نجحت البعثة الأثرية المصرية البولندية التابعة للمركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط لجامعة وارسو، والعاملة بمنطقة آثار كوم الدكة بالإسكندرية، في الكشف خلال موسم حفائرها بالمنطقة عن بقايا جزء كبير من مدينة أثرية ترجع للفترة ما بين القرن الرابع والقرن السابع بعد الميلاد، ومجموعة من الفسيفساء الرومانية تغطي أرضية أحد المنازل بالمدينة.
جانب من الاكتشافات
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، إن منطقة كوم الدكة بالإسكندرية تشهد مرة أخرى مشهدًا جديدًا لفسيفساء رومانية متعددة الألوان، وهو الأمر الذى يؤكد انتشار فن الفسيفساء في الإسكندرية بالإضافة إلى ثراء سكان هذه المنازل، وقد تم عرض الفسيفسائية المكتشفة في فيلا الطيور بكوم الدكا، والذي يعد أول متحف لأرضيات الفسيفساء في مصر.
ومن جانبه أشار الدكتور جريجور مايهرك رئيس البعثة الأثرية، إلى أن تصميم الفسيفساء التي تم العثورعليه في أرضية أحد المنازل هو عبارة عن سطح مربع تبلغ مساحتة 2.60م x 2.60م، ويتكون من ستة لوحات سداسية تبرز فيها زهرة اللوتس، محاطة بإطار دائري نمطي، وأن هذا التصميم هو الأكثر بروزاً في غرف الطعام في البيوت الرومانية، ويعتبر مميزاً للطراز السكندري، ومن التكوينات المشهورة والتي تتميز بها مصر الرومانية.
وأضاف الدكتور مايهرك، أن البعثة الأثرية البولندية تعمل بالموقع المتواجد في قلب المدينة القديمة منذ عام 1960 بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية، وتركزت أعمال الحفائر في السنوات الاخيرة على دراسة العمارة السكنية التي لا تزال مجهولة نوعا ما في الإسكندرية الرومانية من القرن الأول و حتي القرن الثالث بعد الميلاد. ويُعرف أن مباني تلك الفترة كانت غالبا مزينة ببذخ ، موضحا ان كشف هذا الموسم خير دليل على هذا.