المرشحان يشددان على ضرورة إيجاد حل سياسى عاجل للأزمة الليبية
يصل قطار الانتخابات التونسية غدا آخر محطاته بإجراء التصويت بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التى كانت قد انطلقت خارج تونس أمس وسط مشاركة متوسطة لأبناء الجاليات التونسية فى 45 دولة بخمس قارات ، يتزامن ذلك مع دخول تونس فترة الصمت الانتخابى اليوم استعدادا لآخر أيام جولة الحسم بالخارج والداخل.
ويتنافس بهذه الجولة التى تعد جولة الحسم والتى يتحدد بنتائجها ساكن قصر قرطاج الجديد خلفا للباجى قايد السبسى، كل من أستاذ القانون الدستورى قيس سعيد ورجل الأعمال نبيل القروى الذى أطلق سراحه من سجن العاصمة التونسية الأربعاء الماضى حيث كان موقوفا على ذمة قضايا غسيل اموال وتهرب ضريبى منذ أغسطس الماضى.
اليوم الثانى للاقتراع بالخارج
وتتواصل لليوم الثانى على التوالى عملية الاقتراع بالدوائر الانتخابية فى الخارج، التى يبلغ عدد الناخبين المسجلين فيها 386 ألف ناخب، وكانت نسبة الإقبال على التصويت بالخارج قد بلغت فى اليوم الأول من الاقتراع 3.6 %.
ويحظر خلال فترة الصمت الانتخابى على المرشحين، إدراج أو نشر دعاية انتخابية جديدة، كما يحظر بث ونشر نتائج استطلاع الرأى التى لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالانتخابات، ويحظر تقديم تبرعات نقدية أوعينية بهدف التأثير على الناخب.
ووفقا للبند 34 من قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الخاص بضبط قواعد تنظيم الحملة الانتخابية، تلغى نتائج الفائزين بصفة كلية او جزئية اذا تبين أن مخالفتهم للقواعد أثرت على نتائج الانتخابات بصفة جوهرية وحاسمة.
الاقتراع الأحد
ويتوجه غدا الأحد المقبل سبعة ملايين ناخب تونسى تقريبا إلى أكثر من 4500 مركز اقتراع بتونس.
وأشارت تقارير إعلامية تونسية إلى أنه تم تجهيز أكثر من 20 ألف أمني لتأمين السير العادى أثناء العملية الانتخابية داخل تونس لضمان لضمان الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة ومكافحة الجريمة بمختلف أنواعها بالإضافة إلى تأمين الحدود والمقرات الدبلوماسية ومقرات السيادة.
كما سيتم تخصيص فريق من الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب بكامل ولايات الجمهورية مدعوما بكافة المعدات والتجهيزات المستوجبة وبطائرات مروحية للتدخل عند حدوث طارئ".
آراء المرشحين عن "التطبيع"
وخلال المناظرة الأولى التى جمعت مرشحى الرئاسة التونسية والتى عقدت أمس وبثها التليفزيون التونسى الرسمى ، تعهد قيس سعيد ونبيل القروى بعدم السماح بدخول يهود يحملون جوازات سفر اسرائيلية إلى تونس.
وجاء تعهد المرشحين لدى سؤالهما خلال مناظرة تلفزيونية عن تجريم “التطبيع” مع الدولة الإسرائيلية حاسما.
وقال قيس سعيد إنه لن يكون مسموحا، إذا ما وصل الى الرئاسة، دخول سياح اسرائيليين الى تونس بجوازات سفر اسرائيلية، ولكنه أكد تسامحه مع اليهود.
وقال سعيد في المناظرة “التطبيع خيانة عظمى، ويجب أن يحاكم من يطبع مع كيان شرد ونكل شعبا كاملا”.
وقال سعيد “كلمة تطبيع هي كلمة خاطئة أصلا، الوضع الطبيعي هو أننا في حالة حرب”.
من جهته، أوضح المرشح نبيل القروي ان تونس ستتبنى موقف فلسطين بشكل دائم في صراعها مع اسرائيل، وأنه مع قانون يجرم التطبيع مع اسرائيل. كما أعلن أن الدخول إلى تونس بجوازات سفر اسرائيلية لن يكون مسموحا.
وفيما يركز القروي على تقديم وعود بـ”القضاء على الفقر” ودفع النمو الاقتصادي ودعم الإستثمار في القطاع الرقمي وتحسين ظروف العيش، فقد اشتهر سعيد بشعاره “لا للوعود الكاذبة” ومشروعه القانوني بتعزيز سلطة الحكم المحلي وحق النائب بسحب صوته من السلطة المنتخبة في الجهات اذا أخلت ببرامجها.
الجهاز السرى لـ"النهضة"
وفيما يتعلق بالجهاز السرى لحركة النهضة علق المرشح الرئاسي التونسى قيس سعيّد، على الجهاز السرى لحركة النهضة الإخوانية تلك القضية التى أثارت الشارع التونسى خلال الفترة الماضية واتهام سياسيين تونسيين لهذا التنظيم السرى لحركة النهضة بالتورط فى اغتيالات سياسية.
وقال المرشح الرئاسي التونسى، خلال المناظرة التى تجرى على التلفزيون التونسى، إن القانون يجب أن يطبق على الجميع من دون استثناء، متابعا:" نرفض وجود أي جهاز خارج إطار الدولة".
وأوضح المرشح الرئاسي قيس سعيد، أن قضية الجهاز السري لحركة النهضة من مسؤولية القضاء، مؤكدا ضرورة تشكيل محكمة مختصة تبحث في قضية الجهاز السري لحركة النهضة، واستطرد قيس سعيد:"سنلتزم بجميع الاتفاقيات التي وقعتها الدولة التونسية".
رؤيتهما لأزمة ليبيا
وتطرقت المناظرة بين المرشحين الرئاسيين التونسيين فى جولة الإعادة إلى الأزمة الليبية، فقال المرشح الرئاسي التونسى قيس سعيد، إن هناك ضرورة لإيحاد حل للأزمة الليبية، قائلا:"إنه سيحترم قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالشأن الليبي"، مشيرا إلى أنه من حق الشعب الليبي أن يقرر مصيره بنفسه.
وفى نفس الإطار أكد المرشح الرئاسي التونسى نبيل القروي، أهمية إيجاد حل سياسى عاجل للأزمة الليبية، مشيرا إلى أنه سيعمل مع جميع الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى حل سياسي.