أكد وزير الدفاع اللبناني إلياس بو صعب، انفتاح لبنان على أيّ أفكار حول التعاون العسكري مع روسيا.
وقال بو صعب - في مقابلة مع وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية، قبيل زيارته المرتقبة إلى موسكو في الفترة من 24 إلى 27 يونيو الحالي، حيث يشارك في فعاليات معرض "آرمي 2019" للصناعات العسكرية، "إن المحادثات التي سيجريها مع المسؤولين الروس على هامش المعرض ستتناول قضايا ذات طابع مشترك، كنا قد بدأنا الحديث عنها، وكيف يمكن أن نطوّر التعاون بين لبنان وروسيا للأفضل".
وحول إمكانية إجراء مفاوضات مع الجانب الروسي للحصول على أسلحة للجيش اللبناني، قال وزير الدفاع اللبناني "إن ثمة شقّان في موضوع التسليح، هناك شق يأتينا كهِبات، وهو موضع ترحيب لدينا بالنظر إلى أنّ وضعنا الاقتصادي ليس سهلاً، وهناك الشق الذي نشتريه..نحن لدينا سلاح من روسيا، فالجيش يستخدم دبابات وراجمات روسية، أما في ما يتصل بالموازنة، فإنها لم تخصص الأموال اللازمة لشراء السلاح".
وأضاف" سأذهب إلى موسكو بانفتاح تام لكي نرى من الجانب الروسي ما يمكن أن نتعاون بشأنه، لاسيما فيما يتعلّق بالمساعدات، ولا شيء يمنع من القيام بذلك، ولكن هذه الأمور تبقى رهناً بما يستجد فيها، بحيث يتم عرضها على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بشأنها".
وردا على سؤال حول مدى اهتمام لبنان بإرسال ضباط للتدريب في الأكاديميات العسكرية الروسية أو إجراء تدريبات مشتركة مع الجيش الروس، قال بوصعب "إن هناك حديثاً عن اتفاقية تعاون مشترك بين لبنان وروسيا، وسبق أن وُقّع اتفاق من هذا القبيل قبل قرابة عشر سنوات، وحالياً هناك اتفاقية مماثلة مطروحة على مجلس الوزراء لإعطاء الإذن لوزير الدفاع بتوقيعها".
ونفى وجود ضغوط على لبنان لمنعه من الحصول على أسلحة من روسيا قائلا" إن ما يجعل لبنان أكثر ميلاً لاستلام الأسلحة من الولايات المتحدة هو لكونها تأتي على شكل هبات، ولا تُشترى، ولا يُدفع ثمنها، أما الآليات الأخرى، من مدافع ودبابات روسية، فإننا نشتري حتى اليوم من روسيا ما يرتبط بها من قطع غيار أو معدات للصيانة، فضلاً عن الذخيرة المستخدمة في الراجمات والدبابات الروسية، وهذا الأمر سيستمر، أما كل ما يمكن أن يأتي من هبات للجيش اللبناني، ويكون في حاجة إليها، فهي موضع ترحيب، وعلينا أن نعرض أيّ اقتراحات في هذا الشأن على الحكومة لقبول هذ الهبة أو تلك".
وأكد وزير الدفاع اللبناني إلياس بوصعب أنه بإمكان روسيا القيام بدور إيجابي في عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا.
وقال بوصعب: " لا شيء مغلق على طلب التعاون مع روسيا أو أية دولة أخرى، ولدينا معطيات بأن سوريا تريد ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وروسيا موجودة في هذه المنطقة، وعند هذه الحدود بالذات".
وأضاف بوصعب "قد يكون لدى روسيا مصلحة اقتصادية في ذلك، خصوصاً أن شركة (نوفاتيك) موجودة في البحر، وبدأت العمل بالفعل على استخراج الغاز من البلوكات في لبنان، وقد يكون لديها دور في البلوكات الموجودة في سوريا، وعليه ستكون هناك مصلحة لترسيم الحدود البحرية، ومن هنا يمكن أن يكون لروسيا دور إيجابي لتسريع هذه المهمة".
وأكد وزير الدفاع اللبناني أن بلاده لن تتنازل عن أي جزء من حدودها البرية أو البحرية في المفاوضات غير المباشرة المحتملة مع إسرائيل، والتي تتم بوساطة أمريكية.
وأضاف بو صعب " لبنان لديه شروط خاصة بترسيم الحدود البرية والبحرية..هي ليست شروط مسبقة على التفاوض، وإنما تتصل بأنّه من غير الممكن حل جزء من الحدود وترك الجزء الآخر".
وتابع "بالنسبة إلينا، هذا الموضوع يجب أن يكون مطروحاً للتفاوض عبر مسارين متوازيين، بحيث لا يمكن القبول بالتوصل إلى اتفاق حول جزء واحد، فيما يُترك الجزء الآخر معلّقاً.. من هذا المنطلق، نرى أن ثمة بوادر قد تكون إيجابية من قبل الوسيط الذي ينقل إلينا هذه الرسالة، وفي الوقت ذاته عبر الأمم المتحدة.. نحن لدينا النيّة بترسيم الحدود وفق حقوق لبنان على هذه الحدود والقوانين اللبنانية، وغير مستعدين للتخلي عن أيّ جزء من الحدود سواء في البر أو البحر، ومن هذا المنطلق، فإننا منفتحون على التفاوض لترسيم الحدود النهائي".