تمكن اثنان من العلماء في الولايات المتحدة من ابتكار مرحاض ذكي، للحفاظ على الصحة، بقدرته على الاكتشاف المبكر للأمراض قبل تفاقمها وزيادة مخاطرها على الإنسان، بحسب وكالة سبوتينك.
ويعتقد كل من جوشوا كون وإيان ميلر، من جامعة ويسكونسن ماديسون، أن "مرحاضك يجب أن يكون ذكيا"، وأن يكون أداة لمراقبة حصتك عن قرب، وذلك بكشفه المبكر عن أي علامات تلمح للإصابة بأمراض مثل السرطان والسكري، وليس مجرد قضاء الحاجة، بحسب صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية.
وفي شهر نوفمبر، نشر "كون" و"ميلر" بحثا من تمويل المعهد الوطني للعلوم الطبية العامة، والذي اكتشفوا من خلاله مدى قيمة تحليل البول بصورة وقتية، إذ من خلال تحليل 110 من عيناتهم الخاصة على مدى 10 أيام ، كشفوا عن تطور مثير في صحتهم اليومية، ومن عيناتهم، وجد كلا من جوشوا كون وإيان ميلر، أن التركيب الجزيئي لبولهم أظهر لهم مقدار نومهم، ومقدار التمارين الرياضية التي يمارسوها ، وكمية الكحول أو القهوة التي تناولوها، بل وكمية الأدوية التي تعاطوها دون الحصول على وصفة طبية.
وبواسطة هذا المرحاض الذكي، يمكن للمستخدمين اكتشاف استباقية التهابات المسالك البولية وأمراض الكلى والسكري والاضطرابات الأيضية الأخرى قبل ظهورها، ويسعى كلا من كون وميلر لأن يكون مرحاضهم الذكي متوافرا في الأسواق خلال 5 أعوام، كما يطمحون إلى إنتاجه على نطاق واسع من أجل خفض تكلفته، وأن يكونا متاحا مثل السيارات.
A smart toilet could revolutionize personal health . . . but also pose privacy risks. https://t.co/iWWC6RTrtW pic.twitter.com/NAH0ASKao2
— USA TODAY (@USATODAY) December 19, 2019
ويتشابه "المرحاض الذكي" مع المرحاض العادي، ولكنه سيتضمن شاشة بحجم حقيبة أعلى الخزان، كما أنه سيوفر تطبيق هاتف لسهولة الوصول إلى المعلومات الصحية، وسيكون المرحاض قادرً على التمييز في البيانات الصحية من 6 إلى 12 مستخدما، ويتواجد به فتحة لجمع وفصل أي عينة بول.
وبينما تتوافر العديد من المراحيض الصحية في الأسواق، ومنها في اليابان، فإن "المرحاض الذكي" يتميز دونا عن غيره في أنه يستهدف تحليل المركبات التي في البول، باستخدام مقياس الطيف الكتلي، وهو أداة يصفها بأنها "مقياس للجزيئات"، ومن خلال فرز وزن الآلاف من الجزيئات في عينة بول ميكروليتر واحد، يمكن لمقياس الكتلة الشامل إعطاء تحليل جزيئي دقيق للمستخدمين من البول، وتنبيههم إلى أي شيء خاطئ في خلال 10 دقائق فقط.
لكن تكمن خطورة "المرحاض الذكي" في اقتحام خصوصية المستخدمين، كما يقول إيان ميلر، موضحا أن صاحب العمل من الممكن أن يحلل سرا بول شخص مرشح للعمل لديه، من أجل التعرف على صحته وأسلوب حياته، ولكن حتى هذها اللحظة، فإن مخاطر اقتحام الخصوصية لم تمنع شركاء التصنيع المحتملي للمرحاض الذكي من إظهار الاهتمام باختراع جوشوا كون وإيان ميلر.