"لبنان أشبه بسفينة ستغرق إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة"، هكذا وصف نبيه برى رئيس البرلمان اللبنانى الأوضاع الحالية فى لبنان فى إشارة إلى الأزمة الاقتصادية والسياسية الشديدة التى تعيشها البلاد، وفق ما نقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية، عن نبيه برى.
أما في الشمال، فقد أفادت الوكالة الوطنية للإعلام (وكالة رسمية) بأن معظم الطرق الرئيسية والفرعية في طرابلس ومحيطها لا تزال مقطوعة وحركة السير محدودة في المدينة.
دعوات لإضراب شامل
من جانبه دعا الحراك الذي انطلق في 17 أكتوبر الماضي احتجاجاً على الطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والمحاصصة، فجر اليوم الاثنين إلى الإضراب.
وقال في بيان إن القوى السياسية المهيمنة تفعل المستحيل لإعادتنا إلى انقسامات، كانت هذه الثورة قد دفنتها في الساحات.
وتتأزم الأوضاع فى ظل استمرار احتجاجات لبنان، التى شهدت أمس اشتباكات مع قوات الأمن فى ليلتها الأربعين وسط ضبابية المشهد السياسى التى ترجح بإعادة سعد الحريرى مرة ثانية لرئاسة الحكومة خاصة بعد فشل سيناريو إسناد مهام تشكيل الحكومة الجديدة لوزير المالية الأسبق محمد الصفدى وانسحابه من المشهد السياسى برمته.
وقد شهدت الاحتجاجات ليلة أمس فى "أحد التكيف" حسبما أطلق عليه المتظاهرون ، اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن فى العاصمة بيروت.
دول تناشد بسرعة الحل
وفى الوقت نفسه دعمت دول لبنان فى الأزمة التي يعيشها حيث أكد كل من الروسى فلاديمير بوتين، والصينى شى جين بينج، حرصهما على تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع لبنان، بما يحقق مصالح شعوب البلدان الثلاثة، مشددين على دعمهما للبنان وشعبه.
جاء ذلك، فى رسالتى تهنئة بعث بها الرئيسان الروسى والصينى، إلى الرئيس اللبنانى ميشال عون، بمناسبة حلول الذكرى الـ 76 لاستقلال لبنان.
وقال الرئيس الروسى، "إن العلاقات الدبلوماسية الروسية – اللبنانية، التى احتفلنا هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين على إنشائها، لطالما ارتدت طابع الصداقة البناءة، وإننى لمقتنع بأن جهودنا المشتركة ستواصل تطوير تعاوننا الثنائى فى مختلف الميادين لما فيه خير شعبينا. واغتنم المناسبة لأجدد دعم روسيا المتواصل لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه".
من جهته، قال الرئيس الصينى، "إن الصين ولبنان بلدان صديقان منذ القدم، والصين تواصل دوما دعم جهود لبنان فى صيانة سيادة الدولة والحفاظ على الاستقرار الاجتماعى ودفع التنمية الاقتصادية قدما".
وأضاف: "إننى أعلق بالغ الأهمية على تطوير العلاقات الصينية - اللبنانية، ومستعد للعمل معكم من أجل دفع علاقات التعاون بين الصين ولبنان إلى مستوى أعلى، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين بالصورة المثلى".
البطريرك المارونى ينتقد
ومن جانبه انتقد بطريرك الموارنة في لبنان، الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أصحاب القرار السياسي اللبناني، معتبرا أنهم "غير قادرين على اتخاذ القرار الشجاع الذي يحقق مصالح لبنان وشعبه، وأنهم مازالوا أسرى مصالحهم وحساباتهم ومواقفهم المتحجرة وارتباطاتهم الخارجية" على حد تعبيره.
وقال البطريرك الماروني – في كلمة له خلال قداس الأحد – إن انتفاضة اللبنانيين، شبابا وشيوخا، تتسم بالسلمية والمظهر الحضاري، وشملت كافة المناطق اللبنانية والطوائف والمذاهب والأحزاب، مشيرا إلى أن اللبنانيين التقوا دون معرفة بعضهم البعض، آخذين قرارهم الشجاع والحر بالمطالبة بإجراء الاستشارات النيابية وفقا للدستور (والتي يقوم بمقتضاها النواب باختيار رئيس الوزراء وتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة) ومكافحة الفساد ومحاسبة مرتكبي جرائم العدوان على المال وإيقاف الإهدار واستعادة الأموال المسلوبة إلى خزينة الدولة.
وأكد أن اللبنانيين اتخذوا قراراهم بالبقاء في الشوارع "حتى يضعوا حدا للذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه اليوم من تدهور" وتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن، توحي بالثقة وتباشر الإصلاح ومكافحة الفساد، وتبدأ بالنهوض الاقتصادي في كافة القطاعات من أجل خفض العجز وتسديد الدين العام المتفاقم.
وأضاف: "اللبنانيون اتخذوا قرارا برفض أنصاف الحلول والوعود الكلامية لأنهم شبعوا منها وقد بلغت بالدولة إلى حد الإفلاس، وبالشعب إلى الفقر والجوع، وبالشباب والأجيال الجديدة إلى الهجرة بحثا عن أوطان بديلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة