لا تزال أزمة القمامة المسبب الأول للأرق لدي المحافظين بكافة المحافظات، فهم يحاولون بشتي الطرق وكافة الوسائل الممكنة القضاء على هذه الظاهرة، والعمل على التفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول بديلة من شأنها عودة الرونق الحضاري والمظهر الجمالي من جديد للشوارع، فعادة ما تكون القمامة أولى المشاكل التي يترتب عليها باقي المشاكل من صحة وروائح كريهة، وتعطيل المواصلات ببعض المناطق.
وفي هذا السياق تسعي محافظة القليوبية في التفكير خارج الصندوق للقضاء على هذه الظاهرة من خلال عدة مشروعات أبرزها إنشاء محطتين وسيطتين بالمحافظة الأولى بمدينة شبرا الخيمة، والثانية بمدينة طوخ، إلى جانب التنسيق مع بعض الشركات المتخصصة في الاتصالات لعمل "أبليكيشن" لرصد تجمعات القمامة، ليس هذا فحسب بل العمل على إنشاء مصنع لتدوير القمامة.
في البداية قال الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، إن أزمة القمامة الصداع الأكبر في رأس كل مسؤول، وبالنسبة لمحافظة القليوبية تسعي للتفكير خارج الصندوق والعمل من خلال عدة محاور للقضاء على هذه الآفة السيئة، مشيرا إلى أنه تم وضع حجر الأساس لإنشاء محطة وسيطة خاصة بمنظومة النظافة بموقع القطاوي بحي شرق شبرا الخيمة، وذلك لبدء تنفيذ منظومة النظافة الجديدة.
وأكد "عبد الحليم" في تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن المحطة الوسيطة بشبرا الخيمة سيتم إنشاءها بالتنسيق مع جهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة ومحافظة القليوبية، وذلك لاستقبال المخلفات المتولدة يوميا، وتطوير منظومة النظافة بأحياء شرق وغرب مدينة شبرا الخيمة ورفع كفاءة الجمع والنقل بشوارع المدينة، وتلافي عدم قدرة سيارات جمع ونقل المخلفات بنقل المتولد اليومي إلى المدفن العمومي بأبو زعبل بالخانكة، حيث تم دعم محافظة القليوبية بمبلغ 22 مليون جنيه لإنشاء المحطة الوسيطة، على مساحة 8945 مترا "2 فدان تقريبا"، مشيرًا إلى أنه تم تخطيطها بطاقة استيعابية ضخمة لاستيعاب حجم القمامة والتى تصل إلى 2000 طن تقريبًا فى اليوم.
وأوضح "عبد الحليم" أن المحطة ستعمل على تجميع المخلفات ونقلها بطريقة آمنة لخطوط التدوير وتهدف الى تقليل حجم النقل من المخلفات الناتجة عن كل منطقة وذلك لمسافة أقل من 25 كم، مشيرا إلى أنه من المخطط أن يتم التجميع والنقل للمخلفات الصلبة من حي شبرا ومنه إلى المحطة الوسيطة بالقطاوي ثم إلى مصنع التدوير للمخلفات بالخانكة لإنتاج السماد العضوي وRDF ويتم نقل المرفوضات الى المدفن المحكوم بالعبور، كما تم دعم محافظة القليوبية لشراء معدات لرفع التراكمات الموجودة بالمحطة الوسيطة بمنطقة القطاوي.
وتابع محافظ القليوبية، أنه بالنسبة للمحطة الوسيطة لتدوير القمامة بشرق طوخ، فهي تبلغ تكلفتها الإجمالية 5 مليون ونصف، وتم عمل الأعمال الإنشائية بها بـ2 مليون جنيه حتى الآن ومساحتها 2800 متر، موضحا أنه تم عمل جسات للأرض، مؤكدا أنه وجه بأن يستكمل المقاول الحالي للمشروع العمل بباقي أجزاء المحطة، وأن يتم استكمال إجراءات عرض البنود والأسعار لسرعة استكمال المشروع، ودخوله الخدمة قريبا.
واستطرد، أن المحافظة بصدد إطلاق "أبلكيشن دور" لمواجهة أزمة القمامة، حيث يتم التنسيق مع الشركة لتطبيقه بالمحافظة ليتيح للمواطن إرسال صور لمكان القمامة عبر الأبليكشن مع تحديد عنوان المنطقة تفصيليًا، وبعدها يقوم الحي بإرسال الصورة مرة أخرى بعد تنظيفها وإزالة القمامة منها.
ومن ناحيتها قالت الدكتورة إيمان ريان، نائب محافظ القليوبية، إنه تطبيق منظومة الجمع السكني بعدة مدن منها بنها وشبين القناطر وشبرا الخيمة، مؤكدة أن هذا النظام تم العمل به في بعض القري إلا أنه كان بحاجة لبعض التطوير من خلال إسناده للجمعيات الأهلية، موضحة أن النتائج جيدة بمدن بنها وشبين القناطر، إلا أنها لم تكن مرضية بمدينة شبرا الخيمة نظرا لطبيعتها الخاصة لقربها من القاهرة ووجود عدد كبير من الكارو والنباشين، مشيرة إلى أن أزمة مدينة شبرا تتمثل في الشوارع الرئيسية منها 25 مايو و135 وعرابي، لكن داخليا تم التحكم بها، ويتم حاليا شن حملات لمحاربة النباشين والكارو.
وأضافت "ريان" في تصريحات لـ "اليوم السابع"، أنه تم تقسيم حي شرق شبرا الخيمة لـ 26 مربع للجمع السكني، وحي غرب 16 مربع، وتم توزيعها على المتعهدين بحد اقصي مربعين لكل متعهد أو شركة، مع منحهم تصريح لمزاولة المهنة لمدة 3 شهور، ويتم يوميا المتابعة مع المصنع والمدفن وتحليل البيانات لمعرفة من ورد ومن تكاسل، قائلة "كانت هناك شركات تجمع القمامة من المواطنين وتلقيها بالشوارع".
واستطردت، أن الخطة المالية للمحافظة بداية من العام المقبل ستمنع شراء صناديق القمامة وستوجهها في شراء حاويات القمامة كمحطات وسيطة متنقلة، تقوم برفع كميات أكبر نظرا لغلق مدفن الخانكة واستبداله بآخر بمدينة العبور، وحاليا تقوم المحافظة برفع كفاءة المعدات وصيانة السيارات نظرا لطول الرحلة، وإمكانية إنشاء مصنع للتدوير مؤكدة أن المصنع انتهي ملفه وحاليا أمام وزير التنمية المحلية ورئيس مجلس الوزراء.
واختتمت حديثها، أنه سيتم إنشاء مصنع لتدوير القمامة بالخانكة، يشتمل على ثلاث مراحل تبدأ بالجمع ثم التدوير ثم توليد الطاقة البديلة "الكهرباء- RDF"، ويعمل المصنع بطاقة 4000 طن يوميا وجاري تطبيق المنظومة في عدد من محافظات الجمهورية، مشيرة إلى أن المشروع يشتمل على إنشاء خط إنتاج الوقود البديل، من المخلفات التى يستخرج الطاقة منها، وتوفير بيئة صحية مناسبة، ومنع احتراق المخلفات خاصة فى المناطق العشوائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة