قال الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودى، أن قادة دول مجلس التعاون ناقشوا اليوم العديد من الموضوعات المتعلقة بالبيت الخليجى، التى تهدف إلى تحقيق التكامل والترابط بين دوله فى جميع المجالات والحفاظ على المكتسبات التى تحققت منذ تأسيس المجلس، ومنها تأكيد القادة على أهمية قوة وتماسك مجلس التعاون، وتعزيز العمل الخليجى المشترك، كما ناقشوا العديد من القضايا الإقليمية والدولية .
وأوضح الأمير فيصل خلال المؤتمر الصحفى الذى انعقد فى ختام أعمال الدورة الأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالسعودية اليوم، أن القمة جاءت استجابةً لرغبة الأخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة المملكة لهذه الدورة، متمنياً التوفيق والنجاح لدولة الإمارات بترأس أعمال الاجتماعات الوزارية والفنية للعام 2020.
وأعرب عن شكره للأشقاء فى سلطنة عمان على ما بذلوه من جهود لنجاح أعمال الدورة التاسعة والثلاثين.
من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى الدكتور عبداللطيف بن راشد الزيانى قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه لما يربط بينهم من علاقات خاصة وسمات مشتركة، ورغبتهم فى تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينهم فى جميع الميادين.
وأوضح الزيانى أن المجلس الأعلى أشاد بالمساعى الخيرة والجهود المخلصة التى يبذلها الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير دولة الكويت، لرأب الصدع الذى شاب العلاقات بين الدول الأعضاء، وعبر المجلس عن دعمه لتلك الجهود وأهمية استمرارها فى إطار البيت الخليجى الواحد.
وأشار إلى تأكيد قادة المجلس الأعلى بضرورة تنفيذ كافة قرارات المجلس الأعلى والاتفاقيات التي تم إبرامها فى إطار مجلس التعاون والالتزام بمضامينها، مبيناً أن المجلس الأعلى أبدى ارتياحه للتقدم المحرز فى تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتعزيز العمل الخليجى المشترك وكلف المجلس الهيئات والمجالس واللجان الوزارية والفنية بمضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى منها من خطوات، وفق جداولها الزمنية.
وأوضح الزيانى أن المجلس الأعلى اعتمد توصيات مجلس الدفاع المشترك في دورته السادسة عشرة وبارك إنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية الدفاعية والأمنية واعتماد ميزانيتها المالية، كما رحب المجلس الأعلى بافتتاح المقر الرسمي للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية في مملكة البحرين في نوفمبر 2019 م، مؤكداً أن ذلك سيعزز أمن وحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز وبحر عمان وباب المندب .
وأشار إلى أن المجلس اعتمد كذلك توصيات وزراء الداخلية فى اجتماعهم السادس والثلاثين، وبارك عقد التمرين الأمنى المشترك " أمن الخليج العربى 2 " فى دولة الإمارات العربية المتحدة العام القادم.
وفيما يتعلق بمجال الشؤون الاقتصادية والتنموية والتشريعية، أوضح الزيانى أن المجلس الأعلى وافق على النظام العام الموحد لملاك العقارات، والتعديل على قانون العلامات التجارية ووثيقة التوجهات البيئية لدول المجلس لعام 2020، والاستراتيجية الثقافية الجديدة لدول المجلس 2020 - 2030 ، واستراتيجية العمل المشترك فى مجال العمل والقوى العاملة، ودليل افضل التجارب فى مجال التمويل الإسكانى والتنظيم الداخلى لمركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية.
وأضاف أن المجلس وافق كذلك على الدراسات التى اعتدتها الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى وقرر اعتمادها وإحالتها إلى اللجان والهيئات المعنية للاستفادة منها وتكليف الأمانة العامة بمتابعة ذلك.
وأشار الزيانى إلى أن المجلس الأعلى أبدى ترحيبه بعقد الدورة الحادية والأربعين فى مملكة البحرين، واعتمد ترشيح دولة الكويت للدكتور نايف فلاح الحجرف لتولى منصب الأمين العام لمجلس التعاون اعتباراً من 1 أبريل 2020.
وأوضح الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية فى معرض إجابته على الصحفيين، أن جدول أعمال القمة كان حافلا ومتضمنًا العديد من القرارات والنقاط المهمة.
وحول الملف الإيرانى والتهديدات لدول الخليج وكيفية مواجهتها، أوضح أن التهديد الإيرانى تهديد للجميع، ولا يختلف عليه أحد فى منظومة الخليج، مشيرًا إلى أن هناك تفاهم من قبل دول المجلس على أهمية التعامل مع التهديد ومواجهته بالطرق الضرورية.
وأكد أن وحدة المنظومة الخليجية ثابتة وقائمة حتى لو شابها بعض الأمور لكنها لا ترقى إلى أن تقلل من قوتها وتماسكها.
وطالب وزير الخارجية، بضرورة أن تغير إيران تصرفاتها فى مهاجمة السفن فى الخليج وتزويد الميلشيات بالأسلحة وتمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار فى الدول.
وفى الملف اللبنانى، أكد الأمير فيصل، اهتمام المملكة باستقرار لبنان، معربا عن أمله فى أن يجد الشعب اللبنانى السبيل للمضى قدما بما يضمن السلام والاستقرار لبلادهم.
وحول المفاوضات بشأن أزمة قطر، أوضح وزير الخارجية أن جهود أمير دولة الكويت والدول الأربع مستمرة فى دعم هذه الجهود ونجاحها .
وفيما يتعلق بالملف الفلسطينى، أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله دعم دول المجلس الكامل للحق الفلسطينى فى الحصول على كامل حقوقه فى ظل مبادرة السلام العربية.
من جهته، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى الدكتور عبداللطيف بن راشد الزيانى، أن مؤشر سرعة أى اجتماع يدل على نجاحه خاصة إذا كان مماثلًا مع ما صدر لبيان اليوم، معبرا عن فخره بما لمسه من قادة دول مجلس التعاون من تفاهم قائم على مبدأ الأخوة ووضع مصلحة المواطن نصب أعينهم، مشيرا إلى أن البيان الختامى كرر فى فحواه رؤية خادم الحرمين الشريفين فى عام 2015 التى تصب فى مصلحة المواطن الخليجى.
وحول الأزمة الخليجية قال الزياني: "منذ أن بدأت الأزمة بين قطر والدول الأربع ونحن نمضى قدماً على محورين، الأول التعامل مع المشكلة، والثانى يتعلق باهتمام قادة الدول بالفصل بين الأعمال اليومية بين دول المجلس فى مختلف المجالات وبين المشكلة " .
وأشار فى هذا الصدد إلى جهود أمير دولة الكويت فى التوسط بين جميع الأطراف المعنية، والتى أثنى عليها قادة الدول المعنية.