تعيش الرياضة المصرية وفي القلب منها كرة القدم، ظروفًا استثنائية في الفترة الحالية، في ظل توقف مسابقة الدوري العام، بقرار من رئاسة الوزراء كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا، الذي ضرب العديد من دول العالم وألحق بها خسائر بشرية كبيرة بين مصاب وفقيد.
ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة المصرية حاليًا، إلا أن الأزمة ليست جديدة على الدوري المصري، فهذه ليست المرة الأول التي يصبح فيها مصير البطولة المحلية التي تبلغ من العمر 72 عاماً، غامضاً، فسبق وتوقفت المسابقة بل وتعرضت إلى الإلغاء لأكثر من سبب، ونستعرض في السطور التالية، حكاية الأزمة الأولى التي أنهت مصير الدوري في موسم 1955.
شهد موسم 1954 / 1955 إلغاء مسابقة الدوري العام، بسبب أزمة مباراة الأهلي وفريق الترام، حيث فاز الأهلى على نادي الترام بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة أقيمت قبل جولتين من نهاية المسابقة، وهي المباراة التي أدارها تحكيميًا حسين إمام عم حمادة إمام وجد حازم إمام نجمي الزمالك.
وشهدت المباراة أحداث شغب بعد اعتداء توني لاعب الترام على طلعت عبد الحميد لاعب الأهلي، ليعلن الحكم طرد لاعب الترام، لكن محمد حسن حلمي حامل الراية "رئيس الزمالك فيما بعد" طالب بطرد طلعت أيضًا، وهو ما رفضه الحكم.
ولم يذكر حكم اللقاء الواقعة في تقريره، لكن حامل الراية رفع تقريرًا لاتحاد الكرة يطالب فيه بمعاقبة لاعب الأهلي، ليقرر اتحاد الكرة إلغاء نتيجة المباراة وإعادتها بملعب طنطا بدون جمهور، مع إيقاف طلعت مباراتين، وتوني لنهاية الموسم، الأمر الذي رفضه الأهلي، كما رفض أيضاً نقل مباراته الثانية أمام الأوليمبي خارج القاهرة ليتم إلغاء المسابقة.
لكن، ماذا عن قمة الجدول في ذلك الموسم؟.. توقفت المسابقة والزمالك على القمة برصيد 24 نقطة وطالب مسئولو القلعة البيضاء، اتحاد الكرة، بتتويجه بطلاً للدوري، بفارق نقطتين عن الأهلى الذى لم يلعب مباراتيه أمام القناة والأولمبي ولكن اتحاد الكرة رفض طلب الزمالك ولم يعلن أي بطل للموسم.