أكدت إيران صباح الأحد أنها ستزيد، نسبة اليورانيوم المخصب إلى أكثر من 3.67% وهي النسبة المسموح بها طبقا للاتفاق النووي، لتتخلى عن تعهد جديد قطعته حيال الأسرة الدولية وستبدأ اليوم بتخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق المبرم في 2015 حول برنامجها النووي، فى خطوة من شأنها تحدى المجتمع الدولى والضغط على شركاء الاتفاق النووى من البلدان الأوروبية، والعودة بالملف النووى للمربع الأول الذى يثير شكوك المجتمع الدولى.
وصرح بهروز كمالوندي المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية للصحافيين أن إيران ستستأنف "خلال ساعات" تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى من 3,67% دون كشف نسبة التخصيب الجديدة.
وتأتى الخطوة الإيرانية بعد انتهاء المهلة التى منحتها للبلدان الأوروبية الموقعة على الاتفاق لمساعدة طهران فى الالتفاف على العقوبات الأمريكية والحيلولة دون آثارها المدمر على الاقتصاد الإيرانى المتهالك.
ورغم تدشين أوروبا آلية "اينستكس" المالية الأسبوع الماضى، واصلت طهران تهديدها بتقليص التزامها بالاتفاق النووى، إذ رأت أن الآلية الأوروبية غير مجدية، حيث لم تلبى الآلية متطلبات طهران التى ترغب فى بيع نفطها والحصول على مبيعاته، بعد أن حرمتها العقوبات من أموال النفط التى تمول بها وكلاءها بالمنطقة وأجندتها السياسية.
إيران تمنح مهلة جديدة ويهدد بخطوات جديدة
من جانبه، قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانى عراقجى، إن طهران أعطت الدبلوماسية وقتا كافيا وتقليص التزاماتها ليس انتهاكا للاتفاق، مؤكدا أن أبواب الدبلوماسية لا تزال مفتوحة لكن تلزم مبادرات جديدة.
وأوضح أن إيران، لن تخصب اليورانيوم فى الوقت الحالى إلى المستوى اللازم لمفاعل طهران.
كما أعلن عراقجي الأحد عن منح طهران الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي مهلة 60 يوما إضافية.
وقال عراقجي إن مهلة الشهرين الجديدة ستمنح الأطراف الأوروبية فرصة تنفيذ التزاماتها بالاتفاق، قبل أن تتخذ طهران خطوتها الثالثة في تقليص التزاماتها النووية، لكنه لم يشير إلى الخطوات الجديدة التى ستتخذها.
وقال عراقجي أن طهران ستواصل تقليص التزاماتها كل 60 يوما ما لم تتحرك الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايته من العقوبات الأمريكية، وفى الوقت نفسه قال إنهم تركوا الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية.
وأكد عراقجي أن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من تلبية مطالب إيران في اتفاق "إينستكس" للتبادل التجاري، ولم يتمكن من الوفاء بالتزاماته في قطاعي النفط والمصارف.
وأوضح أن "إنستيكس" ذات أهمية سياسية لكنها مرفوضة لأنها لم تؤمن مصالح إيران الاقتصادية.
وقالت إيران، إن لديها القدرة على استعادة العمل فى مفاعل آراك للماء الثقيل وستتحرك بناء على احتياجاتها، وإنها لا تريد زيادة عدد أجهزة الطرد المركزى حاليا لكن قد يكون ذلك الخطوة التالية فى تقليص التزاماتها النووية.
وعبرت إيران عن استعدادها التام لتخصيب اليورانيوم لأى مستوى وبأى كمية، فى تحد أكبر للجهود الأمريكية الرامية للضغط عليها بالعقوبات وحملها على التفاوض مجددا على الاتفاق النووى الذى أبرمته مع القوى الكبرى عام 2015.
من جانبها، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأحد، أن مفتشى الوكالة الموجودين فى إيران سيرفعون تقريرا للوكالة بمجرد تأكدهم من زيادة طهران مستوى تخصيبها اليورانيوم عن الحد الذى يسمح به الاتفاق النووى.
وقال متحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة: "نحن على علم بإعلان إيران بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم".
وأضاف: "مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران سيرفعون تقريبا لمقرنا الرئيسي بمجرد تحققهم من التطور الذي أعلنت عنه إيران".
ونددت الولايات المتحدة وأوروبا والصين وحتى روسيا بموقف طهران، وحاولت فرنسا، بعدما أعربت عن قلقها، التدخل كوسيط إذ طالب الرئيس الفرنسي بالتهدئة وقال إنه سيناقش مع الأطراف المعنية شروط استئناف الحوار.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعلن الأربعاء قرار تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 3,67%، وهو الحد الأقصى الذي نص عليه الاتفاق الموقع في يوليو 2015 في فيينا بين طهران والدول الست الكبرى مضيفا أن هدفها "سلمي".
ويأتي هذا القرار الإيراني ردا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو 2018 خروج بلاده بشكل أحادي من الاتفاق ومعاودة فرض العقوبات الأمريكية على إيران.
ومن المقرر أن تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماع طارئ في 10 يوليو بطلب من الولايات المتحدة لبحث انتهاك إيران لبنود الاتفاق.