شهد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، والدكتور خالد العنانى وزير الآثار، اليوم الأحد، احتفالية الهيئة، بمناسبة مرور 150 عاماً على افتتاح قناة السويس للملاحة البحرية، وذلك بالمارينا الجديد شرق القناة بمحافظة الإسماعيلية.
فى كلمته، رحب الفريق أسامة ربيع بالحضور، واستهل كلمته بتقديم التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، والشعب المصرى، بهذه الذكرى الغالية التى تحيا فيوجدان المصريين، مُعبراً عن سعادته وشعوره بالفخر بالدور الذى لعبته قناة السويس منذ إنشائها عام 1869م وحتى الآن وما قدمته على مدار تاريخها لصالح خدمة حركة التجارة العالمية وإثراء صناعة النقل البحرى وتطورها.
وشدد رئيس هيئة قناة السويس، على أن القناة حظت باهتمام الدولة المصرية على مدار تاريخها عبر تبنى سلسلة من مشروعات التطوير المستمرة بالقناة وأحدثها مشروع قناة السويس الجديدة الذى نجح فى الحفاظ على التصنيف العالمى للقناة وتحسين مستوى الخدمات الملاحية المُقدمة للسفن العابرة، فضلاً عن مواكبة متطلبات التطور فى صناعة النقل البحري، ومواجهة تحديات المنافسة.
واستعرض رئيس الهيئة، مجموعة من الإحصائيات الملاحية التى تؤكد أهمية قناة السويس لحركة التجارة العالمية، وأوضح أن حركة الملاحة بقناة السويس منذ افتتاحها للملاحة البحرية وحتى الآن شهدت عبور1.3 مليون سفينة، بحمولات بلغت 28.6 مليار طن، وإيرادات قدرها 135.9 مليار دولار، أما الإحصائيات الملاحية خلال العام المالى 2018/2019 فقد سجلت عبور نحو 19000 سفينة بحمولات 1.2 مليار طن، وبإيرادات قدرها 6 مليارات دولار.
وفى كلمته شدد الفريق ربيع على أن هيئة قناة السويس مؤسسة متكاملة لها طابع اقتصادى تنموى ودور مجتمعى رائد فى منطقة القناة، وأوضح أن المرحلة المقبلة تستهدف استكمال مسيرة التطوير وتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإعطاء الأولوية لتطوير المجرى الملاحى بإنشاء جراجات وقيسونات علاوة على تحديث أسطول الوحدات البحرية وإجراء إصلاحات هيكلية وإدارية للشركات التابعة والعمل بالتوازى على رفع تصنيف الترسانات.
وأضاف "ربيع"، أن خطة التطوير تمتد إلى تحديث أسطول الكراكات بالهيئة حيث تم التعاقد بالفعل على شراء كراكتين جديدتين من المقرر دخولهما الخدمة بحلول عام 2020، لافتاً إلى اهتمام الهيئة بتطوير نظام العمل بها على كافة الأصعدة وذلك بتفعيل تطبيقات التحول الرقمى وتعميمها فى كافة المعاملات مع التركيز على الإصلاح الإدارى وتطوير الأداء وتمكين الطاقات الشابة المتميزة.
كما أكد رئيس قناة السويس، على اضطلاع الهيئة بدورها فى الحفاظ على التراث الحضارى والثقافى للأحياء القديمة والمنشآت التاريخية ذات الطراز المعمارى الفرنسى من خلال عمليات الترميم والصيانة المستمرة، لافتاً إلى أنه جار العمل حالياً على تحويل المبنى الإدارى الأول للهيئة فى مدينة الإسماعيلية إلى متحف عالمى يسرد تاريخ القناة ويضم مقتنيات تاريخية تعود إلى فترة إنشاء القناة، مُعلناُ تقدير المؤشرات الأولية لأعمال الترميم لموعد افتتاح المتحف خلال النصف الأول من العام المُقبل بمشيئة الله ليكون أحد أهم المزارات السياحية، ووجهة المهتمين بتاريخ القناة وأحد آليات دعم السياحة بالمنطقة.
واختتم رئيس الهيئة كلمته قائلاً: "أتعهد أنا وجموع العاملين بالهيئة ببذل مزيد من الجهد ليس لتطوير القناة فحسب وإنما لتنمية مواردها البشرية والمالية والحفاظ على ما آلت إليه من مقام ومكانة وتعظيم الاستفادة مما تمتلكه من مقومات وإمكانيات.. لتكون القناة كعهدها دوما جسر العبور نحو النصر والتنمية والمستقبل".
وخلال الاحتفالية استمع الحضور إلى عرض تقديمى يسرد تاريخ القناة ويوضح أهميتها لحركة التجارة العالمية، كما شاهد الضيوف فيلماً تسجيلياً يوثق المراحل المختلفة التى مرت بها قناة السويس منذ إنشائها وحتى الآن.