تزخر الكرة المصرية بالعديد من المواهب الكروية، التي تميز معدنها بأنه كالذهب، لا يصدأ مهما تغير الزمن، فلا يمكن أن تسقط من أذهان عشاق الساحرة المستديرة، بفضل الأداء الرجولي والمهاري الذي قدموه على مدار تاريخهم على المستطيل الأخضر.
رفعت الفناجيلي نجم النادي الأهلي في حقبة الخمسينات والستينات، كان من هذه المواهب الكروية المتميزة التي مازالت رخم رحيلها عن عالمنا، كلما ذكر إسمها انتعشت الذاكرة بما قدمته في عالم الساحرة المستديرة من فنون كروية ليس لها مثيل حتى مع دخول الكرة المصرية عهد الاحتراف.
"مهندس الكرة المصرية"، هكذا كان لقبه بين زملائه في تلك الحقبة، ولد في الأول من مايو "1936" بدمياط ليكون أفضل من لعب فى مركز وسط الملعب، وبدأ مسيرته الكروية فى نادى ساحة دمياط حتى إلتقطته أعين كشافة الأهلى عبدالمنعم البقال، وأحمد مكاوى عام "1953" .
لم يستمر الفناجيلي طويلا في الأهلي، حيث فضل اللعب لأتحاد السويس الصاعد لأول مرة لدورى الأضواء والشهرة موسم "1954/1955"، وقدم موسما إستثنائيا، ثم عاد للأهلى من جديد موسم "1955/1956" رغم توقيعه لناديين فى توقيت واحد حيث وقع أيضا للمصرى البورسعيدى ممأ تسبب فى إيقاف اللاعب الذى إنضم للمنتخب العسكرى، وعاد للأهلى يناير 1956.
حتى إعتزاله أواخر الستينيات عقب نكسة 1967، كان لرفعت الفناجيلى كابتن الأهلى،ومهندس خط الوسط، شأن كبير فى جيل العمالقة صالح سليم،طارق سليم،عادل هيكل،طه أسماعيل، محمود الجوهرى، ميمى الشربينى، ومن قبلهم جيل توتو، والضيظوى، وجيه مصطفى، وحلمى ابوالمعاطى، وسيد صالح وغيرهم من نجوم الأهلى و المنتخب.
حصد رفعت الفناجيلي ستة بطولات دورى ممتاز مع الأهلي أعوام "1956، 1957، 1958، 1959، 1961، 1962"، وكأس مصر أربع مرات أعوام "1956، 1958، 1961، 1966"، ودورى منطقة القاهرة "1958"، وكأس الجمهورية المتحدة"1961".
ومع المنتخب الأول شارك الفناجيلي مع الفراعنة فى الفترة من "1955 حتى 1967" وزامل نجوم خط الوسط فى مصر أمثال حمزة عبدالمولى، رأفت عطية، وسمير قطب وغيرهم، حقق خلال تلك الفترة لقب أمم أفريقيا مرتين أعوام "1957، 1959".
سجل رفعت الفناجيلي بقميص الأهلى أكثر "35" هدفا، كما سجل فى مسابقة الدورى "33" هدف منها هدفا بقميص أتحاد السويس.
كما يعتبر رفعت الفناجيلى أحد هدافى مباريات القمة فى مسابقة الدورى حيث سجل ستة أهداف، أشهرها هدفه فى شباك ألدو من مسافة محددة وزاوية محددة رأهن عليها الفناجيلى قبل المباراة وقاد أشبال الأهلى للفوز بثلاثية نظيفة، هى نفس نتيجة الدور الأول، ليتوج الأهلى باللقب، بعد أن هزم الزمالك رايح جاى للمرة الثانية فى تاريخ الدورى.
وروى الفناجيلى قصة طريفة عندما حبسه الأهلى خوفا من انتقاله للزمالك مؤكدا انه فى موسم الاستقالات لعام 1956، حينما فوجئ بزميله حلمى ابو عطا يطلب منه التوجه معه إلى مركز أرمنت بالاقصر بمنطقة اسمها عزبة عبود باشا فى الصعيد وفور وصوله شاهد لاعبين من الفريق وأخبره بأنه لا بد أن يمكث هنا أسبوعين حتى انتهاء موسم الاستقالات خوفا من انتقاله للزمالك .
وأضاف الفناجيلى أنه طلب منه العودة لكنه رفض وقال له "لو تعرف تروح روح " مستغلا بانه لا يوجد مواصلات ولكنه راقب مواعيد القطارات وانتظر المغرب وتسلل الى محطة القطار ولكنهم كانوا يفتشون القطار فطلب من العامل ان يدخل الحمام وعندما يطرقوا الباب يبلغهم بأنه سيدة وبالفعل نجحت حيلته وذهب الى النادى الاهلى وابلغهم برغبته فى البقاء ورفض الاحتراف الاوربى ايضا بارادته وليس بإجباره وحبسه وعاد الى منزله برأس البر.
قرر الفناجيلي الاعتزال عام 1967 ومنحه المشير عبد الحكيم عامر رتبة ملازم وتم منحه لقب نجم عام 1960 من النقاد، وعمل بالتدريب في نادى دمياط عدة مواسم ولكن الإمكانيات المادية لم تمكنه من تحقيق الكثير وقرر ترك العمل في الرياضة عام 1979.
غادر الفناجيلي عالمنا فى "23 يونيو 2004" عمر يناهز 68 عاما، بعدما ترك تاريخاً كروياً مشرفاً سطره بحروف من ذهب في قلوب عشاق الفريق الأحمر.