حالة من الجدل شهدتها الجلسة الجديدة للاستماع للشهود فى قضية عزل ترامب داخل الكونجرس، حيث حرص الديمقراطيون على دفع الشهود لإثبات وجود ضغط من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أوكرانيا للتدخل فى شئون واشنطن الداخلية والتأثير على الانتخابات الامريكية المقررة 2020، وهو الأمر الذى رد عليه الجمهوريون باتهام مماثل، مؤكدين أن كييف تدخلت فى الانتخابات الماضية لصالح هيلاري كلينتون.
واتهم النائب الجمهورى ديفين نونيس أوكرانيا بالتدخل فى انتخابات عام 2016 لمساعدة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون ، مشيراً فى كلمة له خلال جلسة عزل ترامب التى امتدت من مساء الأربعاء وحتى الساعات الأولى من صباح الخميس فى الكونجرس إلى أن الديمقراطيين تواطأوا مع الحكومة الأوكرانية وفقا لما نشرته شبكة سى إن إن الأمريكية.
وأدلى نونيس بهذه التصريحات المثيرة للجدل فى جميع جلسات الاستماع العلنية حتى الآن، لكنها تتعارض ـ بحسب سى إن إن ـ مع شهادات العديد من مسؤولى الأمن القومى الأمريكى الذين أخبروا المشرعين فى جلسات الاستماع العامة بأن الحكومة الأوكرانية لم تتدخل فى انتخابات عام 2016.
فيما قال مارك شورت، مساعد نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس ، خلال شهادته أمام الحضور بجلسة عزل ترامب ، إن بينس لم يتحدث إلى جوردون سوندلاند سفير أمريكا لدى الاتحاد الأوروبى، بشأن التحقيق فى قضية نجل المرشح الديمقراطى المحتمل جو بايدن.
وأضاف شورت "لم يجر نائب الرئيس أبدا محادثة مع جوردون سوندلاند حول التحقيق بشأن بايدن وابنه أو شركة بوريسما أو الإفراج المشروط عن المساعدات المالية لأوكرانيا"
أما جوردون سونلاند سفير أمريكا لدى الاتحاد الأوروبي ، فقال فى شهادته أنه عبر عن مخاوفه لنائب الرئيس مايك بنس من أن تجميد مبلغ 400 مليون دولار كمساعدات أمنية لأوكرانيا مرتبط بالتحقيقات التى طلبها الرئيس ترامب.
واتهم السفير الأمريكي لدي الاتحاد الاوروبي وزارة الخارجية الأمريكية أثناء جلسة الاستماع الرابعة حول مساءلة ترامب، بأنها لم تكن عادلة.
وأشار جوردون، إلى أن الوزارة لم تسمح له بالوصول إلى عدد من الوثائق بحسب ما نشرته شبكة الـ " سي ان ان" الأمريكية.
وقال إن وزير الخارجية مايك بومبيو كان على علم بالحملة الرامية إلى حث أوكرانيا على فتح تحقيقات بشأن الشركة التي عينت نجل نائب الرئيس السابق جو بايدن في عام 2016 ، وهو جهد قال إن جولياني قاده وجاء "في الاتجاه الصريح لرئيس الولايات المتحدة".
وقال سوندلاند "يجب أن أعترف أيضًا بأن هذه العملية كانت صعبة ، وفي كثير من النواحي ، كانت أقل من عادلة" ، مضيفا أن الوصول الى الوثائق التي كانت بحوزة وزارة الخارجية كانت ستفيده في عمله.
وتابع: "لقد تقدمت أنا والمحامي بطلبات متعددة إلى وزارة الخارجية والبيت الأبيض للحصول على هذه المواد ومع ذلك لم يتم توفيرها كما رفضوا مشاركتها مع هذه اللجنة" مشيرا إلى أنه اذا سمح له بالاطلاع على الوثائق كان سيجعل العملية أكثر شفافية.
كما قال جوردون سوندلاند سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي خلال شهادته: "إنه لم يتلق مطلقًا إجابة واضحة"، حول سبب منع المساعدات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا.
وأضاف سوندلاند أن البيت الابيض يعترف بالفعل بالمكالمة بينه وبين الرئيس ترامب بعد ان تم مشاركة تواريخ وسجلات مكالمات مع محاميه.
بدوره وصف رئيس الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكى آدم شيف شهادة السفير الامريكي لدى الاتحاد الأوروبي اليوم انها "قنبلة"، مضيفا: أن الادلة التي ظهرت فى جلسة عزل ترامب ، هي الأهم على الإطلاق في تحقيقات العزل.
وقال للصحفيين قبل لحظات "أعتقد أن شهادة اليوم هي من بين أهم الأدلة حتى الآن".
من جانبه تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع المراسلين قبل مغادرته إلى أوستن ، فى تكساس ولكنه لم يرد على أسئلة الصحفيين بل قام بدلاً من ذلك بالكشف عن جدول رحلته وقراءة بيان حول شهادة السفير جوردون سوندلاند سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي فى جلسة عزل ترامب ، وفقا لشبكة سي ان ان.
وأنكر ترامب علاقته بـ" سوندلاند" قائلا انه اخبر السفير انه لا يريد شيئا من الجانب الاوكراني وأضاف ترامب أن سوندلاند كان يبدو لطيفا لكنه لا يعرف هذا الرجل الذي يشهد في جلسة الاستماع في الكونجرس بشأن تحقيقات قضية العزل كما أشار ترامب إلى أن دعم سوندلاند لحملته الرئاسية "جاء متأخراً".
لكن عندما سئل الرئيس ترامب خلال مؤتمر صحفي عن المكالمة بينه وبين السفير الأمريكي لدي الاتحاد الاوروبي في الـ 26 من يوليو قال إنه لا يعرف شيئا عن هذا الموضوع ولا يتذكر شيئا بخصوصه.
بدوره ندد وزير الخارجية مايك بومبيو مرارًا وتكرارًا بالتحقيقات التي يجريها مجلس النواب باعتبارها غير عادلة، مشيرًا إلى أنه لم يُسمح للوزارة بحضور محاميها خلال جلسات الاستماع المغلقة.
وقال بومبيو لـوسائل إعلامية: "الأمر المقلق للغاية هو أن هذا التحقيق قد تم بطريقة غير عادلة بشكل أساسي لوزارة الخارجية".