لا يغيب الأكراد عن الأحداث أبدًا، هم موضوع دائم فى نشرات الأخبار والصحف والمواقع، يسكنون فى المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران، وأرمينيا، ويترواح عددهم بين عشرين وثلاثين مليونا.
والتاريخ يثبت أن الخلافة العثمانية والدولة التركية من بعدها كان لهما العديد من الضحايا، وقد مثل الأكراد أحد أبرز هؤلاء الضحايا.
وفى عام 1515م قام السلطان العثمانى سليم الأول، بعقد اتفاقية مع الأمراء الكرد، تتضمن اعتراف العثمانيين بسيادة تلك الإمارات على كردستان وبقاء الحكم الوراثى فيها ومساندة الأستانة لها عند تعرضها للغزو أو الاعتداء مقابل أن تدفع الإمارات الكردية رسوما سنوية كرمز لتبعيتها للدولة العثمانية، وأن تشارك إلى جانب الجيش العثمانى فى أى معارك تخوضها الإمبراطورية إضافة إلى ذكر اسم السلطان والدعاء له على المنابر فى خطبة الجمعة.
وفى عام 1555م عقدت الدولتان الصفوية والعثمانية اتفاقية ثنائية عرفت بـ"أماسيا" وهى أول معاهدة رسمية بين الدولتين، وتم بموجبها تكريس تقسيم كردستان رسمياً وفق وثيقة رسمية نصت على تعيين الحدود بين الدولتين، خاصة فى مناطق شهرزور، وقارص، وبايزيد (وهى مناطق كردية صرفة).
معاهدة سيفر
بعد هزيمة الدولة العثمانية فى الحرب العالمية الأولى، جاءت معاهدة سيفر عام 1920 لتمنح الأكراد الأمل فى إنشاء دولة مستقلة لهم، غير أن رفض حكومة أتاتورك الاعتراف بالمعاهدة جاء بمعاهدة جديدة، وهى معاهدة لوزان، التى غيرت موازين القوى لصالح تركيا وأجهضت حلم تأسيس الدولة الكردية المستقلة.
ثورة الشيخ سعيد بيران
فى عام 1923 أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة، وبعد أقل من عامين على تأسيسها، واجهت الدولة الفتية أول انتفاضة كبرى قام بها الأكراد فى جنوب شرق تركيا بقيادة الشيخ سعيد بيران، الانتفاضة كانت ضد سياسة القمع التى تتبعها حكومة أتاتورك ضد الأقلية الكردية، لكن سرعان ما تم قمع التمرد، وأُعدم الشيخ بيران.