نشر فى مجلة "نيتشر" بحث جديد بعنوان الأسنان "كبسولة الزمن"، يؤكد أنه منذ 2 مليون سنة كان الإنسان القديم يرضع من امه لمدة تصل إلى 6 سنوات.
كان سلف الإنسان البعيد "أسترالوبيثكس أفريكانوس" القردة الجنوبية هو جنس من أشباه البشر ويعتبر أول من مشى على الأرض بقدمين، كان لديها نهج فريد فى تربية أبنائها، وهذا ما سوف يوضحه البحث الجديد.
قام الخبراء، بإجراء تحليلات جيوكيميائية لأربعة أسنان من أبناء القردة "أسترالو بيثكس أفريكانونس" وأظهر التحليل أن الأبناء يرضعون رضاعة طبيعية تصل ما بين 6-9 أشهر ، ثم إضافة حليب الأم مع الطعام الصلب حتى عمر 5- 6 سنوات بشكل دورى، ربما جاء ذلك استجابة للتغيرات الموسمية فى توفير الغذاء.
وأوضح الباحثون، أن المعلومة التى توصلوا إليها مفيدة على عدة جهات، من وجهه نظر تطورية، يساعدنا البحث على فهم التعديلات البيولوجية والسلوكية الخاصة بـ أسترالوبيثكس أفريكانوس، مقارنة بأسلاف الإنسان المنقرضين والبشر المعاصرين.
وأشار الباحثون إلى أنه مع ذلك فإن الرضاعة الطبيعية لمدة تصل إلى 5-6 سنوات هى عملية التمثيل الغذائى باهظة الثمن – تتطلب إدخال بعص السعرات الحرارية للأم المرضعة، مضيفين أن استخدام الحليب كعذاء تكميلى للنسل الأكبر سنا قد يعوق قدرة أفريكانوس على البقاء على قيد الحياة بنجاح خلال فترة المناخ المتغيرة بشكل كبير، وهذا أدى إلى انقراضه منذ حوالى مليونى سنة.
جدير بالذكر، أن تم اكتشاف أفريكانوس لأول مرة فى عام 1924 من قبل العالم الأسترالى المولد ريموند دارت فى Taung في جنوب أفريقيا فهو أول سلف بشرى مبكر تم التعرف عليه من أفريقيا بعد قرن من التنقيب والبحث فى وقت لاحق، أنتجت Taung ومواقع أخرى فى جميع أنحاء جنوب إفريقيا سجلًا غنيًا من أسلاف الإنسان الأوائل، أصبحت هذه المنطقة الآن أحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو والمعروفة باسم "مهد البشرية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة