أنهى حكم المحكمة العسكرية للجنايات بحكمها فى القضية رقم (1/ 2014) جنايات عسكرية المدعى العام العسكرى والشهيرة إعلاميا بقضية "الفرافرة" بمعاقبة المتهم هشام عشماوى بالإعدام شنقاً، المشهد الأخير فى لإرهابى يده ملطخه بالدماء.
فى السطور التالية، نرصد رحلة على عشماوى، عندما كان تلميذا فى تنظيم حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان، حتى أصبح العقل المدبر للعمل المسلح داخل الجماعات الإرهابية.
هشام عشماوى عنصر إخوانى تخرج من مدرسة حسن البنا حسبما أكد قيادات سابقة بجماعة الإخوان وعلى رأسهم القيادى إبراهيم ربيع.
التحق هشام عشماوى، بسلاح الصاعقة بالقوات المسلحة فى منتصف التسعينيات، إلا أنه لم يراع الواجب الدينى والوطنى بالدفاع عن الأرض التى ينتمى لها ولا عن الجيش الذى حمله الأمانة حتى صار خائناَ لتلك الأمانة، ومنذ توبيخه لأحد قراء القرآن الكريم وثارت حوله شبهات بتشدده الدينى، الأمر الذى اضطر الجهات المختصة باتخاذ قرارًا بنقله للأعمال الإدارية عام 2000، واستبعد على إثر المحاكمة من الجيش عام 2011 لاعتناقه أفكارا متطرفة.
رحلات كانت أشبه بالرحلات المكوكية بدأ بها "عشماوى" فى عدد من دول العربية والأوربية والأسيوية، بغرض تلقى التدريبات على طريقة تنفيذ العمليات الإرهابية، حيث رصدت وزارة الداخلية سفره إلى تركيا فى 27 إبريل 2013، وتسلله عبر الحدود إلى سوريا، لتلقى تدريبات حول تصنيع المواد المتفجرة والعمليات القتالية وسرعان ما عاد إلى مصر، عقب ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسى، وذلك بغرض رصد الأوضاع عن قرب من خلال مشاركته فى اعتصام أعضاء الإخوان وأنصارهم بميدانى رابعة العدوية والنهضة المسلحين.
فى يوليو وأكتوبر من عام 2014، تورط الإرهابى هشام عشماوى فى حادث كمينى الفرافرة وكرم القواديس، والذى قتل فيهما نحو 49 جنديا، أما فى يونيو 2015، لاح اسم هشام عشماوى، حيث ورد اسمه فى تحقيقات النيابة بالتخطيط لاغتيال النائب العام هشام بركات، بعد تفجير استهدف موكبه فى حى مصر الجديدة، ثم ظهر بعدها بنفسه وأذاع مقطعًا صوتيًا، حيث عرف نفسه بأنه أمير تنظيم "المرابطون"، وقال: "هبوا فى وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين".
كما اتهم عشماوى بالتورط فى التخطيط والتنفيذ لحادث الواحات، والذى أسفر عن مقتل نحو 16 من رجال الشرطة، كما استهدف حافلة تقل مواطنين أقباطًا بالمنيا فى أكتوبر 2017، مما أدى لوقوع 29 مواطنا قبطيا من الضحايا.
فى 3 يونيو من العام الحالى تسلمت مصر الارهابى هشام عشماوى من الجيش الوطنى الليبى، والذى ترأس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة، وكان سقوط بمثابة السقوط الأكبر لإرهابى كبير.
من جانبه أكد عماد أبو هاشم القاضى المنشق عن جماعة الإخوان، أن هشام عشماوى بمثابة الصندوق الأسود لجماعة الإخوان وتحالفها لأنه كمية كبيرة من المعلومات الخاصة بمصادر تمويل الإرهابيين، والدول التى تمولهم وطرق التمويل وستمثل اعترافاته نقطة هامة نحو تجفيف منابع الإرهاب.
وقال القاضى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الجماعة والدول الراعية للإرهاب كانت تخشى القبض على هشام عشماوى وتسليمه لمصر، لأنه يملك معلومات تفضح التنظيم والدول التى تدعمه، مشيرا إلى أنه سيكون هناك ربط كبير بين اعترافات هشام عشماوى واتجاه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية بتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى، خاصة أن اعترافات عشماوى ستكشف العلاقة بين الجماعة وكافة التنظيمات الإرهابية.
من جانبه أكد طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحكم بإعدام هشام عشماوى ستحدث توترا كبيرا وتخوفا لدى التنظيم من إقدام مصر على اصطياد الرؤوس الخارجية خاصة لجماعة الإخوان، وأن أغلب القيادات الإخوانية متهمة بممارسة والتحريض على العنف.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك مخاوف لدى الإخوان من الإقدام على التعجيل بالتوصل لبعض القيادات الميدانية والتى خططت للقيام بأعمال إرهابية ضد مصر.
فيما أكد هيثم شرابى، الباحث الحقوقى، أن القبض على هشام عشماوى، منذ أكتوبر الماضى تسبب فى حالة من الارتباك التنظيمى داخل تنظيم الإخوان الإرهابى، حيث كان التنظيم يعتمد على العمليات الإرهابية المسلحة التى يقوم بها عشماوى وتنظيم المرابطون التابع للقاعدة فى تقوية الروح المعنوية لعناصر التنظيم الإرهابى فى مصر وخارجها.
وأضاف الباحث الحقوقى ، أنه بعد القبض على هشام عشماوى فإن ذلك كان يمثل للتنظيم أن هناك الكثير من المعلومات عن التنظيم الإرهابى وعن وسائل التمويل وطرق وآليات الاتصال بين الإرهابيين فى مصر وليبيا وبعض الدول الأخرى.
بدوره أكد إبراهيم ربيع القيادى السابق بتنظيم الإخوان والذى أنضم للجماعة قرابة الـ25 عامًا، أن هشام عشماوى هو عنصر إخوانى، لأن تنظيم الإخوان فضلا عن كونه التنظيم الإرهابى الأساسى المولد لكل تنظيمات الإرهاب فى العالم، ويمثل الأساس الفكرى والعقائدى لكل تنظيمات الخوارج فى العالم".
وأضاف: "لا يمكن لأى عنصر الانتماء لتنظيم أممى إلا إذا مر على تنظيم أممى له قواعد فى الأقطار المحلية، ولا تتوفر هذه الصفة إلا فى تنظيم الإخوان وتنظيمه الدولى المتواجد فى أكثر من 50 دولة، هذا من ناحية ومن ناحية آخرى لا يمكن للتنظيمات الإرهابية التى ليس لها قواعد قطرية أن تعمل فى أى بلد بلا دعم لوجستى وتدريبى وإيواء عناصر ودعم يوفر لها الملاذات الآمنة ويوفر لها الحضانة الاجتماعية ويمدها بالعناصر الجاهزة للاندماج والتنفيذ إلا تنظيم محلى أممى مكلف بمهام أممية من قوى الشر وهذا ما لم يتوفر إلا لتنظيم الإخوان الإرهابى".