يبدو أن الوضع داخل منظمة حلف شمال الأطلسي يحتاج لإعادة الترتيب من جديد، ويمكن لمنافس رئيسى فى المحيط الهادئ أن يساعد فى توحيد صفهم مرة آخرى، وفقا لما نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.
قال رئيس الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف يحتاج إلى البدء فى "مراعاة أن الصين تقترب منا"، وأضاف أن الصين لهم تواجد فى أفريقيا ولديهم استثمارات فى البنية التحتية الأوروبية.
وتأتى تعليقاته فى الوقت الذى كشف فيه نزاع بين الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن انشقاقات كبيرة فى التحالف العسكرى.
حيث حذر ماكرون خلال الشهر الماضى من أن الناتو عرضه للموت الاكلينيكى بسبب عدم اهتمام الولايات المتحدة بدورها تجاه التحالف الذى وصفه ترامب بأنه قد عفى عليه الزمن، كما اضاف ماكرون أنه لا يوجد أى تنسيق فى اتخاذ القرارات الاستراتيجية بين امريكا وبقية اعضاء الناتو.
ومن جانب ترامب فقد وصف تعليقات الرئيس الفرنسي بأنها "سيئة" و "مهينة" عند وصوله إلى لندن هذا الأسبوع لحضور القمة.
وبحسب التقرير تم انشاء حلف شمال الاطلسي لخوض الحرب الباردة ولوجود قوة اخري في مواجهة الاتحاد السوفيتي الذي انتهى منذ فترة طويلة واي تهديد من جانب روسيا اليوم لا يقارن بسابق الامر.
كما كان للولايات المتحدة موقف هام في قيادة التحالف وهو انعكاس لدور واشنطن الضخم في العمليات العسكرية.
ويقوم الناتو بدور رئيسي في مكافحة الارهاب وقال ماكرون الشهر الماضي إن العدو المشترك الواضح هو الارهاب الذي ضرب البلدان الاوروبية بعيدا عن الخلافات الداخلية، واضاف الرئيس الفرنسي ان زعزعة الاستقرار في شمال سوريا والذي اتاح لمئات من الدو اعش الهرب يعمل ضد هذه الاولوية.
ولكن في حين أن ماكرون يشك في تحديد الصين كعدو صريح، فقد دعا هو وترامب إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لموازنة القوة المتنامية لبكين حيث أشار ماكرون إلى أن واشنطن كانت تنسحب من أوروبا بينما كانت القارة تواجه المزيد من الضغوط من الصين، في حين أن ترامب اتخذ موقفا صارما تجاه الصين فيما يتعلق بالتجارة.
كما تقوم بكين باستعراض قوتها الاقتصادية في جميع أنحاء المحيط الهادئ وآسيا الوسطى عن طريق مشروع Xi Belt and Road للتجارة والبنية التحتية الضخمة.
ويتكون حلف الناتو من 29 دولة اعضاء والعديد من الدول الشريكة من ضمنهم اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا التي سعت طويلا لتحقيق التوازن بين القوة الإقليمية المتنامية للصين، لكن بكين لم يكن لها دور من قبل في خطط الناتو حتى عندما تطورت لتصبح منظمة دفاعية بحتة منذ نهاية الحرب الباردة.
من جانبه ، حاول ستولتنبرغ التأكيد على أن إعادة التوجيه نحو الصين لا تعني تحدي بكين (رغم أن العديد من دول حلف شمال الأطلسي والدول الشريكة تفعل ذلك) ولكن حول مقاومة النفوذ الصيني والعدوان في أوروبا.
وفي نفس السياق قال ستولتنبرغ في نوفمبر الماضي "نحن بحاجة إلى فهم نهضة الصين بشكل أفضل. وماذا يعني بالنسبة لأمننا. فيما يتعلق بالفرص والتحديات" مضيفا ان الصين ستكون اكبر اقتصاد في العالم
أضافت الصين 80 سفينة وغواصة إلى قوتها البحرية في العام الماضي فقط أي ما يعادل البحرية الملكية البريطانية بأكملها. ولديها مئات الصواريخ، ومؤخراً عرض صاروخًا نوويًا متطورًا عابرًا للقارات قادرًا على الوصول إلى الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى صاروخ كروز جديد أسرع من الصوت، ومجموعة متنوعة من طائرات بدون طيار جديدة، وصواريخ مضادة للسفن، وطائرة شراعية تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وبحسب ما نشرته ال سي ان ان فمن المتوقع أن يوقع قادة الناتو على بيان مشترك يعترف فيه بـ "الفرص والتحديات" التي قدمتها الصين، في حين أن هذه اللغة أضعف مما تريده بعض الدول فقد تكون هذه المنطقة نادرة بشكل متزايد حيث يوجد اتفاق أكبر من الخلاف داخل الناتو.
يذكر ان روسيا قد حولت خط أنابيب غاز إلى الصين بقيمة مليارات الدولارات مؤكدة على تزايد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين منافس الناتو الاول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة