جريمة بشعة شهدتها منطقة العمرانية فى جنوب محافظة الجيزة، أقدم خلالها شاب فى مقتبل عمره على قتل ابن عمه بدم بارد، بعدما ترصد له أثناء خروجه صباحًا متوجهًا إلى عمله، وسدد له عدة طعنات نافذة أودت بحياته، ولم تشفع له صرخاته واستنجاده بأفراد أسرته الذين هبوا مسرعين لنجدته، وشاهدوه وهو يفارق الحياة بين أيديهم.
دوافع المتهم من ارتكاب الجريمة ما زالت غامضة، أسرة المجنى عليه أرجعتها إلى طمعه فى ميراث عمه، وشعوره بالحقد والضغينة من جانب الشاب المجنى عليه نظرًا لحالته المادية الميسرة، فى ظل معاناة أسرة المتهم من ضائقة مالية، بينما برر المتهم فعلته أمام النيابة والتى أعترف بها، بأنه يعانى من مرض نفسى، وهو ما دفع جهات التحقيق لإحالته لمستشفى الأمراض النفسية والعصبية.
المتهم
أسرة المجنى عليه "أ.ع" أبدت فى تصريحات لـ"اليوم السابع" تخوفها من ادعاء المتهم بأنه يعانى من مرض نفسى، مشيرين إلى أن ذلك الادعاء سببه الوحيد هو محاولة للإفلات من العقاب، وأكدوا أن المتهم كان متفوقًا فى دراسته وكان فى سنته النهائية بكلية الطب، وكان يساعد والده طبيب النساء والتوليد منذ سنوات فى عمليات التوليد التى يجريها.
وتابعت الأسرة _مدعمةً مخاوفها_ بأن الابن يعمل طبيب وليس من الصعب عليه أن يبرع فى تمثيل معاناته من مرض نفسي، وأنهم يخشون من أن تقوم الأسرة بإصدار شهادات طبية بتاريخ قديم تثبت معاناة المتهم من مرض نفسى، للتأثير على التقرير الطبي الخاص بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية الذى من المقرر أن يصدر بشأن حالته خلال الأيام القليلة المقبلة.
جريمة مقتل طبيب شاب على يد ابن عمه لم تكن ببعيدة عن مسامع أهالي منطقة العمرانية، والجيران الذين شاهدوا تفاصيلها، وروا لـ"اليوم السابع"، أسباب الخلاف الذى دفع المتهم _من وجهة نظرهم، لأن يقتل ابن عمه، قائلين: "أن المتهم ارتكب الجريمة بطريقة مدبرة ومحكمة من أجل الوصول لميراث عمه الذى يعيش حياة مادية جيده بقتل ابنه الوحيد الحاجب للميراث، لأن المتهم يعيش فى أسرة مكونة من 13 فرد وتعانى من مشاكل ماديه.
النيابة العامة فى جنوب الجيزة تواصل تحقيقاتها فى واقعة مقتل طبيب على يد ابن عمه طالب كلية الطب، أثناء توجهه إلى عمله، للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة، حيث طلبت تحريات الأجهزة الأمنية التكميلية حول الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها.
جثة
وحولت النيابة المتهم "محمد.أ.ع" إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية، لتوقيع الكشف الطبي عليه، والتأكد من سلامة قواه العقلية ومسؤوليته عن تصرفاته، وطلبت تقرير وافً حول حالته.
وكشفت التحقيقات التى أجرتها النيابة، أن المتهم "محمد.أ" تربص بالمجنى عليه أثناء خروجه صباح يوم 13 نوفمبر الماضي إلى عمله، وانهال عليه بالضرب بعدة طعنات نافذة فى مناطق متفرقة من جسده، فسقط على الأرض غارقًا فى دمائه، وبدأ يصرخ مستنجدًا بأسرته.
المستشار حمادة الصاوى النائب العام
وتابعت التحقيقات، أن شقيقة المجنى عليه ووالدته خرجا لنجدة المجنى عليه بعد سماعهم صوت صراخه وتمكنوا بمساعدة الأهالى فى نقله إلى المستشفى، والقبض على المتهم بالقتل قبل أن يتمكن من الهرب.
واعترف المتهم فى تحقيقات النيابة العامة فى القضية التى قيدت برقم 17063 سنة 2019 ، بجريمته وأنه استهدف الضحية، وكذلك والده وأدعى أنه يعانى من مرض نفسه وبناء عليه تم تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية لتحديد حالته.