شهدت الكرة المصرية العديد من المواهب الكروية التى تميز معدنها بأنه كالذهب لا يصدأ مهما تغير الزمن، فلا يمكن أن تسقط من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة أسماؤهم، بفضل الأداء الرجولى والمهارى الذى قدموه على مدار تاريخهم على المستطيل الأخضر.
حسن حمدي، نجم النادى الأهلى ورئيسه الأسبق، هو أحد هذه المواهب الكروية التى لا يمكن أن تنسى، ولد حسن حمدى فى الثانى من أغسطس عام 1949، والتحق بقطاع الناشئين فى النادى الأهلى عام 1962 ثم التدرج لاعبا دوليا موهوبا، استحق مع أدائه المميز لقب "وزير الدفاع" بعدما انضم لصفوف الفريق الأول موسم 71/1972 ولعب مباراته الأولى أمام دمياط، وهى المباراة التى فاز فيها الأهلى 5/2.
شارك حمدى مع الفريق الأول فى بطولة الدورى طوال 6 مواسم، لعب خلالها 107 مباريات، وإن كانت المواسم الثلاثة الأخيرة هى الأبرز فى حياة حسن حمدى رياضيا، وشهدت انطلاقته الحقيقية مع المدير الفنى المجرى هيديكوتي، حيث فاز الأهلى بالبطولة فى هذه المواسم الثلاثة بجدارة.
فى موسم75/1976 نجح حسن حمدى فى قيادة الأهلى للفوز بالبطولة دون أى هزيمة بفضل صلابة دفاعه بقيادة "وزير الدفاع"، حيث خاض الأهلى 21 مباراة فاز فى 17 وتعادل فى 4 مباريات وسجل لاعبوه 49 هدفا واهتزت شباكه مرتين فقط طوال الموسم.
اشترك حسن حمدى فى خمس مباريات أفريقية بسبب اعتزاله المبكر عام 1977 وهو يبلغ من العمر 28 عاما بسبب الإصابة، حيث لعب مع الأهلى فى ذهاب دور الــ 32 لأبطال الدورى أمام مولودية الجزائرى وهى أول مباراة أيضا للأهلى فى مشواره الأفريقى يوم 29 مايو عام 1976 وخسر الأهلى صفر/3.
وشارك حسن حمدى فى لقاء الإياب بالقاهرة، وفاز الأهلى بهدف نظيف أحرزه محمود الخطيب ليخرج الفريق مبكرا فى أولى غزواته الأفريقية، وفى العام التإلى لعب الأهلى فى بداية المشوار فى الدور الــ 32 أمام هورسيد الصومإلى فى مقديشيو، وانتهت المباراة بالتعادل 1/1 ، أما المباراة الرابعة فقد كانت أمام المدينة الليبى فى دور الــ 16 لنفس البطولة وفاز الأهلى 7/2، وكانت المباراة الأفريقية الخامسة والأخيرة فى لقاء الإياب وخسر الأهلى بهدف نظيف.
بعد اعتزاله تولى حسن حمدى منصب مدير الكرة بالأهلي، وكان يعد أصغر من شغلوا هذا المنصب فى الأهلى والأندية المصرية، حيث لم يكن قد أكمل عامه الثلاثين بعد، ووقتها أشفق عليه الكثيرون لأنها وأحدة من المهمات الصعبة حيث يتولى مسئولية قيادة أكبر وأقوى فريق فى مصر.
تولى حسن حمدى رئاسة النادى فى ظروف استثنائية بعد رحيل رفيق دربه الكابتن صالح سليم، ظن البعض أن رحيل المايسترو سيعطل مسيرة الأهلى فإذا بوزير الدفاع يقود النادى للتحليق فى سماء العالمية، وثورة جديدة من البطولات، بعد أن نجح النادى فرض هيمنته على قارة أفريقيا بتحقيق 5 ألقاب لبطولة دورى أبطال أفريقيا، و5 ألقاب لبطولة السوبر الأفريقي، لتأتى المشاركة فى كأس العالم للأندية فى 5 مناسبات، كأكثر نادى فى أفريقيا مشاركة فى مونديال الأندية وتحقيق الإنجاز الأبرز للكرة المصرية فى المحافل الدولية بألفوز برونزية كأس العالم للأندية، تتويجًا لجهود وزير دفاع دولة الأهلى ومجلس إدارته.
لم تقتصر عالمية الأهلى فى زمن حسن حمدى على كرة القدم فقد تمكن ألفريق الأول لكرة اليد بالنادى الأهلى من حصد فضية كأس العالم للأندية فى كرة اليد 2007 والتى نظمها الأهلي، ليترك حسن حمدى منصبه والأهلى أكثر أندية العالم تحقيقا للألقاب القارية بعد أن رفع النادى رصيده إلى 19 لقبًا قاريًا متفوقا على أيه سى ميلان الإيطالي، بخلاف ما سبق يحسب لحسن حمدى ومجلسه الحفاظ على مؤسسة النادى الأهلى فى ظل الأوضاع السياسية التى شهدتها البلاد، ليقرر اعتزال العمل العام بعد رحلة عظيمة من العطاء .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة