احتجاجا على ظروف عملهم الصعبة فى أعقاب تخفيض وزارة المالية مخصصات الدبلوماسيين والسفراء وأعضاء أطقم السفارات في أنحاء العالم، بدأت سفارات تل أبيب إضرابا مفتوحا إلى أجل غير مسمى ما تسبب فى إغلاق أكثر من 100 سفارة وقنصلية إسرائيلية حول العالم.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الاضطراب جاء فى أعقاب معاناة وزارة الخارجية من أزمة عميقة بعد التخفيضات المتكررة لميزانيتها من قبل وزارة المالية.
ويعود النزاع بين الطرفين عندما غيرت وزارة المالية من جانب واحد قواعدها المتعلقة بتسديد نفقات السفراء لدرجة أن وزارة المالية رفضت دعم فنجان القهوة الصباحى لموظفى السفارات، وهو ما أغضب الخارجية الإسرائيلية.
وأصدرت وزارة الخارجية بيانا ًجاء فيه :"مضطرون لإغلاق مكاتب التمثيل الدبلوماسى فى العالم إلى أجل غير مسمى، ولن يتم تقديم أى خدمة للجمهور ولن يسمح بدخول الوفود".
وقال السفير الإسرائيلى فى بلجيكا إيمانويل ناتشون "يتمحور الخلاف حول الطلب من الخزانة بتقديم الإيصالات الخاصة بمصاريف الترفيه"، مؤكداً لراديو إسرائيل أنه تم غلق سفارة تل أبيب في بروكسيل مثل بقية السفارات الإسرائيلية في العالم".
وأضاف ناتشون "عندما تستضيف شخصا مرموقاً ما في منزلك وتدعوه للعشاء أو إلى نشاط آخر، لا يمكن دائما أن تقدم إيصال بكل شىء"، وتابع "هم بحاجة إلى أن يثقوا بنا عندما نعلن عن مثل هذه النفقات".
وتعليقاً على الأزمة، قال يائير لابيد، الرئيس المشارك فى حزب "أزرق- أبيض" الذى يتزعمه بانى جانتس والذي شغل فى السابق منصب وزير المالية بحكومة نتنياهو: "لقد أضعف نتنياهو بشكل منهجى وزارة الخارجية من خلال تخفيض ميزانياتها بل قوض مستخدميها وقام بتقسيم مسؤولياتها لإسكات شركائه السياسيين"، مضيفاً لموقع "تايمز أوف إسرائيل" إن العلاقات الخارجية لإسرائيل وأمنها القومي يعانيان جراء ذلك.
وشاركه فى الرأى كذلك نمرود جورين، رئيس المعهد الإسرائيلي الإقليمي للسياسات الأجنبية الإقليمية قائلا:" نتنياهو يقود عملية محسوبة تهدف إلى إضعاف الوزارة وإضفاء اللامركزية على صلاحياتها، مما يضر بقدرة إسرائيل على تحقيق الأهداف السياسية وتحسين العلاقات الدولية.
وأضاف "جورين" كما يشعر الدبلوماسيون أنه يتم تقويض عملهم مع إعطاء صلاحيات أساسية للاعبين الآخرين في الحكومة، ويشعرون بأنه يتم التعامل مع قضايا السياسة الخارجية من قبل جهات غير مختصة مثل مكتب رئيس الوزراء أو مجلس الأمن القومي أو من قبل الموساد.
ويرجع الخلاف بين المالية والخارجية إلى شهر سبتمبر الماضى، عندما نشرت هيئة البث الإذاعى والتلفزيونى الإسرائيلى تقريراَ أكدت فيه أن وزارة المالية قررت تجميد مخصصات وزارة الخارجية وذلك في أعقاب العجز البالغ في ميزانية الوزارة.
فيما قال مسئولون كبار في الخارجية إن قرار وزارة المالية يعني أن وزارة الخارجية وممثليها في العالم ستكون مشلولة بالكامل، موضحين أنه صدرت تعليمات إلى كافة السفارات والقنصليات الإسرائيلية فى العالم، بواسطة برقية دبلوماسية، وتقضى بالتوقف فورا عن سفريات العمل، ووقف الاحتفالات والمراسم والمناسبات المختلفة.
بينما أشارت الهيئة إلى أن الخارجية رفضت المصادقة على ساعات عمل إضافية للموظفين الذى يشغلون عمل السفارات، وهم موظفون محليون من مواطنى الدول التي تتواجد فيها السفارات.
وكان سفراء إسرائيليون أكدوا قبل شهرين تقريبا إن العجز في ميزانية وزارة الخارجية ناجم عن تقليص 350 مليون شيكل من ميزانية الوزارة، وكتبوا في مراسلات داخلية أنه لا توجد ميزانية لشراء تذكرة قطار أو حتى لشراء فنجان قهوة أثناء لقاءات عمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة