المشهد العبثى الذى تؤديه ببراعة جماعة الإخوان ضمن مشاهد سيناريو مسلسل «الخيانة بفجر ووقاحة» لا مثيل له، ويعرض حاليا على شاشات قنوات تبث من تركيا وقطر، سيقف التاريخ أمامه بقوة التحليل والقراءة والرصد الدقيق، وسيجد المؤرخون صعوبة بالغة، إلى حد الاستحالة، فى إيجاد تفسير علمى لكل هذا الكم من الخيانة والغدر لمصر.
الإخوان يعيدون نفس سيناريو خيانة «خاير بك» الذى ارتمى فى حضن السفاح «سليم الأول» ومهد له الطريق لاحتلال مصر، حيث يرتمون حاليا فى حضن «رجب طيب أردوغان» ويقدمون له كل أنواع الدعم والتأييد، لمخططاته العدائية ضد مصر..!!
ونطرح سؤالا لكل متشكك ومتعاطف لاإرادى: «تريد معرفة الدرجة التى وصلت إليها جماعة الإخوان ودراويشهم فى سلم الخيانة، وكيف تجاوزوا القمة بمراحل..؟!! تعال وأقولك: عندما تجد الجماعة الوقحة ودراويشها والمتعاطفين لاإراديا معها، يؤيدون ويدعمون ويهللون ويبررون الاحتلال التركى فى الشمال السورى، وتوقيع أردوغان اتفاق مبادئ مع فايز السراج للتدخل فى الشأن الليبى، والتخطيط للسطو على ثروات مصر من الغاز فى شرق المتوسط، ثم تجد الجماعة، تهاجم وتشجب موقف مصر الرافض لتدخل الأتراك فى شأن الدول، وترفض وتلطم الخدود لو دعمت مصر سياسيا أو عسكريا الأشقاء..!!
ليس غريبا موقف هذه الجماعة من القضايا الشائكة الحالية، فالتاريخ سجل لها مواقف كارثية حيال قضايا وطنية، منذ تأسيسها عام 1928 وحتى الآن، وهل ينسى المصريون موقف الجماعة المتخاذل بعد نكسة 67 واحتلال إسرائيل للضفة الغربية والجولان وغور الأردن بجانب سيناء التى استمر احتلالها 6 سنوات..؟! حينها هب المصريون من وسط حالة الحزن واليأس والإحباط بتشكيل مقاومة شعبية رائعة، بجانب عمليات الجيش التى نفذها ضد عدد من الأهداف الإسرائيلية فى سيناء وفى قلب إسرائيل مثل إيلات، وهو ما كبد الإسرائيليين خسائر فادحة، فيما يسمى بحرب الاستنزاف، التى مهدت لانتصار أكتوبر العظيم، بينما جماعة الإخوان رفضت المشاركة فى عملية مقاومة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلى، سواء فى سيناء أو السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وهى المحافظات التى انطلقت منها المقاومة الشعبية ضد المحتل.
وللتوثيق، نعيد ما قاله قائد المقاومة الشعبية فى السويس، حافظ سلامة الذى نفى أكثر من مرة فى تصريحات تليفزيونية وصحفية، أن يكون لجماعة الإخوان أى دور فى مقاومة المحتل الإسرائيلى، أو الدفاع عن السويس، وباقى مدن القناة، متحدياً أن يكون للجماعة دور حتى فى حرب أكتوبر المجيدة، وأوضح سلامة أن السويس أثناء الحرب لم يدخلها إلا سكان السويس أنفسهم، وكانت المدينة وقتها منطقة عسكرية لا يمكن دخولها إلا بأمر من الحاكم العسكرى وقتها.
ولم يكن موقف جماعة الخسة والحقارة والإرهاب من عدم المشاركة فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلى بسيناء، والمنطلقة من السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وإنما رفضها بشكل واضح، المشاركة فى المقاومة الشعبية فى بورسعيد ومدن القناة ضد العدوان الثلاثى فى 56، على اعتبار أن المشاركة ستكون دعما لحكم ضباط ثورة يوليو.
ونأتى للدليل الداعم والقوى الذى لا يقبل الشك، عن عدم مشاركة الإخوان فى مقاومة إسرائيل وفرحتهم الشديدة فى هزيمة مصر وانكسارها فى 67 والذى ورد على لسان مرشدها العام الدكتور محمد بديع فى رسالته الأسبوعية فى يونيو عام 2011، التى واكبت ذكرى النكسة بقوله: «بعد كل تنكيل بالإخوان كان الانتقام الإلهى سريعاً، فعقب اعتقالات 54 كانت هزيمة 56، وبعد اعتقالات 65 كانت الهزيمة الساحقة فى 67».
ونكرر تأكيد المؤكد، أن جماعة الإخوان تؤيد أعداء مصر، وتقدم كل الدعم لكل من يحاول احتلال مصر، ولا يشاركون فى مواجهة وطرد المحتلين..!!
ولك الله ثم شعب واع وصبور.. وجيش قوى يا مصر!!