وتظاهر الآلاف مجددا فى شوارع العاصمة سانتياجو ، بدعوة من عدد من نقابات القطاع العام، ولكن فى الوقت نفسه استولت عدة جماعات عنيفة على مدن مختلفة فى البلاد، وكان هناك ما لا يقل عن 99 مصدرا للحوادث الخطيرة، وتم اعتقال 915 شخصا على الأقل يومى الثلاثاء والاربعاء فقط، وفقا لصحيفة "الباييس" الإسبانية.
ويحاول الرئيس سيباستيان بينيرا ، الذى يتمتع بشعبية بنسبة 12٪ وبدون وجود مسؤول حاكم ، إبرام اتفاق بشأن الأمن فى البرلمان ، والذى يشدد العقوبات على جرائم مثل النهب ويسمح للقوات المسلحة بحماية البنية التحتية، معلنا أن الحكومة فى تشيلى ستتخلى عن خطط خفض الديون لما لا يقل عن 1.5 مليار دولار سنوياً فى مسعى لزيادة الإنفاق الاجتماعي، وذلك لتهدئة الاحتجاجات الشعبية.
وأوضح مسؤولون فى تشيلى أنهم سيقومون بتقديم خطة اقتصادية لإعادة إعمار البلاد من أجل معالجة الدمار الذى خلفته أسابيع من النهب، كما يخطط المسؤولون لتحقيق عجز مالى أكبر خلال عام 2020، ربما يزداد فى السنوات التالية، وسط مطالبة المتظاهرين بأجور ومعاشات أعلى بالإضافة إلى صياغة دستور جديد.
ومن شأن توسيع العجز المالى أن يؤدى لزيادة إضافية فى الدين العام الذى ارتفع بالفعل إلى 26 % نسبة للناتج المحلى الإجمالى بدلاً من 5.2 % فى عام 2008.
وقال الرئيس بينيرا "لقد حان الوقت لنقول ..كفى للعنف" ، مضيفا: "كما أنه حان الوقت لكى ننضم جميعا لكى نحقق التزامتنا وإرادتنا فى مكافحة العنف، فالحلول التى قدمتها الطبقة السياسية مثل التدابير الاجتماعية والدستور الجديد، لا تبدو كافية لوقف العنف ،إلا بحساب الأشخاص الذين تم اعتقالهم أثناء حظر التجول، منذ اندلاع الأزمة وحتى الاثنين الماضى، والذى وصل عددهم 18.552 محتجزا".
ويحقق مكتب المدعى العام فى 26 قتيل فى المظاهرات المناهضة للحكومة التشيلية، كما أصيب من رجال الشرطة 2210 ، منهم 57 بأعيرة نارية و45 أحرقوا بقنابل المولوتوف، كما تعرض 188 مركز شرطة للهجوم والحريق، و971 سيارة شرطة تعرضت للهجوم والتدمير، وفقا للرئيس بينيرا.
ومن ناحية أخرى نددت منظمات حكومية عدة من بينها "هيومن رايتس ووتش" بـ"انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من جانب الشرطة"، حيث أكد مدير المنظمة للأمريكتين خوسيه ميجيل فيفانكو أنه تلقى مئات الشكاوى المتعلقة بـ"استخدام مفرط للقوة فى الشوارع وتجاوزات ضد معتقلين".
وفقد الأستاذ الجامعي جوستافو جاتسيا بصره بشكل كامل بعد أن أصيب بطلقات الشرطة في الثامن من نوفمبر أثناء تظاهرة في سانتياجو.
وهذا أول متظاهر يفقد بصره بشكل كامل منذ بدء التظاهرات حيث أصبحت حالته رمزاً للكثير من المصابين فى أعينهم والذين يصل عددهم إلى أكثر من 200 شخص .