تعيش الرياضة المصرية وفي القلب منها كرة القدم، ظروفًا استثنائية في الفترة الحالية، في ظل توقف مسابقة الدوري العام، بقرار من رئاسة الوزراء كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا، الذي ضرب العديد من دول العالم وألحق بها خسائر بشرية كبيرة بين مصاب وفقيد.
ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة المصرية حاليًا، إلا أن الأزمة ليست جديدة على الدوري المصري، فهذه ليست المرة الأول التي يصبح فيها مصير البطولة المحلية التي تبلغ من العمر 72 عامًا، غامضًا، فسبق وتوقفت المسابقة بل وتعرضت إلى الإلغاء لأكثر من سبب، ونستعرض في السطور التالية، حكاية الأزمة الثانية التي تسببت في إلغاء المسابقة بعد انطلاقها.
شهد موسم 1971 / 1972، إلغاء مسابقة الدوري العام فى أسبوعها التاسع بسبب واقعة مروان كنفاني حارس الأهلي والديبة حكم مباراة القمة رقم 34، وتعود الأزمة إلى احتساب الحكم محمد دياب العطار وشهرته "الديبة"، ركلة جزاء لصالح الزمالك ضد الفلسطيني مروان كنفاني حارس الأهلي في ذلك الوقت نفذها فاروق جعفر بنجاح محرزًا الهدف الثاني للزمالك.
وثار مشجعو الأهلي بعد إحراز الزمالك للهدف الثاني، ولم تستمر الأجواء كثيرًا حتي عمت الفوضي بنزول الجماهير لأرض الملعب، قرر الديبة إنهاء المباراة فورًا حفاظًا علي أوراح اللاعبين.
مروان كنفاني تحدث عن المباراة قائلاً: السبب الرئيسى فى أحداث المباراة، كان الحكم محمد دياب الشهير بـ"الديبة" الذى احتسب ركلة جزاء لصالح الزمالك بسوء تقدير، ولم يكن يقصد أى ظلم، لكن ما حدث أن مهاجم الزمالك، تسلم الكرة، وانطلق تجاه المرمى وأنا خرجت للتعامل مع الكرة، وحدث احتكاك غير مقصود معه.
واستطرد كنفاني: "فوجئت بالحكم يحتسب ركلة جزاء للزمالك وبعدها تحول الملعب الى ساحة مشاحنات وعراك بين اللاعبين، ونزلت الجماهير أرض الملعب وألغيت المباراة أيضًا وبعدها تقرر إيقاف الدورى".
الاهلى والزمالك
الحارس الفلسطيني أضاف أيضًا بأنه وقت هذه المباراة، كان مرتبطًا بالسفر إلى العراق لحضور اجتماع للجامعة العربية، بحكم عمله كموظف فى إدارة فلسطين قسم الأراضى التى استولت عليها إسرائيل، وطلب من الجهاز الفنى إعفائى من المشاركة، لكن الفريق مرتجى رئيس النادى وقتها رفض وطلب من رئيس الجامعة العربية تأخير سفرى إلى ما بعد المباراة حتى أتمكن من المشاركة، ووافق على طلب الفريق مرتجى، وبعد المباراة قام البوليس المصرى بتوصيل كنفاني إلى المطار وذهب أولاً إلى بيروت قبل انتقاله للعراق.
أصدر اتحاد الكرة عقوبة بإيقاف كنفاني 6 أشهر، وكذلك الديبة تم إيقافه مدة مماثلة وبعدها صدر قرار بإيقاف الدورى.
وبعد عودته من العراق، استدعى الرئيس الراحل أنور السادات مروان كنفاني حارس الأهلي وطيب خاطره، وقال له: أنت فى بلدك وقلت له يا ريس أنا قررت اعتزال الكرة.
الديبة