أسرار جديدة كشفتها شبكة سى إن إن الأمريكية عن محاولات فريق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومساعديه فى ممارسة ضغوط على أوكرانيا لإرغام حكومتها على التدخل فى الانتخابات الأمريكية المرتقبة 2020، عبر تحريك قضية فساد سابقة تورط بها نجل المرشح الديمقراطي جو بايدن، منافس ترامب المحتمل فى تلك الانتخابات.
وحصلت الشبكة الأمريكية على مستندات ورسائل حول دور كلاً من ليف بارناس، وإيجور فرومان، مساعدا رودي جوليانى المحامى الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بجانب رجل أعمال أمريكى يدعى ديفيد كورييا، وهو لاعب جولف سابق، مشيرة إلى أن الثلاثي سافر إلى أوكرانيا فى محاولة لفتح ملف الفساد السابق.
وعرف كورييا على مساعدى جولياني قبل سنوات حيث كان يعمل مع رجل الأعمال الأمريكي من أصول أوكرانية، ليف بارناس. وبينما كان بارناس وفرومان يعملان على جمع الوثائق التي يعتقدون أنها أظهرت أدلة على فساد جو بايدن وابنه هانتر ، كان كورييا في أوكرانيا للاتفاق على صفقات تجارية.
وبعث كورييا برسالة نصية إلى أحد شركائه يخبره أنه يريد أن يكون مستعد لإغلاق صفقات معينة أثناء تواجده في أوكرانيا، وبحسب الرسالة كان كورييا يريد تأمين صفقة لبيع الغاز الطبيعي الأمريكي إلى أوكرانيا عن طريق خط انابيب في بولندا على الرغم من أنه لم يكن لديه خبرة بهذا المجال.
وتم اتهام الرجال الثلاثة أنهم يحاولون ادخال اموال بطريقة غير مشروعة الى الاحزاب السياسية الجمهورية ولكن تركز الاتهام على بارناس وفرومان في احداث قضية عزل ترامب.
وبعد تحركات غير واضحة فى أوكرانيا ، وفى إبريل الماضي أرسل كورييا رسالة إلى صديق "لقد بدأ". وأرفق رابط لتقرير صحفي بعنوان "كابوس جو بايدن 2020 الأوكراني" ، في إشارة إلى تأكيد بأن المدعي العام الأوكراني ، يوري لوتسينكو ، يعيد فتح تحقيق في فساد مزعوم من جانب بايدن.
وبحلول صيف عام 2019 ، وجد الثلاثي مجموعة جديدة من العائدات المحتملة في ديمتري فيرتاش ، وهي حكومة قلة أوكرانية في المنفى لها علاقات قوية مع بوتين ، وفقًا لمصدرين تحدثوا مع الرجال بشكل متكرر.
لكن المصادر والوثائق التي حصلت عليها سي إن إن ألقت الضوء الجديد على الدور الذي لعبه كورييا في تعزيز المصالح التجارية لكل من بارناس وفرومان حيث لم يتواجدوا في أوكرانيا فقط من اجل التحقيق بشأن خصوم ترامب ولكن لكسب مزيدا من الأموال.
وبحسب سى إن إن، فإن كورييا يرجح أنه المسئول عن التعامل مع الاتصالات التجارية في أوكرانيا وكان من بين أعماله صياغة العقود ومذكرات التفاهم التي تقدم للشركاء المحتملين.
وكان بارناس وفرومان وكورييا قد انضموا إلى شبكة من الأثرياء في فلوريدا وكان كثير منهم من المتبرعين الجمهوريين بحلول الوقت الذي تم فيه انتخاب ترامب رئيسا، وعثر عليهم جولياني الذي اراد تجنيدهم ليكونوا في صفه لينضموا إلى اعماله حتى يضمن عدم التعرض للاحتيال.
وكان الهدف الأكبر لكوربيا طوال الوقت هو إيجاد طريقة لبيع الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى أوكرانيا وأجزاء أخرى من أوروبا، وهو ما يتطلب وجود علاقة قوية مع شركة Naftogaz ، شركة النفط والغاز الأوكرانية المملوكة للدولة وكشفت النصوص الواردة من كوربيا أنه خلال عامي 2018 و 2019 عقدت عدة اجتماعات لإقامة رابطة مع الشركة.
وسافر بارناس وفرومان إلى إسرائيل للقاء رجل الأعمال إيهور كولومويسكي في وقت سابق من العام وهو مؤيد وثيق للرئيس الأوكراني الجديد، فولوديمير زيلينسكي. وانتهى الاجتماع بكارثة عندما طرد ايهور الرجلين بعد أن اقترحا عليه أن يدفع لهما لإحضار مسؤولي إدارة ترامب إلى تنصيب زيلينسكي.
وبحلول صيف عام 2019، وجد الثلاثي مجموعة جديدة من العائدات المحتملة ووفقا لمصادر مطلعة حقق فيرتاش رجل الأعمال الأوكراني مليارات الدولارات من عمله كوسيط يبيع الغاز الروسي إلى أوكرانيا.
في يونيو 2019، وفقًا للمصدرين ، التقى بارناس بفيرتاش ، الذي كان في ذلك الوقت بحاجة إلى النفوذ السياسي في الولايات المتحدة، حيث كان يعيش قبل هذا الوقت في فيينا منذ عدة سنوات وكان مطلوبًا لتسليمه من قبل المدعين العامين في الولايات المتحدة، حيث يواجه تهماً بالرشوة.
كما أوضح كورييا لمصدرين تحدثا مع CNN فإن الدفعة الأولية كانت كافية لتمويل السفر بالطائرة الخاصة والحراس الشخصيين وسيارات الدفع الرباعي
ووفقا للمصادر كان كورييا يريد العثور على شخص يبيع الغاز الطبيعي المسال إلى فيرتاش وقال لرجال أعمال أمريكيين إنه يعتقد أن للشرق الأوسط إمكانات لتحقيق ذلك.
وتم القبض على بارناس وفرومان في مطار دالاس في 16 أكتوبر وعاد كورييا إلى الولايات المتحدة لتسليم نفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة