فى عرس ديمقراطى جديد تشهده تونس، أظهرت المؤشرات الأولية غير الرسمية، للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فى تونس، نجاح المرشح المستقل قيس سعيد، وأيضا المرشح المسجون ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروى، إلى مرحلة الإعادة المقرر لها 13 أكتوبر المقبل.
توانسة فى الانتخابات
وطبقا لمؤسسة ''سيجما كونساى''، فإن المرشح المستقل قيس سعيد بحصوله على 19.50% من نسبة الأصوات، فيما حصل زعيم حزب "قلب تونس" نبيل القروى، على المرتبة الثانية بحصوله على 15.5% من أصوات الناخبين.
المؤشرات الأولية
نبيل القروى
كما أشارت المؤسسة، إلى أن نسبة الإناث من جملة المصوّتين للمرشح قيس سعيد، بلغت 22% مقابل 18% من الذكور، فى حين بلغت نسبة الإناث من مجموع المصوّتين لنبيل القروى، بلغت 20.4% مقابل 12.4% من الذكور.
قيس سعيد
من جانبه أعلن نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فى تونس، خلال مؤتمر صحفى عقده بعد إغلاق صناديق الاقتراع، أن نسبة المشاركة فى المرحلة الأولى بلغت 45.2% فى داخل البلاد، و19.7% فى الخارج، مضيفا أن نسبة الإقبال تقدمت بشكل إيجابى ومقبول.
نبيل بافون
الانتخابات الرئاسية التونسية
وقال القروى خلال البيان، الذى تم نشره عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، جاء فيه:
"اليوم نهار استثنائىّ، استثنائى للدّيمقراطيّة، استثنائى فى حياة التونسيّات والتونسيين، استثنائى فى تاريخ بلادنا، شعب تونس العظيم، اليوم أنت قلت كلمتك ونحنا سمعناك من خلال تصويتك، أنت عبّرت على إرادتك وعلى التنوّع اللى فيك، لكنّك عبّرت أنّو أولويّتك هى رغبتك باش تغيّر وضعك وحاجتك للأمل" .
وأضاف القروى: "بثقتكم وبوجودى بين الزوز النّاجحين للدّور الثانى من جملة 26 مترشّح، أنتم ما قلتو بكلّ وضوح "لا" للظّلم، "لا" للفقر والتهميش"، "نعم" للدّولة العادلة، نعم لمستقبل أفضل، نعم للأمل شعب تونس العظيم".
نبيل القروى
وتابع القروى: "اليوم أنتم عاقبتو النّاس اللى حاولت تسرق أصوات الناخبين وتتلاعب بالانتخابات بحطّانى فى السجن من غير محاكمة ومنعى من القيام بحملتى، عاقبتوهم خاطركم عندكم مبادئ وإرادتكم حرّة، رسالتكم واضحة وسمعها كلّ العالم ، نحبّ نشكر فى البداية كلّ إلّى عطاونى ثقتهم وصوّتولى، نحب نشكر رفاقى فى حزب قلب تونس اللى رشحونى للانتخابات الرّئاسيّة، وفريق حملتى اللى تعب برشة خصوصا مع الظّروف اللى مرّيت ومازلت نمرّ بيها، نحب نشكر برشا زوجتى ورفيقة دربى سلوى السماوى وصغارى الثلاثة، كانو بالنسبة ليّا عنصر تشجيع وإصرار وتحدّى، ونحبّ نتوجّه بالشكر والتقدير لجيشنا الوطنى والحرس الوطنى وقوات الأمن إلّى حماو ووصّلوها لبرّ الأمان".
الانتخابات التونسية
وأوضح القروى: "اليوم الشعب التونسى اختار زوز مترشحين باش يمرّو للدّور الثانى بعد أقلّ من شهر لانتخاب الرئيس الثانى فى الجمهوريّة الثانية، فى الدّور الثانى نتمنّاو أنّو المظلمة اللى تعرضتلها تزول، ويكون التنافس الانتخابى نزيه تتساوى فيه حظوظ المترشحين الزوز مع الاحترام الكامل للدّستور والقوانين ولإرادة المواطنين والناخبين، يلزم نحافظو على سمعة بلادنا فى العالم اللى قاعد يتابع فى التطوّرات الأخيرة بكلّ اهتمام وقلق، اليوم المظلمة إلّى عشتها تهون وأنا نشوف فى بلادى تقاوم وتدافع على حقّ مواطنيها، المظلمة إلّى أنا فيها لازم تزول كيما لازم تتوقف المظالم ضدّ التوانسة الكلّ".
واستكمل القروى: "نحبّ نتوجّه لأغلب المترشحين اللى ما تمكنوش من المرور إلى الدّور الثانى نقوللهم: "إنتوما قمتو بمعركة مشرّفة وآنا نمدّلكم يدى بكلّ احترام لأفكاركم، ونقول لكلّ الناخبين اللى المرشحين متاعهم ما نجحوش، فمّة دور ثانى فى انتظاركم وفرصة أخرى باش تختارو، وفى ظرف شهر باش يكون عندكم الخيار مرّة أخرى بين زوز مترشحين، نتمنّى أنّو خياركم يستبعد تونس المنغلقة، الخائفة، واللى تنتمى للماضى، نحبّكم تختارو تونس ديمقراطية تحترم مؤسساتها، منفتحة، ذكيّة، متسامحة ومتضامنة، تونس اللى باش نبنوها مع بعضنا بالأغلبيّة بإذن الله".
إقبال التوانسة على صناديق الاقتراع
واختتم القروى بيانه، قائلا: "اليوم حزب قلب تونس مفتوح على كلّ اللى يحملو معاه نفس المثل والرؤية للمستقبل، يلزمنا مع بعضنا، نوحّدو كلّ الوسائل اللى عندنا من أجل تونس قويّة ومستقرّة وأفضل، نحنا نعيشو لحظة تاريخيّة يلزم نكتبوها مع بعضنا، عاشت تونس حرّة أبيّة وعاش شعب تونس العظيم".
مشاركة التوانسة فى الانتخابات
أما المرشح المستقل قيس سعيد، الذى كان مفاجأة هذه الانتخابات، خاصة أن الصحف التونسية وصفته بـ"غير المعروف"، وعدم مساندته أو دعمه من أى حزب سياسى تونسى، واحتل صدارة المؤشرات الأولية، احتفل مع أنصاره فى مقر حملته الانتخابية، تحت الشعار الذى رفعه "الشعب يريد"، ليهتفوا "الشعب يريد قيس سعيد".
اعتمدت حملة قيس سعيد، على تقديمه برنامجاً انتخابياً سياسيّاً، استند فيه على إعطاء دور محورى للجهات وتوزيع السُلطة على السلطات المحلية عبر تعديل الدستور، كما أنه اعتمد على دعايته الانتخابية فى زيارات المواطنين مباشرة فى الأحياء الشعبية والأسواق، وسماع مشكلاتهم والعمل على تحقيق مطالبهم.
المرشح قيس سعيد
ورفع قيس سعيد، شعارات انتخابية مع أنصاره ومؤيديه، عندما قال فى تصريحات صحفية: "لستُ فى حملة انتخابيّة لبيع أوهام والتزامات لن أحقّقها، الوضع اليوم يقتضى إعادة بناءٍ سياسى وإدارى جديد، حتّى تصل إرادة المواطن، فهو يخلق الثورة للاستفادة منها، علينا أن ننتقل من دولة القانون إلى مجتمع القانون، شعار (الشعب يريد) يعنى أنْ "يُحقّق الشعب ما يريد".
قيس سعيد مع العلم التونسى