"رينو ـ نيسان".. شراكة على المحك.. عملاق السيارات اليابانية يكتوى بنيران الشريك بعد انتزاع 43% من الأسهم.. فضيحة كارلوس غصن أولى الصفعات .. إعادة الهيكلة تطيح بـ10 آلاف موظف.. وتهم باستغلال التكنولوجيا الآسيوية

الخميس، 25 يوليو 2019 03:00 م
"رينو ـ نيسان".. شراكة على المحك.. عملاق السيارات اليابانية يكتوى بنيران الشريك بعد انتزاع 43% من الأسهم.. فضيحة كارلوس غصن أولى الصفعات .. إعادة الهيكلة تطيح بـ10 آلاف موظف.. وتهم باستغلال التكنولوجيا الآسيوية نيسان ورينو وكارلوس غصن
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن ذلك التحالف القديم بين مجموعتى نيسان اليابانية ورينو الفرنسية لصناعة السيارات، والمعروف بتحالف "رينو نيسان ميتسوبيشى"، لا يسير كما ذهبت التوقعات، إذ دبت الخلافات ووقع الكثير من التعثر أفقد المجموعة اليابانية الأضخم، جزءا كبيرا من حصتها السوقية وانخفاض أرباحها، بل اضطرها لإعلان إلغاء 12 ألفا و500 وظيفة بالتزامن مع خفض إنتاجها بنسبة 10% حتى 2023/2022.

 

وبحسب التقارير المالية المعلنة فإنه خلال الربع الأول من السنة المالية 2020/2019 فى أبريل الماضى، تراجعت أرباح المجموعة المتحالفة مع الفرنسية رينو حوالى 95 % إلى 6.4 مليارات ين أى ما يعاددل 52 مليون يورو، كما انخفض رقم أعمالها بنسبة 12.7% فى الفترة نفسها.

 

وكانت وسائل إعلام يابانية ذكرت الأربعاء، أن نيسان تستعد للإعلان الخميس عن إجراءات صارمة لإصلاح حساباتها من بينها إلغاء أكثر عشرة آلاف وظيفة.

وبالفعل أعلن رئيس المجموعة، هيروتو سايكاوا، فى يونيو الماضى، أن الإصلاحات ستكون مؤلمة مؤكدا أن المجموعة لا تملك خيارا آخر بعد استراتيجية التوسع القسرية التى قام بها كارلوس غصن منقذ المجموعة الذى بات يواجه ادانة حاليا.

 

وبحسب مصادر فى الشركة، فإن هذه التخفيضات الإضافية فى الوظائف، والتى تشمل خيارات التقاعد المبكر، تأتى بعد أن قالت المجموعة، فى مايو الماضى، إنها ستخفض حوالى 4800 وظيفة فى جميع فروعها فى أنحاء العالم، ويعمل لدى نيسان حوالى 139 ألف موظف حول العالم.

 

 

وتعرضت الشركة لضغوط طيلة الأشهر الماضية، وسجلت تراجعا فى أرباحها الصافية بنسبة 57% خلال السنة المالية المنتهية فى 31 مارس الماضى. وأشارت إلى مناخ أعمال غير موات حيث انخفضت مبيعات السيارات بشكل ملحوظ فى الولايات المتحدة.

 

وواجهت نيسان زعزعة على صعيد قيادتها بعد اعتقال الرئيس السابق لها، كارلوس غصن، العام الماضى بسبب مخالفات مالية مزعومة، حيث واجه غصن اتهامات بإساءة استخدام أموال الشركة والكذب بشأن دخله من شركة صناعة السيارات اليابانية بل وتحميلها خسائر لأعماله الخاصة، حيث ترك اعتقال غصن وطرده لاحقًا تحالف نيسان العالمى مع شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو فى حالة من الغموض والتخبط.

 

 

لكن أزمة المجموعة اليابانية لا تنفصل عن شراكتها مع نظيرتها الفرنسية، التى تمتلك 43٪ من نيسان، كما أن نيسان تمتلك حصة غير تصويتية بنسبة 15٪ فى رينو، وبحسب ما ورد يرى نيسان أن الشراكة غير متوازنة وفى الشهر الماضى، قال الرئيس التنفيذي سايكاوا إنه يريد الحفاظ على المساواة فى الشراكة ذلك فى الوقت الذى يقال فيه إن رينو تسعى للحصول على مزيد من السيطرة داخل نيسان.

 

وفى يونيو الماضى، حذر المدير التنفيذى لنيسان من أن عدم المساواة بين الشركاء قد يؤدى لانهيار التحالف المستمر بين المجموعتين منذ عقدين، وأفادت وكالة رويترز وقتها بأن هناك محاولات مهمة لإصلاح الثقة مع شركة رينو، التى تدهورت فى الأشهر لماضية مع سعى شركة صناعة السيارات الفرنسية إلى مزيد من السيطرة داخل نيسان من خلال هيكل التعيينات وهو ما رفضته نيسان. وعلق سايكاوا أن نيسان "ستؤجل المناقشات" حول الاتجاه المستقبلى للتحالف حيث منحت المجموعة الأولوية لاسترداد أدائها المالى السىء.

 

ففى حين أن التحالف كان حاسماً لنجاح الشركتين فى صناعة السيارات، رأى بعض المديرين التنفيذيين أن العلاقة المضطربة أحيانًا تشكل عائقًا أمام الإدارة الأكثر كفاءة، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فإن رينو مارست نفوذا أكبر من نيسان على التحالف، لكن نيسان باعت سيارت أكثر، وهذا الموقف اثار استياء المجموعة اليابانية التى نظرت إلى شريكتها الفرنسية باستغلال التكنولوجيا والأبحاث والعلامة التجارية الخاصة بنيسان.

 

وتحدثت تقارير سابقة عن أن غصن زعم أن سقوطه جاء بسبب معارضة مديرى شركة نيسان خططه لتعميق اندماج الشركة اليابانية مع رينو فى شركة واحدة، وذهب البعض للزعم بتورط الحكومة اليابانية فى مؤامرة لإخراج غصن من شركتى نيسان وميتسوبيشى لوقف خطط الدمج.

 

ورغم أن وزارة المالية الفرنسية، التى تمتلك حصة قدرها 15% من رينو، ألتزمت الصمت بشأن الأزمة، لكن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سعى لمساندة التحالف خلال زيارته لليابان للمشاركة فى قمة العشرين، يونيو الماضى، واصفا التحالف بأنه "إنجازا نتمسك به كثيرا"، لكنه ذهب للقول أنه لا يجب نسيان أن "المجموعة الفرنسية هى من أنقذت المجموعة اليابانية، مع احترام التقاليد والموازين".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة