أصبحت العاصمة الإسبانية مدريد فى محور التركير العالمى بسب افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ، الذى كان من المفترض انعقاده فى تشيلى، والذى سيستمر من اليوم الاثنين 2 ديسمبر حتى 13 من الشهر الجارى.
وتناقش 198 دولة من الأمم المتحدة العديد من القضايا الخاصة بالمناخ، وتوضح فيه وفود جميع الدول درجة التزامها بما تم مناقشته فى قمة باريس 2015، وأيضا الهدف المطلوب تحقيقه فى عام 2020 ، خاصة بعد الموافقة على تنفيذ تدابير لاحتواء الاحترار العالمى عند 2 درجة مئوية مقارنة بعام 1990 أو على نحو أفضل،لتكون قادرة على الاحتفاظ به عند 1.5 درجة مئوية، ويجب أن تكون تلك الالتزامات ان تكون متبعة بشكل جيد حتى عام 2050 حتى تتمكن البلدان من امتصاص نفس الكمية من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، حسبما قالت صحيفة " الباييس" الإسبانية.
وتتركز المباحثات بين ممثلي الدول حول كيفية إيجاد نظم تبادل انبعاثات دولى فعال وتعويض الدول الفقيرة عن الأضرار والخسائر التى تلحق بها بسبب التغيرات المناخية.
القمة الأممية، التى يشارك فيها أكثر من خمسين زعيماً، تستمر لأسبوعين، ويتولى رئاستها وزيرة البيئة فى تشيلى، كارولينا شميت، التى كان من المقرر أن تستضيف بلادها القمة، غير أن المظاهرات التى تشهدها تشيلى ضد حكومة سانتياجو، دفعت باتجاه تغيير مكان القمة واختيار مدريد مكاناً لانعقادها.
ومثل بقية الاتحاد الأوروبى ، تحافظ الحكومة الإسبانية على هذا الهدف مع الالتزام بتخفيض انبعاثات الحرارية بنسبة 20٪ على الأقل بحلول عام 2030 مقارنة بعام 1990 ، وهو هدف بنسبة 35٪ من الطاقة المتجددة الاستهلاك النهائى للطاقة مقارنة مع 17.5 ٪ الحالية وزيادة وجود مصادر الطاقة المتجددة فى قطاع الكهرباء من 40 ٪ الحالية إلى 70 ٪ خلال 10 سنوات.
وستتاح لرئيس الحكومة بالنيابة ، بيدرو سانتشيز ، الفرصة لإلقاء خطاب له اليوم الاثنين، حول الخطط الوطنية لزيادة الطموح لتغير المناخ بحلول 2020، كما ستكون لدى رئيس الحكومة أمدة بروتوكول مكثفة غند افتتاح قمة المناخ.
وأكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسي بيلوسى على وجوب معالجة أزمة المناخ انطلاقاً من مراعاة "العدالة الاقتصادية والبيئية للجميع"، وقالت بيلوسى خلال مراسم الافتتاح: "نعتقد جميعاً أننا نتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه الأجيال القادمة لجعل هذا الكوكب أفضل ما يمكن له أن يكون".
وتشارك في أعمال مؤتمر مدريد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وهو أول عمل رسمى لها بعد تسلمها مهامها الأحد، مع الإشارة إلى أن فون دير لاين قد ضمنت سياسة الاتحاد الأوروبى أهدافاً طموحة فيما يتعلق بالتغير المناخى، متعهدة بالعمل من أجل خفض انبعاثات الكربون فى الاتحاد الأوروبي بنسبة 50 % على الأقل بحلول العام 2030، مما يعنى أن انبعاثات الكربون يجب أن تعادلها بالكامل نتائج التدابير التى تقلل من ثانى أكسيد الكربون، مثل زراعة الأشجار.
قمة تغير المناخ فى مدريد
وكما كان متوقعًا ، لن يتمكن قادة الرافضان الأكبر لتغير المناخ ، الأمريكى دونالد ترامب والبرازيلى جايير بولسونارو، و لقد انسحب كلاهما من اتفاق باريس الذى يجب الانتهاء منه فى قمة مدريد ، على الرغم من أن الحكومة الإسبانية تقدر تقديراً عالياً مساعدة وفد مهم من الحزب الديمقراطى الأمريكى ، والذى ترى فيه مونكلو أملاً فى "جذب" القضية إلى واشنطن وبرازيليا.
ونشرت السلطات الإسبانية 5000 من رجال الحرس الوطنى والحرس المدنى للحفاظ على الامن والامان اثناء انعقاد مؤتمر تغير المناخ فى مدريد، خاصة وهو يتزامن مع احتفالات العديد بانتهاء العام الجارى وشهر ديسمب الذى يتزاحم فيه الإسبان.