على الرغم من انقراض ظاهرة المقايضة فى المعاملات التجارية على مستوى أغلب دول العالم بما فيها مصر ودول العالم العربى والتى يجرى فيها مقايضة البضائع ببعضها البعض بديلا عن دفع النقود إلا أن أحد مواطنى مركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد مازال يتبع تلك الطريقة البدائية فى معاملاته التجارية، حيث يقوم ببيع منتجاته التى يقوم بتصنيعها يدويا مقابل الحصول على كميات من المحاصيل الزراعية وقت الحصاد.
الحاج مبارز أحمد على من مواليد 1950 بقرية فطيمة التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد ويعمل فى مجال صناعة الفخار بالطريقة البدائية ولديه فاخورة يقوم فيها بتصنيع أنواع مختلفة من الأوانى الفخارية وأهمها الزيرة والسقاية والقلال وبيوت الحمام وغيرها من الأوانى الفخارية التى يتم تصنيعها بطريق بدائية ويبيعها بنظام المقايضة ولا يقبل النقود مطلقا حيث تعلم حرفة تصنيع الفخار على يد والده منذ أن كان فى سن الشباب وظل يعمل بتلك المهنة حتى الآن.
وقال الحاج مبارز، لــ" اليوم السابع" أنه قام بتنفيذ الفاخورة فى منطقة متطرفة من القرية ولم يقوم بتوصيل التيار الكهربائى لها ويعمل فترات النهار فقط بنظام العمل اليدوى بتجهيز عجينة الفخار حتى تصبح جاهزة للتشكيل على الدولاب اليدوى للتصنيع وتشكيل القطع الفخارية ويتم بعد ذلك تجفيفها فى الشمس ثم حرقها فى فرن يعمل بطريقة بدائية دون استخدام المواد البترولية.
وأضاف مبارز، أنه يتعامل بنظام "الخينة " وهو مصطلح واحاتى قديم المقصود بها المقايضة على المنتجات التى يقوم بتصنيعها بكميات من القمح والأرز والتمر وغيرها من الزراعات وقت الحصاد حيث يقوم بتحميل القطع الفخارية فى عربة كارو ويطوف بها على المزارعين وقت الحصاد ويعطى كل مزارع ما يطلبه من تلك الآوانى الفخارية ويقبل ما يمنحه المزارع من محاصيل دون تحديد كميات محددة حيث يرضى بمنحة المزارعين وفقا لظروف كل مزارع على حدة.
وأكد مبارز، أنه سعيد بتلك المهنة ولا يرى أية غضاضة فى تلك المعاملة التجارية التى ورثها عن أجداده ويقوم بنقل تلك المحاصيل والمنتجات الزراعية لاستخدامها فى احتياجات المنزل وبيع الفائض منه للحصول على متطلبات أسرته مشيرا إلى أن عمله فى الفاخورة يستوجب مساعدة أبنائه له فى تجهيز الطين وعجنه وتشكيله.
وأوضح مبارز، أن العمل فى انتاج الاوانى الفخارية بتلك الطريقة البدائية يستغرق وقتا اطول من الماكينات المتطورة حيث يقضى يومين أو ثلاثة ايام فى إنتاج قطعة فخارية كالزيرة نظرا لكبر حجمها وباقى المنتجات قد تستغرق ساعات فى انتاجها لكونها تمر بعدة مراحل مختلفة، مؤكدا على أن نظام المقايضة غير معمول به فى جميع القرى ولكنه لا يريد تغييره أو استبداله وأحيانا يقوم ابنائه فى أضيق الظروف فى حال عدم وجود محاصيل وحضور المشترى إلى الفاخورة لطلب قطعة معينة فيبيعونها له بأقل الأسعار ولكنه يرفض فكرة البيع مقابل النقود بصفة دائمة.