أثار إعلان وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية انتهاكا للقانون الدولى، حالة من الغضب فى الأوساط العربية وجدل بين الخبراء الأمريكيين الذين أبدوا استغرابا إزاء توقيت القرار، وتوقعوا بأن يقضى على أى أمل فى التوصل إلى اتفاق سلام.
فقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الخطوة تمثل قلب للسياسة الأمريكية القائمة منذ أكثر من 40 عاما، والتى أعلنت التوسع الإسرائيلى فى الأراضى المحتملة منذ حرب 1967 عقبة كبرى أمام تسوية الصراع الأقدم فى الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما كان يشير إلى المستوطنات بأنها غير شرعية، وقبل شهر من مغادرته للبيت الأبيض، أصبح أوباما أول رئيس أمريكى يمتنع عن استخدام حق الفيتو فى أحد قرارات الأمم المتحدة التى لا تعد ولاتحصى بشأن وصف المستوطنات بأنها غير قانونية. وامتنعت إدارة أوباما عن المشاركة فى التصويت فى الأمم المتحدة بشأن مشروع قرار يصف المستوطنات بانها انتهاك صارخ بموجب القانون الدولى، مما سمح بتمرير القرار.
وقال دينس روس، المبعوث الأمريكى الأسبق للسلام فى الشرق الأوسط، أن توقيت القرار غامض بالنسبة له. وأضاف أنه لو كان لا يزال هناك اهتمام بتقديم خطة ترامب للسلام، فلن يكون هناك رغبة فى القيام بأى شىئ يضع القادة العرب فى موقف سيتحركون ضده.
بينما قال أرون ديفيد ميلر، مفاوض السلام الأمريكى السابق والذى عمل فى إدارات جمهورية وديمقراطية، إن القرار فى جوهره أضفى شرعية على المشروع الاستيطانى بأكمله ومنح الضوء الأخضر له فى الوقت الذى لا تزال فيه عملية السلام فى غيبوبة، وهم، أى الإدارة الأمريكية، يعرفون أنها لن تعود على الأرجح.
من جانبها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الإعلان الأمريكى تمثل هدية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذى يحارب من أجل البقاء السياسى، وينتظر لمعرفة ما إذا كان معارضه بينى جانتز يمكن أن يكون حكومة ائتلافية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الموقف الأمريكى يمثل رفضا لقرار مجلس الأمن الدولى فى 2016 بأن هذه المستوطنات تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولى، وأيضا رفض للموقف القانونى الأمريكى حول هذه القضية منذ عام 1978. كما أنها تمثل إنكارا لمعاهدة جنيف الرابعة، التى تحظر نقل السكان من قبل قوة محتلة، وشقاق جديد لواشنطن مع حلفائها فى أوروبا والعالم الإسلامى.
ورأت الصحيفة إعلان وزير الخارجية الأمريكى امتدادا لسياسة ترامب السابقة التى شهدت مجموعة من التحركات المؤيدة لإسرائيل بقوة والتخلى عن دور واشنطن التاريخى فى الوساطة. وكانت الإدارة قد اعترفت بالفعل بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعترفت أيضا بالسيادة الإسرائيلية فى الجولان المحتلة.
وأشارت الجارديان إلى أن بومبيو لتبرير هذا التغير فى السياسة، لجأ إلى نفس اللغة التى سبق أن استخدمها لتبرير الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وقال إنها تعكس "الحقيقة على الواقع".
من جانبه، قال بيرنى ساندرز المرشح الديمقراطى فى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية غير قانونى، فهذا واضح من القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة العديدة. وأضاف ساندرز فى تغريدة أخرى على تويتر إن ترامب مرة أخرى يعزل الولايات المتحدة ويقوض الدبلوماسية لإرضاء قاعدته المتشددة.
فيما قالت منظمة إيباك، أكبر منظمات اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة إنها لا تتخذ موقفا محددا بشأن الاستيطان. وأضافت فى تغريدة على حسابها الرسمى على "تويتر" إنها تعتقد أن المستوطنات يجب أن تكون قضية مفاوضات مباشرة بين الأطراف وليس شيئا يتم تحديده من قبل منظمات دولية. ويجب أن يوقف الفلسطينيين مقاطعتهم للمسئولين الأمريكيين والإسرائيليين والعودة إلى المحادثات المباشرة.