كرست التنظيمات الإرهابية خلال الفترة الزمنية الأخيرة وجودها على مواقع التواصل الاجتماعى، وخاصة المنصات المشفرة كـ"تليجرام" لما يوفره التطبيق من مزايا أهمها قوة التشفير الخاصة بها بصورة تجعل المراسلات عليه أكثر أمنًا وسرية ومن ثمَّ يصعب اختراقه من جانب الأجهزة الأمنية، ناهيك عما يتيحه التطبيق من إمكانية تحديد الجمهور المستهدف بدقة مقارنة بتطبيقات أخرى يمكن سهل يصل الجمهور العادى فضل عن تكشف المراسلات فضلا عن الراسل والمتلقى، لدرجة جعلت البعض يطلق عليه عام 2013 بخاصية تشفير الرسائل من طرف إلى طرف.
وتحول "تليجرام" إلى التطبيق المفضل للإرهابيين خلال السنوات الأخيرة، وظهرت بصمات التطبيق فى العديد من الهجمات الإرهابية التى شهدتها دول مختلفة، على غرار هجمات باريس 2015، وهجوم سوق عيد الميلاد فى برلين 2016، وتنوعت توظيفات تطبيق "تليجرام" فى هذه الهجمات وغيرها، الأمر الذى يثير تساؤلات عدة منها على سبيل المثال، الآن تستخدم التنظيمات الإرهابية تليجرام ومنصات تواصل أخرى، فما هى الأداء التى كانوا يستخدمونها قبل ظهور هذه المنصات، هل كانوا يلجئون لتليفونات "المحمول" أو الأرضى، أم كانوا يعتمدون على العنصر على البشرى، أم كانوا يعتمدون على خطابات المكتوبة المشفرة.
أجاب على هذه التساؤلات نبيل نعيم مسئول تنظيم القاعدة فى مصر خلال فترة التسعينيات والمشهور بـ"الذراع اليمنى لأيمن الظواهرى" قائلا: "الآن يعتمدون عدم موقع تليجرام لأنه ليس مراقبا" مضيفًا :" الذى كان يبحث عن أى شيء أو المراسلات إلى كانت بيننا كتنظيم القاعدة كان يُرهق جدا ولم يجد أى شيء لأننا كنا نستخدم التواصل المباشر لنقل المعلومات، وهذا الأسلوب كان يستخدمه أسامه بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ومكنه فى أنه يظل هاربا من جميع أجهزة المخابرات لمدة 10 سنوات".
وروى "نعيم" شروط التنظيمات المسلحة للاحتياط والاحتراز من أجهزة الأمن وإتباع السرية :" كنا لا نستخدم أى وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة وكانت هناك شروط صارمة من أسامه بن لادن وأيمن الظواهرى أن أفراد الحراسات الخاصة بهما لا تحمل أجهزة تليفون محمول، وأن يكون نقل المعلومات بين أفراد التنظيم عن طريق الاتصال المباشر وجها لوجه ويكون بالخطاب الشفوى".
وبين أيضا نبيل نعيم الطرق أو الوسائل الأخرى التى كانت متبعة داخل التنظيمات المسلحة لنقل المعلومة على رأسها تنظيم القاعدة، قائلا: "المكالمات الهاتفية عبر التليفون الأراضى ويكون الخطاب مشفرا بكلمات وجمل مسبقة وأن لا يكون التليفون شخصى، أى يكون الاتصال من داخل فندق أو أى سنترال".
وعن ماهية المكالمات المشفرة قائلا: "المكالمة تكون بجمل مشفرة وفك الشفرة تكون لدى المتلقى، وكانت لدينا أى خطابات مكتوبة مشفرة".
وعن تذكره نص خطاب تلقاه أثناء وجوده فى التنظيم أو أرسله لأحد أو ما هى حقيقة الشفرة، قال "نعيم" :"أى أحد كان يطلع على الخطابات أو الجوابات التى كنا نتبادلها كتنظيم كان يراها عادية جدا إذ كانت تحتوى على سؤال الابن على والده وعن أمه وباقى أفراد أسرته وعن صحة والده وهل والده أجرى العملية أم لا وما هو وقت العملية بالضبط ومتى سيخرج من المستشفى والضغط الدم لديه وصل لرقم كام بالضبط ".
وتابع نبيل نعيم حديثه قائلا:" أى أحد سيطلع على خطاب سيجد أن الابن يسأل عن أفراد أسرته وعن صحة والده، ولكن فى الحقيقة كل هذه الكلمات مشفرة فالأب كلمة لها معناها لدى التنظيم وأيضا إجراء الوالد العملية وكل كلمة فى هذا الخطاب لها معنى محدد مسبقا لدى التنظيم ولغة محددة".
وعن الأشخاص الذين كانوا يعرفون فك شفرة الخطابات والمراسلات داخل التنظيم، قال مسئول تنظيم القاعدة فى مصر خلال فترة التسعينيات، إن أغلب القيادات والأفراد المقربين من القيادات".
وروى نبيل نعيم موقفا تعرض له أثناء وجوده فى التنظيم، قائلا: "عندما دخلت السجن طلبت من التنظيم وبالتحديد أيمن الظواهرى لتغير الشفرة لمعرفة أجهزة الأمن لها ولكنهم لم يستجيبوا لكلامى، فالرجل الذى كان يرافقنى داخل التنظيم ظل يستخدم الشفرة وأرسل خطابات كثيرة ساعدت الأمن على القاء القبض على 50 عنصرا من عناصر التنظيم من ضمنهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة