يوما تلو يوم تنهار مملكة العدالة والتنمية ذلك الحزب الجاثم على صدور الشعب التركى والمهيمن على الحياة السياسية التركية لعشرات السنوات.
وفى أحدث حلقة من حلقات الانهيار، أعلن 3 رؤساء مقاطعات تركية تابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم عن استقالتهم من الحزب ، وهم رؤساء مقاطعات تابعة لمدينة «فان»، ورئيس مقاطعة «توشبا» موغدات جونيني، ورئيس مقاطعة «إيبك يولو» وسيم يافيتش، ورئيس مقاطعة «إيدراميت» يافاش نور الله، وذلك بعد يوما واحد من اعلان داود أوغلو تأسيس حزبه الجديد المستقبل.
وبحسب تقارير تراجع عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بنحو 57 ألف شخص في الفترة بين شهري سبتمبر ونوفمبر، بينما تراجع إجمالي عدد أعضاء الحزب بنحو 114 ألف شخص خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.
وعلى الصعيد الآخر اكتسب حزبا الشعب الجمهوري والخير أكثر من 30 ألف عضو جديد خلال الأشهر الـ 4 الأخيرة.
أسباب عديدة أدت إلى هذه الانشقاقات عن الحزب، منها الأزمة الاقتصادية وحالات الانتحار بسبب الفقر والنظام التعليمي المنهار والفساد والريع وإعلام السلطة والفشل الكبير في السياسة الخارجية واللغة المفرقة المستخدمة دفعت أعضاء حزب العدالة والتنمية للتشكيك في حكم العدالة والتنمية لتركيا لمدة 17 عاما.
بدوره أعلن خليل قولاق، رئيس بلدية قضاء صاري وليلر بولاية قارامان، جنوبي تركيا، انضمامه لحزب المستقبل بزعامة داود أوغلو بحسب صحيفة برجون المعارضة.
وبانضمام قولاق للحزب الجديد تصبح هذه البلدية أول بلدية يفوز “المستقبل” بها غداة إعلانه خوضه المعترك السياسي في البلاد.
فى غضون ذلك، في الوقت الذي هدّد فيه حزب داود أوغلو بفتح الصندوق الأسود للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن نهاية أردوغان باتت وشيكة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن نهاية حقبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتت وشيكة، معللةً هذه التوقعات بتراجع شعبيته لأدنى مستوى، وخسارته الضخمة في الانتخابات البلدية السابقة، وتشكيل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو حزباً جديداً يستهدف جذب جماهير أردوغان المحافظين، وهو الأمر الذي قد يلحق أضراراً جسيمة بفرص إعادة انتخابه للرئاسة.
كما يمثل انفصال داود أوغلو عن أردوغان، الذي كان ذات يوم أقرب حليف له، تحدياً مباشراً ضد الرئيس التركي، إذ يتعهد أوغلو بالعودة إلى المبادئ والمثل العليا الأصلية لحزبه القديم.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن حليفاً ثانياً مقرباً لأردوغان ووزيراً سابقاً، هو علي باباجان، استقال أيضاً من حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده أردوغان، ويستعد لإعلان حزبه الجديد في غضون أسابيع وفق أنصاره.
وبحسب الصحيفة، لن يهدد هذا الانشقاق أردوغان على الفور، لأنه جمع قوته الشخصية مع انتقال البلاد العام الماضي إلى نظام رئاسي مدة ولايته الحالية تمتد إلى 2023، لكن هذه التحركات تمثل أول انشقاق رئيس داخل الحزب الحاكم، ويمكن أن تقوّض فرص أردوغان في الاحتفاظ بالسلطة.
وتابعت الصحيفة: "لقد شهد أردوغان انخفاضاً في شعبيته إلى أدنى مستوى في 3 سنوات مع انهيار العملة والركود الاقتصادي الذي ضرب تركيا قبل 18 شهراً من اختبار قيادته. وأظهر استطلاع للرأي أجري حديثاً انخفاض شعبيته إلى 33% من 41% في يوليو 2018، وهو المستوى الذي يضعه في كفاح لتأمين أغلبية الأصوات اللازمة لإعادة انتخابه للرئاسة"
وأضافت: "لقد أعطى توغل الجيش التركي في سوريا في أكتوبر، الذي كان يحظى بشعبية أردوغان، دفعة مؤقتة في استطلاعات الرأي، لكن تقييماته انخفضت مرة أخرى، حيث عانى الأتراك المصاعب الاقتصادية، وزاد الاستياء من عدم المساواة الاقتصادية المتزايدة".