تحولت تشيلى إلى ساحات حرب جراء الاحتجاجات المستمرة فى تشيلى والمطالبة باستقالة الرئيس سيباستيان بينيرا، التى بدأت منذ شهر تقريبا، وارتفع عدد الضحايا إلى 24 شخصا بسبب الحرائق والنهب، كما تسببت، إلى تراجع قياسى للعملة الوطنية أمام الدولار، فى أزمة هى الأكبر فى البلاد.
وأعلن البنك المركزى التشيلى ضخ 4 مليار دولار لوقف هبوط البيزو الذى وصل إلى أدنى قيمة له فى الأسواق منذ الأزمة المالية 2002، حيث انحفض سعر البيزو التشيلى بنسبة 1.5% أمس الأربعاء، ليصبح 761 بيزو لكل دولار، وهو بذلك يصل لأدنى مستوى له ، بسبب الاضطرابات الاجتماعية التى أثرت على البلاد والمستمرة منذ شهر تقريبا، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن البنك المركزى يضخ 4 مليار دولار من خلال المزايدة على عمليات الشراء المستقبلية لمدة 30 و90 يوما، من 14 نوفمبر حتى 9 يناير من العام المقبل، موضحة أن هناك مخاوف من شلل التجارة، بسب الأحتجاجات وحالة عدم اليقين بشأن استمرار الوضع السياسى، التى انعكست على العملة المحلية.
ومن ناحية أخرى ، فى محاولة لإنهاء الأزمة التشيلية، اقترح رئيس تشيلى، سيباستيان بينيرا عقد ثلاثة اتفاقات وطنية للخروج من الأزمة، قائلا "الأول اتفاق للسلام، يسمح لنا بإدانة العنف الذى تسبب فى الكثير من الضرر"، والثانى "اتفاق من أجل العدالة وهدفه وضع أجندة اجتماعية قوية تسمح لنا بالتحرك بسرعة نحو تشيلى أكثر عدلا مع قدر أكبر من الإنصاف مع تكافؤ أكبر فى الفرص"، والثالث "اتفاق وضع دستور جديد، يتم معالجته فى إطار المؤسسات الديمقراطية بمشاركة واضحة وفعالة من جانب المواطنين واستفتاء شعبى مصدق".
وقال إن "بدون سلام لا يمكن المضى قدما فى أجندة العدالة الاجتماعية أو إصلاح الدستور"، داعيا القوى السياسية والمواطنين إلى إنهاء أعمال العنف فى البلاد التى بدأت من قبل أربعة أسابيع للمطالبة بمزيد من العدالة الاجتماعية.
وأكد بينيرا "هذا الوضع يجب أن ينتهى ويجب أن ينتهى الآن"، مضيفا "أنا متأكد من أن الاحتجاجات تسببت فى أضرار جسيمة وألم شديد لبلادنا ولملايين العائلات"، حسبما ذكرت صحيفة "الباييس" الإسبانية.
وأشار بينيرا إلى اقتراح واختتمت المظاهرات السلمية الضخمة التى قام بها عشرات الآلاف من الأشخاص، أمس الأربعاء، بأعمال خطيرة من الدمار والنهب فى العاصمة سانتياجو وفينيا ديل مار وغيرها من المدن.
وطالبت ممثلة الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى ، الحكومة بتلبية مطالب الشعب التشيلى، وقالت "البلاد تحتاج إلى عقد اجتماعى جديد ضد عدم المساواة والاندماج الاجتماعى".
وقالت موجيرينى "لدينا ثقة كاملة فى أن الديمقراطية فى تشيلى قوية بما يكفى لتلبية مطالب مواطنيها".
وتتركز الأحداث العنيفة فى بعض أركان وسط العاصمة التشيلية ، حيث تم نهب فندق ومطعم وحرقه وتعرضت السفارة الأرجنتينية للهجوم مرة أخرى، كما أضرم العنيفون أيضًا النار فى كنيسة في حى لاستاريا بوسط البلاد ، وأحرقوا العديد من حواجز الشوارع.
وتشهد تشيلى التى كانت تعتبر إحدى أكثر الدول استقرارا فى أمريكا اللاتينية، منذ 18 أكتوبر، حركة احتجاج اجتماعى غير مسبوقة أسفرت عن سقوط 23 قتيلا وإصابة الآلاف.
وكانت زيادة أسعار رسوم النقل بالمترو فى العاصمة قد أشعلت موجة الاحتجاجات غير المسبوقة منذ عقود فى هذا البلد الذى يبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة، وعلى الرغم من تعليق الإجراء اتسعت الحركة يغذيها استياء من التفاوت الاجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة