شهدت الكرة المصرية العديد من المواهب الكروية التى تميز معدنها بأنه كالذهب لا يصدأ مهما تغير الزمن، فلا يمكن أن تسقط من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة أسماؤهم، بفضل الأداء الرجولى والمهارى الذى قدموه على مدار تاريخهم على المستطيل الأخضر.
محمد عبد اللطيف نجم نادى الزمالك السابق، أحد هذه المواهب الكروية، فى أسرة أهلاوية ولد حمادة عبد اللطيف فى 22 مايو 1963، ومثل أغلب لاعبى جيله لعب عبد اللطيف الكرة الشراب فى منطقة بين السرايات ليبدع ويظهر موهبة فذة فى المراوغه جعلته حديث كل جيرانه وأهالى منطقته الذى كان من بينهم شخص يدعى محمود فوزى، والذى كان يلعب فى الزمالك آنذاك وكان صديقا لشقيق حمادة الأكبر هشام وعرض عليه الذهاب لاختبارات الزمالك وبالفعل رحب حمادة بالعرض.
ذهب حمادة طلبة إلى اختبارات مدرسة الكره بالزمالك عام 1977 وعمره لم يتجاوز الـ14 عاماً ليفاجئ المشرفين على الاختبارات بموهبة أسطورية جعلتهم يوقعون عقود انضمامه فورا إلى الزمالك.
لعب عبد اللطيف مع فريق تحت 15 سنه حيث ذاع صيته فى النادى للدرجه التى جعلت الراحل محمد حسن حلمى يستيقظ مبكرا ويذهب للنادى لمشاهدة مباريات حماده عبد اللطيف والاستمتاع بموهبته الخارقه التى تفوق حد التصور حتى أطلق عليه زملائه والجماهير البيضاء لقب الحاوى وهو فى سن الـ15عاما ليظل اللقب ملازما له.
البداية الحقيقة لحمادة عبد اللطيف مع الزمالك كانت 1982 مع المدرب اليوغسلافى فيسوفيتش الذى بدأ الدفع به فى سن التاسعة عشرة فى مباراة المنيا، وتحول بعدها لنجم فوق العادة بعد أن خطف الأضواء من أساطير الزمالك حسن شحاتة وفاروق جعفر وأحمد عبد الحليم.
حاز الحاوى مع الزمالك العديد من البطولات، أبرزها لقب الدورى مرتين عامى 1983/1984 و1987/1988، وهو الموسم الذى حصلوا فيه على ثنائية الدورى والكأس الذى حصل عليه الموسم الذى سبقه أيضًا، ليكون حاصدا للقبى دورى ومثلهما للكأس، بالإضافة إلى أنه حصل على بطولتى دورى أبطال أفريقيا عامى 1984، و1986، بجانب البطولة الأفروآسيوية عام 1988.
تلقى الحاوى عرضاً للاحتراف فى باريس سان جيرمان بطل الدورى الفرنسى وقتها عن طريق مدربه الفرنسى كلود لوروا المدير الفنى لكانون ياوندى الكاميرونى، إلا أن الزمالك رفض الاستغناء عن موهبة الحاوى.
ورغم الموهبة الفذة وإمكانية احترافه إلا أن الحاوى لم يكن له نصيب مع المنتخب المصرى، خاصة مع تولي محمود الجوهرى مقاليد الأمور 1988 قبل تصفيات مونديال 1990، والتي شهدت عنفوان توهج موهبة حمادة عبد اللطيف، بعد أن حصد الثنائية المصرية وبطولة الأفروآسيوية عام 1988 ويستبعده من حساباته تماماً
بعد المونديال لم يتحمل الحاوى اللعب فى مصر لينتقل إلى مرباط العمانى عام 1991، ويلعب له موسمًا واحدًا، ثم يرغب في العودة ولكنه لم يجد له مكانًا في الزمالك الذي كان يُدربه الاسكتلندي ديف مكاي، ثم يرحل للنجمة اللبناني مع عصام بهيج وتستقبله الجماهير استقبال تاريخي ويوقع على عقد بشرط جزائي 100 ألف دولار عام 1992.
وفى نهاية الرحلة تلقى الحاوى عروضاً من الأهلى والإسماعيلى والمصرى، إلا أن عبد اللطيف رفض حباً فى العودة للزمالك، إلا أن الشرط الجزائى لعب دور البطولة فى منع عودته للقلعة البيضاء ليعلن اعتزاله للساحرة المستديرة.