واجه دينيس مولينبرج، الرئيس التنفيذى لشركة بوينج عملاق صناعة الطائرات جلسة حامية فى الكونجرس بشأن العيوب التى أسفرت عن تحطم طائرتين خلال الأشهر الإثنى عشر الماضية.
واعترف مولينبرج أمام الكونجرس أن شركته ارتكبت أخطاء فى تصميم طائراتها من طراز 737 ماكس، وتستحق التدقيق الذى تواجهه بعد حادثى التحطم القاتلين.
مويلينبورج 2
وقال مولينبيرج أمام لجنة التجارة بمجلس الشيوخ فى جلسة أمس، الثلاثاء، إن فى الأشهر التى تلت وقوع الحادثتين، كانت هناك انتقادات كثيرة لبوينج وثقافتها، وأضاف: نتفهم هذا التدقيق ونستحقه.
ويأتى ظهور مولينبرج أمام مجلس الشيوخ تزامنا مع الذكرى الأولى لوقوع الحادث الأول. وجلس ورائه أسر عدد من ضحايا الحادثتين التى أسفرتا معا عن مصرع 346 شخص، وهما طائرة لايون إير التى تحطمت فى إندونيسيا أكتوبر الماضى، وطائرة الخطوط الجوية الإثيوبية التى سقطت فى مارس.
مويلينبورج يعتذر
واعتذر رئيس بوينج لعائلات الضحايا وقال لهم، لقد ارتكبنا أخطاء، وقمنا ببعض الأمور بشكل خاطئ. ووصفت شبكة CNBC هذا التصريح بأنها الاعتراف الأكثر علانية من بوينج بأنها فشلت بشأن تصميم الطائرة الأكثر مبيعا لشركة بوينج.
وتقول شبكة سى إن إن الأمريكية إن المحققين والشركة ربطوا حادثى التصادم بنظام التثبيت المعيب الذى دفع الطائرات لأسفل.
وخلال الجلسة التى استمرت أكثر من ساعتين، ضغط أعضاء مجلس الشيوخ على مولينبرج حول كيفية سماح بوينج بهذا التصميم الخاطئ والذى استند على جهاز استشعار واحد فقط بدون حاجة إلى زيادة، وأيضا المخاوف من أن الشركة وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية لديهما علاقة وثيقة بشكل غير مناسب.
وغضب أعضاء اللجة من مولينبرج بعد أن قال إنه لم يعرف حتى أسابيع قليلة مضت بشأن رسائل البريد الإلكترونى بين طيار بوينج السابق وإدارة الطيران الفيدرالية والتى تفاخر فيها الطيار بخداع المنظمين للموافقة على مواد تدريب وتوجيه إدارة الطيران الفيدرالية لحذف نظام مراقبة الرحلة، والذى تسبب فى الحادثتين.
وحاول الرئيس التنفيذى لبوينج الدفاع عن شركته عندما قال إنها اتبعت العمليات التنظيمية القائمة، وأشار إلى أنه منفتح إزاء تغيير هذه القواعد.
دينيس مويلينبورج
ومن ناحية أخرى، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" إن مشرعين أمريكيين اتهموا شركة بوينج ببناء "توابيت طائرة" والانخراط في "نمط من الإخفاء المتعمد" في سعيها للحصول على موافقة لطائرتها 737 ماكس 8 للطيران.
وقال أعضاء مجلس الشيوخ إن لديهم مخاوف جدية من أن بوينج وضعت الأرباح على حساب السلامة لأنها هرعت للحصول على تصريح لتسيير الطائرة. وقتل ما يقرب من 346 شخص فى حادثين لطائرات بوينج 737 ماكس 8.
اتهم المشرعون بوينج بأنها كانت تدرك المشاكل في نظام التحكم الآلي في 737 ماكس 8 ، والمعروفة باسم MCAS ، والتي تم تحديدها كعامل في كلا الحادثين.
وقد تم تجريد الرئيس التنفيذى لشركة بوينج الأمريكية، دينيس مويلينبورج، من منصب رئيس مجلس إدارة عملاق صناعة الطائرات، فى وقت سابق من الشهر الجارى، وذلك بعد مرور عام تقريبًا على أول حادثين لتحطم طائرات 737 ماكس والتى تسببت فى مقتل 346 شخصًا.
وقالت بوينج فى بيان، إن مويلينبورج سيظل يعمل كرئيس تنفيذى ورئيس ومدير بالشركة. وأضاف البيان أن مويلينبورج سيركز على إدارة الشركة "فى إطار تحركها لإعادة طائرتها 737 ماكس للخدمة بأمان، وضمان الدعم الكامل لعملاء بوينج حول العالم وتنفيذ تغييرات لتعزيز تركيز بوينج على سلامة المنتج والخدمات".
وكان قد تم تعليق طراز 737 ماكس من طائرات بوينج فى مارس بعد حادثين وقع أحدهما فى إثيوبيا خلال مارس وأسفر عن مقتل 157 شخصا، وآخر فى إندونيسيا فى أكتوبر وأسفر عن مقتل 189 شخصا.
وأعلنت شركة بوينج أن مدراء الشركة قرروا فصل الوظيفتين وانتخاب واحد منهم، ديفيد إل كالهون، ليكون رئيسًا غير تنفيذي. وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن إنتاج الطائرات انخفض بنسبة 24% على مستوى العالم بعد تحطم الطائرتين.
وكانت لجنة من هيئات تنظيم الطيران الدولى أصدرت تقريرًا ينتقد شركة بوينج وإدارة الطيران الفيدرالية حول كيفية اعتماد الطائرة ماكس. وقالت المجموعة أن بوينج فشلت فى إبلاغ إدارة الطيران الفيدرالية على نحو كاف بالتغييرات التى طرأت على نظام مراقبة الطيران الذى تورط فى الحوادث.
وقال كالهون فى بيان لشركة بوينج "يتمتع مجلس الإدارة بالثقة الكاملة فى دينيس كرئيس تنفيذى ويعتقد أن تقسيم العمل هذا سيمكّن أقصى تركيز على إدارة الأعمال مع قيام مجلس الإدارة بدور إشرافى نشط".
من جانبه، قال مويلنبورج فى بيان إنه يؤيد تقسيم وظائف الرئيس التنفيذى ورئيس مجلس الإدارة.
وكانت الطائرة ماكس الأكثر مبيعًا لشركة بوينج إلى أن تم تعليقها فى جميع أنحاء العالم فى مارس بعد تحطمها فى إندونيسيا وإثيوبيا. خصصت الشركة مليارات الدولارات لتعويض شركات الطيران المتضررة.
وتحقق وزارة العدل الأمريكية والكونجرس فى الشركة التى تواجه أيضًا العديد من الدعاوى القضائية من عائلات الركاب الذين توفوا.