منذ تفشى وباء فيروس كورونا الجديد، لم تخرج بسمة أسامة ثروت الطالبة المصرية، من أبواب جامعتها بشمال غربى الصين لعدة أيام، وكان قد عاد بعض زملائها من الطلاب الأجانب إلى بلدانهم واحد تلو الآخر، لكنها اختارت البقاء فى الصين والاستمرار في كتابة رسالة الدكتوراه، بالإضافة إلى إثراء حياتها اليومية من خلال قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام وطبخ الطعام الصيني.
ووفقا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، قالت بسمة لمراسل وكالة الأنباء بلغة صينية سليمة، إنها عاشت في الصين لمدة 7 سنوات، وحصلت على مساعدات خلال الدراسة والحياة في الصين من قبل الكثير من الصينيين، مضيفة "أنه فى الوقت الذى يبذل كل الصينيين جهودهم لمكافحة الفيروس، أريد أن أعمل معهم جنبا إلى جنب وأنا على ثقة أن الصين ستتغلب على الوباء".
يذكر أن بسمة، اسمها فى الصينية "شياو شياو" (ومعناه الابتسام في اللغة الصينية)، وهى فى الـ27 من عمرها، وجاءت من مدينة الإسماعيلية، وبعد إكمالها 4 سنوات من دراسات اللغة الصينية في مصر، التحقت بجامعة نينجشيا في شمال غربي الصين لمواصلة دراستها فى علم الأعراق، وهى على وشك الحصول على درجة الدكتوراه.
وقالت بسمة: "زرت العاصمة الصينية بكين لحضور برنامج مخيم صيفى فى السنة الثانية من الجامعة، وفي ذلك الوقت، قررت مواصلة دراستي في الصين بعد التخرج، لقد ذهبت إلى الكثير من المدن الأخرى فى الصين مثل قوانجتشو و شنتشن و شيآن، لكن منطقة نينجشيا الأفضل والأحب إلى قلبي لأنها تشبه مسقط رأسى إلى حد كبير".
يذكر أن منطقة نينجشيا ذاتية الحكم لقومية هوى كانت حلقة وصل هامة على طريق الحرير القديم الذى ربط الصين بالدول العربية قبل أكثر من 2000 عام، كما تتمتع بمميزات فريدة لإجراء التبادلات الثقافية مع العالم الإسلامي.
وقالت بسمة "على الرغم من أنني لا أستطيع الخروج من الجامعة بعد تفشي الوباء، لكن السوق التجارى داخل الحرم الجامعى يوفر أشخاصا كل مهمتهم تسليم المستلزمات اليومية للطلاب الموجودين فى الجامعة حسب متطلباتهم".
وأضافت إنها تخرج من المبنى السكني مرة واحدة كل 4 أو 5 أيام، لإلقاء النفايات المنزلية إلى مكان معين في الجامعة، حيث يتواجد عند مدخل المبنى السكنى شخص مسؤول عن قياس درجة حرارة الطلاب، كما أن هناك شخص متخصص يقوم بتنظيف وتطهير ممرات المبنى كل يوم وكذلك مساكن الطلاب.
ومن جهة أخرى، قالت بسمة "أنا لا أشعر بالقلق لأن المدرسين في الجامعة يسألونني كل يوم عن حالتي الصحية واحتياجاتى اليومية من خلال تطبيق ويتشات للتواصل الاجتماعي".
وكفائزة بمنحة الحكومة الصينية، تعيش بسمة فى مبنى سكني جديد فى الجامعة، حيث تم تجهيز كل مسكن بمطبخ وأدوات طهي بسيطة، وقد بدأت تدرس مؤخرا الطبخ الصينى، حيث صورت فيديو قصيرا وهى تطبخ ونشرته على الإنترنت.
وعلى الرغم من أن بسمة تتابع العديد من الأخبار المتعلقة بوباء فيروس كورونا الجديد كل يوم، إلا أنها لم تشعر بالذعر، قائلة إن معلومات الحكومة الصينية عن الوباء شفافة للغاية، ولا تخفي الحقائق وتطلب من الجماهير تعزيز الوقاية، الأمر الذي يعد سلوكا مسؤولا أمام الجميع.
من أجل الحد من تفشي الوباء إلى حد أقصى، تم إغلاق معظم الأماكن العامة في جميع أنحاء الصين، ولم تستأنف العديد من الشركات إنتاجها حتى الآن، وتم تعليق جميع المدارس والجامعات، وفي الوقت نفسه، تم فرض قيود صارمة على حركة المرور في جميع أنحاء البلاد.
وقالت بسمة "أعتقد أن عددا قليلا من الدول يمكنها أن تفعل مثل الصين، لأن وقف الإنتاج والأعمال سيسفر عن خسائر اقتصادية، إلا أن تصميم الحكومة الصينية يتطلب الكثير من الشجاعة التي تهدف إلى سلامة الناس".
وبالإضافة إلى الدراسة، دغدغ الحب قلب بسمة وهى فى نينجشيا. حيث قابلت رجلا يعمل في مؤسسة مملوكة للدولة فى مدينة ينتشوان، حاضرة نينجشيا، وخطبت له.
وبدورها، أوضحت بسمة أن أكبر أمنياتها لهذا العام هي التخرج من الجامعة بنجاح والبقاء والعيش والعمل في الصين.
وأضافت قائلة "إن الصين تنمو بسرعة مذهلة، وعلى وجه الخصوص تعجبني مقاطع فيديو بناء المستشفيين لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان خلال فترة قصيرة، الأمر الذى يعد من أهم الأسباب على ثقة كاملة في انتصار الصين في مكافحة الوباء".