الصين تسعى لتطوير شبكات الجيل السادس للاتصالات

الأحد، 24 نوفمبر 2019 01:00 م
الصين تسعى لتطوير شبكات الجيل السادس للاتصالات إتصالات الجيل السادس
وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يبدأ العالم في استخدام تقنية الجيل الخامس للاتصالات 5G على نطاق واسع حتى هذه اللحظة، ولكن هذا الأمر لم يوقف الصين عن البدء في التطلع لاستكشاف تقنيات الجيل السادس 6G، بحسب موقع الرؤية.
 
وخلال الشهر الماضي، أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية أنها شكلت فريقين لإدارة الأبحاث والدراسات الخاصة بتكنولوجيا الجيل السادس للاتصالات، وهو الإعلان الذي يمكن اعتباره الانطلاق الرسمي لجهود تقودها الصين لتسريع وتيرة تطوير التكنولوجيا، ووفقاً لهذا الإعلان فإن أحد الفريقين يتشكل من عدد من الإدارات الحكومية المختلفة المرتبطة بالموضوع، بينما يتكون الفريق الآخر من 37 خبيراً من الجامعات والمؤسسات العلمية والشركات الذين سيقدمون المشورة الفنية للحكومة في الموضوع، ويأتي الإعلان عن المبادرة الصينية بعد أيام قليلة من إتاحة تكنولوجيا الجيل الخامس للمواطنين.
 
وقال عضو فريق تطوير تكنولوجيا الجيل السادس، يانغ يي فنغ، في تصريحات لجريدة «ذا بيبر» الصينية، إنه يتوقع أن تدخل التكنولوجيا المرحلة التجارية بحلول عام 2030، وأن هذا التاريخ يمكن توقعه اعتماداً على قوانين تطوير التكنولوجيا العامة لكنه ليس نهائياً.
 
وأكد أن فريق الباحثين لن يستبعد إمكانية إطلاق الجيل السادس قبل التاريخ المحدد وهو 2030 في حالة تقدم أطراف غير صينية في هذا المضمار، مؤكداً أن الفريق ما يزال في مرحلة مبكرة لاستكشاف التكنولوجيا ولكن المتوقع أن تكون أسرع من 10 إلى 100 مرة من تكنولوجيا الجيل الخامس.
 
وإضافة إلى مشروع الدولة الصينية، أعلنت هواوي عملاق الاتصالات الصينية على لسان رئيسها التنفيذي رن تشنغ في، أنها أيضاً بدأت أبحاثاً خاصة بالجيل السادس، وقال تشنغ في إن شركته تعمل على تطوير تكنولوجيا الجيل المقبل في نفس الوقت الذي تطور فيه تقنيات الجيل الخامس. مؤكداً أن توقعاته الشخصية أن استخدام هذه التكنولوجيا على نطاق واسع لن يبدأ قبل عشر سنوات أخرى.
 
في حقيقة الأمر، لا يعرف العالم بشكل كبير شكل الحياة مع وجود شبكات الجيل الخامس بعد. فعلى سبيل المثال أطلقت شركات الهاتف المحمول الصينية خدمة الجيل الخامس على نطاق تجاري الشهر الماضي فقط، حيث طرحت مجموعة من خيارات الاشتراك أقلها يصل إلى 20 دولاراً أمريكياً في الشهر. وتخطط الصين لتشغيل أكثر من 130 ألف محطة ثابتة للجيل الخامس بنهاية هذا العام الأمر الذي يعني أنها ستكون أكبر شبكة من هذا الجيل في العالم بأكمله، حيث تضع الحكومة أولوية لهذا الأمر. وكانت كوريا الجنوبية قد أطلقت الخدمات التجارية للجيل الخامس في شهر أبريل الماضي، حيث إنها من الدول التي تضع أولوية أيضاً لهذه التقنية، أما الولايات المتحدة فتحاول اللحاق بها.
 
بينما من المتوقع أن يلاحظ المستخدمون سرعات كبيرة للإنترنت في المرحلة الأولى، خاصة الذين يهتمون بالألعاب عبر الموبايل، يرى الخبراء أنه ربما يمر عقد كامل قبل أن يرى العالم التغييرات الجذرية التي تأمل الأعمال بها من خلال استخدام هذه التقنية.
 
ولكن الصين التي تقطع خطوات واسعة في نشر وتوطين تكنولوجيا الجيل الخامس، انتهت بالفعل من بناء ما يسمى: «المدينة الذكية من الجيل الخامس» بالقرب من شنغهاي، حيث يستطيع السكان تنزيل المسلسلات والأفلام والألعاب بسرعات مذهلة تصل إلى 1.7 غيغا في الثانية الواحدة. ويتم إرسال إشارة 5G إلى مختلف الزوايا في بلدة «ووزن» التي تبلغ مساحتها 27 ميلاً مربعاً بواسطة أكثر من 140 محطة تم تشغيلها مؤخراً.
 
يأتي ذلك في الوقت الذي تكمل فيه الصين استكمال توصيل تكنولوجيا الجيل الخامس بمحطة قطار فائق السرعة بالتعاون مع شركة هاواوي، حيث ستعمل محطة «شنغهاى هونجكياو» بهذه التقنية والتي تعتبر واحدة من أكثر مراكز المرور ازدحاماً في آسيا وتخدم 60 مليون مسافر سنوياً. وسيتمكن الزوار للمحطة من تحميل فيلم عالي الجودة يبلغ حجمه 2 غيغابايت في زمن لا يزيد على 20 ثانية، وتقدر الصناعة أنه بحلول العام المقبل سيكون هناك أكثر من 50 مليار جهاز على مستوى العالم متصل باستخدام تكنولوجيا الجيل الخامس.
 
التكنولوجيا الجديدة أيضاً ترتبط بعدد من المعارك الجيو سياسية التي يعتبر أبرزها الدور الذي ستلعبه شركة «هواوي» الصينية في دفع تلك التقنية عالمياً، خاصة أنها الآن أكبر شركة لتصنيع معدات الاتصالات في العالم. وتعتبر الشركة الصينية هي أكبر مورد عالمي لمحطات 5G حيث وقعت عدداً من العقود مع العديد من البلدان لمساعدتها في نشر هذه التقنية، وذلك على الرغم من التحذيرات والحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الشركة الصينية.
 
وترى الولايات المتحدة أن الاعتماد على البنية التحتية للاتصالات التي تلعب فيها «هاواوي» دوراً كبيراً يمثل خطراً أمنياً كبيراً، حيث توجد شكوك في إمكانية مشاركة البيانات التي تمر عبر البنية التحتية مع الحكومة الصينية، وأدت هذه المخاوف إلى عدد من الإجراءات القاسية بحق الشركة الصينية حيث وضعتها الحكومة الأمريكية في «قائمة الكيانات الخاصة» الأمر الذي يحرمها من قطع الغيار والبرمجيات الأمريكية اللازمة للتشغيل، كما أن «هاواوي» أصبحت هي العنوان الكبير في الصراع التجاري الذي يدور حالياً بين الصين والولايات المتحدة. وهذه المعركة تثير المخاوف عالميا بحدوث انشقاق في تقنيات الجيل الخامس، وإذا حدث هذا الأمر فسيكون ردة عن حالة الاستخدام السلس للأجهزة والتقنيات من مختلف المصنعين في العالم.
 
ورغم ذلك، قالت الوزارة الصينية إنها تستهدف وضع الأسس لتطوير تكنولوجيا الجيل السادس، وقال وانج شي نائب وزير وزارة العلوم إنه يجب التعامل مع التكنولوجيا كأولوية في هذه المرحلة الحاسمة من مراحل تطور الأمة الصينية، وأن الوزارة ستبدأ في صياغة خارطة طريق لتطوير هذه التقنيات وكذلك استكشاف التطبيقات المحتملة لتلك التكنولوجيا.
 
الإعلان الرسمي عن إطلاق تطوير تقنيات الجيل السادس، يمكن أن يؤدي في الوقت نفسه إلى المزيد من القلق في مجتمع الأمن القومى الأمريكي، وذلك بسبب القفزات الهائلة التي تحققها القدرات التقنية الصينية، وربما تؤدي لمزيد من التعقيدات مع «هاواوي». وعلى الرغم من أن الوزارة الصينية لم تشر إلى أي شركة بعينها في مسار الجيل السادس، إلا أن المنطق يقول إن الشركة التي تقود تقنيات الجيل الخامس عالمياً سيكون لها دور كبير في هذا الأمر.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة