحتلال.

 

البابا كيرلس السادس أول من أسس كنائس خارج مصر

فى عصره، بدأت حركة هجرة الأقباط إلى الخارج، الأمر الذى لفت نظر البابا البطريرك فرأى ضرورة ربط الأقباط بالوطن وبالكنيسة، وشهد عهده افتتاح عدد من الكنائس فى المهجر فى الكويت وكندا وأمريكا وهى الحركة التى استكملها البابا شنودة الثالث وسار على النهج نفسه البابا تواضروس لتبلغ عدد الكنائس المصرية فى الخارج ما يقرب من 600 كنيسة حتى اليوم تمتد حتى أقاصى بوليفيا فى أمريكا اللاتينية.

 

البابا كيرلس يبنى دير مارمينا بيديه وفاءً لشفيعه القديس

عام 1959 جلس القس مينا المتوحد كرسى مارمرقص وصار البابا رقم 115 فى تاريخ الكنيسة القبطية، ولأن قلبه كان متعلقًا بالقديس مينا عمل البابا كيرلس على تجديد دير مارمينا بصحراء مريوط بالإسكندرية.

 

صلى البابا كيرلس فى أول عيد للشهيد مارمينا بعد تعيينه بطريركًا فى الصحراء على أطلال الدير الأثرى المتهدم واشترى المساحة المقام عليها الدير الحديث مجاورة تمامًا للمنطقة الأثرية وبدأ التعمير من جديد.

 

أعاد البابا الأنبا كيرلس السادس جزءا من رفات الشهيد مارمينا العجائبى من كنيسته بفم الخليج إلى دير مارمينا بمريوط فى فبراير 1962 م.

 

بدأت عمليات الكشف الأثرى تأخذ صفتها المنتظمة منذ أن أنشأ البابا كيرلس السادس الدير الحالى، حيث بدأ المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة العمل منذ 1961 م بإشراف العالم الألمانى د. بيتر جروسمان لبضعة شهور سنويًا، حتى سلم البابا كيرلس السادس أمانة الديرة لتلميذه الخاص القمص مينا أفا مينا ليواصل عمل البابا كيرلس السادس فى التعمير الروحى والإنشائى للدير.

 

وقبيل وفاته أوصى البابا شنودة بدفنه فى در مارمينا بمريوط ونقلت الكنيسة رفاته إلى الدير عام 1972 فى احتفال مهيب.

 

والكنيسة أعلنت أن العذراء ظهرت فى عصره لأول مرة فى 2 أبريل من عام 1968 أن السيدة العذراء تجلت فوق قباب كنيستها فى حى الزيتون، مما جذب أنظار العام كله إلى مصر والى الكنيسة القبطية الارثوذكسية.

 

وبعد 43 عاما على رحيله، منحه المجمع المقدس للكنيسة برئاسة البابا تواضروس الثانى، لقب "قديس"، ليعطى هذا الاعتراف الرسمى، محبيه إمكانية بناء الكنائس على اسمه، بالاضافة إلى ذكره فى مجمع القديسين الموجود فى كلا من الخولاجى المقدس -كتاب صلوات القداس الالهى- والابصلمودية المقدسة -كتاب التسبحة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة