استضافت أكاديمية الفنون الملكية ببرشلونة ندوة عن الحضارة المصرية، وذلك بمناسبة تكريم الفنان المصرى محمد على، وحصوله على جائزة السلام من الهيئة الأوربية للسلام والقيم الاجتماعية عن فيلمه "البر التانى"، وإطلاق أكبر صرح أكاديمى ببرشلونة.
بدأ اللقاء بكلمة موجزة الدكتور فيليكس بينز، رئيس أكاديمية الفنون الملكية ببرشلونة، رحب خلالها بالحضور، مشيرا إلى أهمية التبادل الثقافى بين مصر وإسبانيا خصوصا التقارب الثقافى بين الإسكندرية وبرشلونة، مبينا أنه سيقوم بزيارة مصر فى أكتوبر المقبل على رأس وفد من برشلونة وعقد عدد من اللقاءات.
كما تحدث الدكتور الحسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية عن مقتطفات من كتابه ملكات الفراعنة، وأشار إلى أهمية المرأة فى مصر القديمة، فبينما كانت المرأة فى أوروبا مهمشة كانت المرأة المصرية طبيبة وقاضية وكاهنة وفنانة ومهندسة بل وحاكمة سواء الملكات اللواتى حكمن مصر أو أخريات حكمن بصفتهن وصيات على عروش أبنائهن القصر، وليس فقط الملكات الشهيرات كنفرتيتى أو نفرتارى أو أحمس نفرتارى أو حتشبسوت، بل هناك أكثر من ثلاثين ملكة.
كما أبرز الحسين عبد البصير دور الملكات المهم فى تأسيس دولة العلم، حيث استطاعت مصر تحت حكمهن تحقيق ازدهار بلد سبق كل الأمم الأخرى، حيث سعت مصر خلال آلاف السنين لإرساء السلام والحب.
وأعقب ذلك كلمة للدكتور محمد عفيفى، أستاذ ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة عن كتابه "شبرا - إسكندرية صغيرة بالقاهرة"، حيث أبرز أهمية شبرا كبوتقة انصهر فيها أبناء جاليات تنتمى للبحر المتوسط، حيث اعتبرت موطنا لمهاجرين من سوريا ولبنان واليونان وإيطاليا، فضلا عن المهاجرين المصريين من الدلتا والصعيد احتضنتهم جميعا شبرا ليتعايشوا مع أهلها المعروفين بالكرم وتعايش الجميع أجانب ومصريون فى وئام وسلام.
وأضاف "عفيفى" أن هذا التعايش السلمى الجميل بين تلك الجاليات وأهل شبرا يذكرنا بالإسكندرية، كما أن شبرا ولد به عشرات المشاهير والنجوم وعاش به آخرون من المشاهير دوليا مما جعل من شبرا بمثابة كوزموبوليتان، ومن بين عشرات المشاهير من مواليد شبرا الفنانة داليدا بنت شبرا لوالدين إيطاليين.
وذكر محمد عفيفى أن داليدا فازت بلقب ملكة جمال مصر عام ١٩٥٤ واتجهت للغناء والتمثيل فى مصر منذ عام ١٩٥٥ ثم سافرت لفرنسا لتتحول لنجمة عالمية فى مجال الغناء والتمثيل لتعود لتعمل فيلما مع المخرج المصرى الشهير يوسف شاهين، كما شاركت بأدوار فى مسلسلات مصرية، ومما هو جدير بالذكر أن أغنيتها حلوة يا بلدى لاقت قبولا لدى المستمعين فى شتى أنحاء العالم.
واختتم الندوة المستشار حمدى زكى المستشار السياحى لمصر بالولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا سابقًا بمحاضرة عنوانها "مصر مهد الحضارات، حيث أبرز تفوق المصرى القديم فى كل المجالات لدرجة أننا اليوم فى القرن الحادى والعشرين نرى أننا لم نكتشف جديدا، فقد برع الفراعنة فى الهندسة والحساب والفن المعمارى، ناهيك عن النقوش التى ما زالت تحتفظ بألوانها وكأنها رسمت بالأمس القريب.
وأضاف أن الفراعنة أول من اخترعوا الكتابة واهتموا بالتعليم وعلموا البشرية فنون الزراعة والتعدين وصناعة الأثاث والزجاج، كما أبرز القيمة الفنية لكنوز توت عنخ آمون وعرض مشاهد تؤكد معرفة المصرى القديم للعبة الشطرنج والمصارعة وبطولة شد الحبل والمنتشرة اليوم أيضا فى بلباو بشمال إسبانيا، كما كانوا أول من عرفوا صناعة الخبز والجعة والنبيذ وجمع العنب، كما عرفوا الشادوف وشقوا الترع والقنوات كما أقاموا السدود على النيل وعرفوا الأدوات الموسيقية، كما شرح تاريخ المسلات الموجودة بمصر وبعواصم العالم، مما اعتبر عرضا جذابا لمقومات مصر السياحية والثقافية والحضارية كما أكد على الأمان فى مصر ودعا الحضور لزيارة مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة