غموض يتزايد، وآمالاً تتراوح ما بين الصعود والهبوط خلف ستار السلطة وبين جدران دواوين الحكم، وفى الخارج شارع لا يهدأ .. بهذا العبارات يمكن إيجاز المشهد فى بيروت بعد أكثر من شهر كامل من الاحتجاجات، وأفق مسدود بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري ، وفشل سيناريو إسناد مهام تشكيل الحكومة الجديدة لوزير المالية الأسبق محمد الصفدي.
ودخلت احتجاجات الشارع اللبنانى فى شهرها الثانى، دون أى بوادر لحلول فى القريب العاجل، خاصة بعد انسحاب محمد الصفدى من الترشح لرئاسة حكومة جديدة.
ونقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية، عن نبيه برى رئيس البرلمان اللبنانى تصريحات له يقول فيها، إن لبنان أشبه بسفينة ستغرق إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة فى إشارة إلى الأزمة الاقتصادية والسياسية الشديدة التى تعيشها البلاد.
ونسبت الصحيفة إلى برى قوله: "البلد أشبه بسفينة تغرق شيئا فشيئا، فإن لم نتخذ الإجراءات اللازمة فستغرق بكاملها"
وكانت صحيفة النهار نقلت عن برى تشبيهه لوضع الشعب اللبنانى بركاب السفينة الغارقة تيتانيك.
وفال رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، إن مسار التكليف والتأليف للحكومة الجديدة فى حالة "جمود تام" في انتظار أن تطرأ مستجدات فى أى لحظة، محذرا من أن لبنان بلغ حدودا خطيرة للغاية يجب تداركها فى أسرع وقت تفاديا للانهيار، على نحو يقتضى التوقف عن سياسة التحديات من قبل الجميع كون البلاد لم تعد تتحمل.
وشبّه برى فى تصريحات لصحيفتى النهار والجمهورية في عدديهما الصادرين صباح اليوم – وضع اللبنانيين بركاب سفينة "تايتانك" الشهيرة وهي تغرق شيئا فشيئا.. مضيفا: "وإذا لم يقم الجميع بالإجراءات السريعة واللازمة فسنغرق جميعا".
كما أشار إلى أن موقفه هو أنه ما زال يتمسك بخيار عودة سعد الحريرى لتولى رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة المرتقبة، لمواكبة الوضع الراهن شديد الحساسية الذى بلغ حدا خطيرا، وتداركه في أسرع وقت ممكن.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر مظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، انتهت بالمطالبة برحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، على وقع أزمة اقتصادية ومالية تمر بها البلاد.
وتحت ضغط الشارع، استقال رئيس الحكومة سعد الحريرى في 29 أكتوبر، لكن تأخر الرئيس اللبناني ميشال عون في تحديد موعد لبدء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة يثير غضب المحتجين.
وتفاقمت النقمة الشعبية بعد تسريبات وتصريحات قبل أيام أكدت توافق القوى السياسية الرئيسية في البلاد على تكليف الوزير السابق محمد الصفدي تشكيل الحكومة، قبل بدء الاستشارات بموجب الدستور.
وعلى وقع ردود الفعل الشعبية الغاضبة، طلب الصفدي الذي يعدّ من أبرز رجال الأعمال والأثرياء في لبنان، في بيان ليل السبت سحب اسمه من التداول كأحد الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة، آملاً فى تكليف الحريري مجدداً.
ويصر المتظاهرون على تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة بعيداً من أي ولاء حزبي أو ارتباط بالمسؤولين الحاليين، وإثر اقتراح عون، تدفقوا إلى الشوارع وقطعوا طرقات رئيسية في البلاد، قبل أن يتدخّل الجيش لفتحها بالقوة ويقبض على العديد من المتظاهرين.