تزخر الكرة المصرية بالعديد من المواهب الكروية، التى تميز معدنها بأنه كالذهب، لا يصدأ مهما تغير الزمن، فلا يمكن أن تسقط من أذهان عشاق الساحرة المستديرة، بفضل الأداء الرجولى والمهارى الذى قدموه على مدار تاريخهم فى المستطيل الأخضر.
علي محسن نجم نادي لزمالك السابق، يعتبر أحد هذه المواهب الكروية، ولد علي محسن المريسى في السادس عشر من سبتمبر عام 1940م في بروسلى أحد الأحياء الشعبية في منطقة التواهي في مدينة عدن جنوب اليمن وينتمي علي محسن إلى قبيلة مريس حيث كان جده هو شيخ القبيلة، وبدأ ممارسة كرة القدم في سن صغيرة مع أقرانه في الشوارع والأراضي الفضاء في عدن.
انضم علي محسن إلى نادي الغزال بعدن الذي حمل لاحقاً اسم نادي الشعب ثم الميناء قبل أن يذهب للدراسة في مصر عام 1950م، وذلك بناء على رغبة والده، حيث اكتشفه مدرب الزمالك محمود قنديل، وهو صاحب الفضل في تقديمه للساحة الرياضية المصرية والعربية، ولعب دوراً كبيراً في تشجيعه.
سنة 1956م انضم علي محسن إلى نادي الزمالك لينضم ولعب في مركز الجناح الأيمن، وكانت أولى مبارياته أمام ناشئي النادي الأهلي وبعد تألقه في صفوف الناشئين ضمه ايفان المدير الفني لنادي الزمالك في ذلك الوقت إلى صفوف الفريق الأول الذي كان يضم العمالقة الكبار أمثال رأفت عطية وشريف الفار وسمير قطب وعصام بهيج ونور الدالي وعلاء الحامولي وذلك فى موسم 1958 / 1959م.
النجم اليمني علي محسن
وكان علي محسن في الثامنة عشرة من عمرة وسجل النجم الصغير أول أهدافه في مسابقة الدوري في مرمى نادي طنطا، وشهدت بطولة كأس مصر موسم 1958 / 1959م بداية التألق والنجومية لعلي محسن حيث استطاع أن يقود الفريق الأبيض للفوز بلقب كأس مصر بعد أن تغلب في المباراة النهائية على منافسه التقليدي النادي الأهلي بهدفين مقابل هدف واحد على ملعب الترسانة وقد سجل علي محسن هدفاً من هدفي الفوز الزملكاوي.
في موسم 1959 / 1960م شارك النجم اليمني المتألق مع نجوم القلعة البيضاء الكبار في تذوق نادي الزمالك طعم بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه بعد مرور 9 مواسم من عمر المسابقة وفاز الزمالك باللقب بعد صراع ومنافسة قوية من شواكيش الترسانة.
ولم يكتف أصحاب القميص الأبيض بالدوري بل فازوا أيضا ببطولة كأس مصر بعد الفوز في نهائي الكأس على النادي الأولمبي السكندري بثلاثة أهداف مقابل هدفين وسجل علي محسن هدفين من أهداف فريقه الثلاثة ليجمع الزمالك بين الدوري والكأس وهي المرة الأولى التي يجمع فيها الفريق الأبيض بين البطولتين.
علي محسن مع الزمالك
بلغ علي محسن ذروة تألقه الكروي في موسم 1960 / 1961م عندما حقق لقب هداف الدوري المصري برصيد 16 هدفاً ومن أشهر المباريات التي خاضها علي محسن في هذا الموسم الذي خسر فريق الزمالك خلاله لقب بطولة الدوري لقاء قمة الكرة المصرية والعربية الأهلي والزمالك الذي أقيم في الأسبوع الرابع عشر من عمر المسابقة الذي تفوق فيه نجوم القبيلة البيضاء على الشياطين الحمر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وكانت هذه هي أول هزيمة للنادي الأهلي في ذلك الموسم وكان النجم علي محسن قد افتتح أهداف فريقه في هذه المباراة في الدقيقة الأولى.
وبعد تألق علي محسن الكبير وظهوره بشكل أكثر من رائع طالب الشارع الرياضي المصري بمنحه الجنسية المصرية لكنه رفضها معتذرا بتمسكه بجنسيته اليمنية وبسبب حبه وولائه لليمن رغم عدم حصوله على الجنسية المصرية، إلا أن موهبة ومهارة وأسلوب علي محسن في اللعب أجبرت مدرب منتخب مصر بال تيتكوس على ضمه لصفوف الفراعنة في لقاء المجر الودي الذي أقيم يوم 17 فبراير 1961م والذي خسره الفريق المصري بهدفين نظيفين.
في موسم 1963 / 1964م حصل نادي الزمالك على لقب بطولة الدوري للمرة الثانية في تاريخه وخرجت جماهير القبيلة البيضاء تهتف لأول مرة هتافها الذي أصبح الأشهر (يا زمالك يا مدرسة … لعب وفن وهندسة) وذلك بفضل كتيبة من النجوم الأفذاذ يأتي على رأسهم ابن اليمن علي محسن الذي صال وجال في ذلك الموسم وأحرز 7 أهداف لفريقه ساهم بها في فوز فريقه باللقب.
علي محسن نجم الزمالك
من الذكريات الطريفة التي لا تنسى في هذا الموسم أيضا عندما التقى نادي الزمالك مع نادي طنطا في الأسبوع العشرين وفاز الفريق الأبيض بهدفين سجلهما علي محسن كانا السبب في هبوط نادي طنطا إلى الدرجة الثانية وظل جمهور أبناء السيد البدوي يهتف ويردد (ليه يا علي ليه .. نزلت طنطا ليه).
بعد عودته من الاحتراف والتألق في صفوف الزمالك المصري أعلن علي محسن اعتزاله كرة القدم وهو في السادسة والعشرين من عمره رغم تلقيه عرضا للعب في احد الأندية الكويتية واتجه علي محسن إلى التدريب حيث قام بتدريب نادي الهلال في اليمن ووصل به من نادي درجة ثانية إلى نهائي الدوري اليمنى ثم نادي الشعب (شباب التواهي في ذلك الوقت) ثم نادي الميناء إلى أن تولى الإشراف على منتخب اليمن.
علي محسن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة