لا شيء تحت سماء تركيا يشى بخير محتمل، فممارسات الديكتاتور رجب طيب أردوغان قادت ولا تزال الأتراك إلى قلب المجهول، ما بين قمع أمنى لا تخف وطأته، وسياسات اقتصادية لا تفرق بين غني وفقير، تتزامن رغم انهياراتها مع موجة بذخ تتنافس على تنفيذها كل إدارات النظام التركي وهيئاته ووزاراته.
وفيما تتزايد حالات الانتحار داخل تركيا بسبب الضغوط الاقتصادية، وفى وقت تواصل فيه الليرة التركية تراجعها أمام الدولار مسجلة انهيارات هي الأعنف فى تاريخ أنقرة الحديث، كشف نائب حزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، براق أرباي، أرقامًا وإحصائيات صادمة عن أوجه الإنفاق فى حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وممارسات نظام رجب طيب أردوغان القائمة على البذخ والإسراف.
وقال أرباى فى كلمة له داخل البرلمان أثناء مناقشة ميزانية هيئة الشئون الدينية التركية، إن الأخيرة قامت بتحويل ما يقرب من 306 ملايين ليرة إلى جمعيات وأوقاف غير معروف نشاطها بزعم الترتيب لإنشاء نادٍ رياضي، متسائلاً عن جدوى إنشاء الهيئة لمثل هذا النادي بالأساس.
وأضاف أرباي: "رئاسة الشئون الدينية في تركيا بتحويل 306 ملايين ليرة من ميزانية الهيئة في عام 2016 و2017 و2018 لأوقاف وجمعيات غير معروفة النشاط".
ومن الإنفاق الغامض لإنشاء نادٍ، إلى البذخ في بناء مساجد خارج حدود الدولة التركية، حيث قال أرباي إنه تم إنفاق 170 مليون دولار على مسجد موسكو المركزي و100 مليون دولار على المركز الأمريكي الديني و35 مليون على جامع بيشكاك و30 مليون دولار على جامع كمبريدج في إنجلترا".
وتابع البرلماني التركي: "كل ذلك من ميزانية هيئة الشئون الدينية، فهذه الجوامع ليست التي نعرفها.. ففي هذه الجوامع يتم تدفئة الأرض بأحدث الأساليب والماء بالهواء الساخن الذي يتم توليده بالطاقة الشمسية، وعندما ينقص الأكسجين بالداخل يتم ضخ هواء نقي تم إنتاجه من الهواء الساخن".
واستطرد النائب: "قامت الهيئة أيضًا بإنشاء نادٍ رياضي تحت اسم نادي شباب الدين وهو مغلق الآن، فلماذا تنشئ هيئة الشئون الدينية ناديًا رياضيًا؟ ومن أين وفرت ميزانية لذلك؟ فهناك مزاعم بأنه تم استخدام الأموال التي تم تحويلها من مجالات أخرى.. فديننا هو دين يحارب الإسراف والإهمال ويدافع عن الحق والحقوق لكن مع الاسم هذه الميزانية هي ميزانية إسراف ميزانية خادعة ميزانية حرام.
وتزايدت في الآونة الأخيرة حالات الانتحار داخل المجتمع التركي بسبب الأزمات المالية التي خلفتها الأوضاع الاقتصادية المتدنية، حيث أقدم شخصان فى مدينة تشورم التركية، على الانتحار، وإنهاء حياتهما بسبب سوء الحالة الاقتصادية، بشنق نفسيهما بالكابلات بسبب ضائقة مالية مرا بها.
ووقعت حادثة الانتحار الأولى، اليوم في حوالى الساعة 16:30 فى حى باهتشالى إفلار التابع للمدينة، ووفقًا لشهود العيان، فإن أقرباء القتيل "جوكهان ت"، قاموا بإبلاغ قوات الشرطة بعد تغيبه فترة، وبعد البلاغ توجهت قوات الشرطة والإطفاء لمحل الحادث، ووجدوا المدعو جوكهان مشنوقًا فى شقته.
ووفقا للخبر المنشور على "أخبار تشوروم" فإنه فى حوالى الساعة الـ17:30 أيضًا فى نفس الحى حدثت حادثة انتحار أخرى فى الشارع، حيث قام شخص آخر فى الـ33 من عمره يدعى أوكتاي بشنق نفسه بكابل كهربائى فى شقته، بسبب الظروف المالية السيئة التى يعانى منها فى تركيا.
وخلال حديث قوات الشرطة مع زوجة القتيل قالت إنهم يعانون من ضوائق مالية وإنها ذهبت إلى بيت والدها لعدم وجود طعام فى المنزل، وعادت مع والدها اليوم إلى المنزل لإحضار مستلزمات الطفل، وجدوه مشنوقا داخل الشقة، وبعد فحص أجراه المدعى العام فى مكان الحادث تم نقل جسده إلى المشرحة.