بات التردى الاقتصادى يعصف بالنظام التركى، الذى يخشى من ارتفاع حدة الاستياء بين المواطنين الأتراك نتيجة الغلاء وارتفاع الأسعار الذى ينهش جيوب الأتراك ما أدى إلى تفاقم ظاهرة الانتحار بين الشباب والأسر بسبب الأزمات المالية، وفى أحد تقاريرها قالت صحيفة ينى تشاغ التركية أن النظام أصدر أرقاما مغلوطة حول نسبة التضخم، بينما يشعر الأتراك بشئ آخر فى الأسواق.
وبحسب الصحيفة ففى الوقت الذي يعلن فيه مركز الإحصاء التركي عن نسبة التضخم في شهر أكتوبر والتى وصلت إلى 8.5% على حد قوله مقارنة بالسنة الماضية، فإن الأسواق تقول شيء آخر حيث بلغ التضخم في الأسواق إلى 21%.
كما ارتفع سعر سلة الغذاء الأساسية للأسرة التركية من 308 للعام السابق إلى 373 ليرة تركية لهذا العام فى نفس المنتجات.
وقالت الصحيفة التركية، إن الغلاء لا يتوقف بالرغم من وعد الحكومة، والمواطن التركى هو من يدفع الثمن، ونشرت الصحيفة قائمة بأسعار المنتجات قبل وبعد الزيارة.
ومن المقرر أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 0.5% هذا العام، بحسب استطلاع رأي للخبراء الاقتصاديين أجرته بلومبيرج، والذي سيكون أول انكماش سنوي خلال عقد من الزمان.
كما ارتفعت فواتير المياه فى مدينة إسطنبول، بنسبة 20%، حيث وصلت من 4 ليرة الى 4.80 ليرة للمتر المكعب، فيما بررت البلدية ذلك لإرتفاع اسعار المواد الكيماوية والكهرباء!
من جانبها شنت ميرال أكشنار، رئيسة حزب الخير التركى المعارض، والملقبة إعلاميا باسم "المرأة الحديدية"، هجوما عنيفا على وزير المالية بيرات البيراق وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبحسب صحيفة ينى تشاج التركية، انتقدت أكشنار صهر أردوغان، بسبب التركى الاقتصادى فى بلادها، وخاطبته قائلة "قمت باحتلال مكانك بالاتفاق مع صهرك".
وأكدت أن هناك أتراك لا يستطيعون أن يواصلوا الشهر بسبب ضيق ذات اليد، وأن هناك أمهات تصنع 4 أصناف طعام من نصف كيلو لحم مفروم فقط، قائلة "لا تستطيع أن تصف هؤلاء بالإرهاببين".
وعلى خلفية التدهور الاقتصادى، عثرت السلطات التركية على 4 جثث لقتلى من نفس الأسرة جنوب البلاد فيما يبدو أنه ثانى انتحار جماعى خلال أسبوع واحد، نتيجة تزايد المصاعب الاقتصادية الطاحنة، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبيرج".
واكتشف ضباط الشرطة جثث رجل وزوجته وطفليه بمنزلهم في أنطاليا، كما عثروا على رسالة انتحار كتبها الأب، أشار فيها إلى أنه عاطل عن العمل منذ 9 أشهر ولم يستطع الاستمرار، بحسب الموقع الإلكترونى لشبكة NTV، التي لفتت إلى أن الأب المنتحر كتب فى رسالته: "أعتذر من الجميع، لكن لا يوجد شىء آخر أستطيع أن أقوم به. نحن ننهى حياتنا". وقالت صحيفة "جمهوريت" إن سبب وفاة الضحايا الأربع هو التسمم بالسيانيد.
وبحسب "بلومبيرغ"، يبدو أن الحادث مشابه لحالة انتحار جماعي آخر وقعت فى 5 نوفمبر فى إسطنبول، حيث عثرت الشرطة على جثث 4 أشقاء بالغين أقدموا على الانتحار بتناول مادة السيانيد السامة. ونقلت الأناضول، عن صديق لأحد الأشقاء المتوفين قوله، إنهم كانوا يعانون من ضائقة مالية شديدة.