أعلن رئيس الوزراء اللبنانى حسان دياب إنهاء حالة الإغلاق العام التى اعتمدتها حكومة بلاده للحد من انتشار فيروس كورونا، واحتواء الوباء، وذلك ابتداء من الغد، وفق خطة مرحلية تقوم على التدرج، ودعا دياب - في كلمة تلفزيونية اليوم الأحد، المواطنين اللبنانيين إلى التزام أقصى درجات الوقاية والحماية حرصا على عدم انتشار الوباء، لافتا إلى أن الحكومة ستلجأ إلى اعتماد سياسة "العزل الصحي" للمناطق أو الأحياء التي تُسجل فيها نسبة إصابات أعلى بالفيروس.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، إن اللبنانيين مطالبون بالتعامل مع إعادة فتح البلاد بعناية شديدة، وأن يكونوا شركاء في تحمل المسئولية عبر الالتزام بالإجراءات والتدابير الصحية والوقائية وعدم المغامرة بأرواحهم وأرواح عائلاتهم وأرواح الناس، لاسيما وأن لبنان لا يزال في مرحلة خطرة وشديدة الحساسية.
وأضاف: "ندرك أن الاستمرار بإغلاق البلد تنتج عنه تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة.. ونحن نحاول قدر الإمكان تخفيف تلك التداعيات".وتابع قائلا "أزمة فيروس كورونا ستمتد الى فترة طويلة، وهي تُهدد بحصد أرواح أحبائنا، ويمكن أن تكون الموجة الثانية أسوأ من ذروة المرحلة الأولى، ولا نريد أن تتحول هذه المرحلة إلى كابوس، ولن نقبل أن يدفع اللبنانيون جميعا ثمن عدم مسئولية ولا مبالاة البعض".
وأكد دياب أن الالتزام المجتمعي سيؤدي حتما إلى الانتصار على الفيروس، وبالتالي إلى الاستمرار بخطة إعادة فتح البلاد في المراحل التالية.
وأشار إلى أن لبنان استطاع أن يعبر جانبا كبيرا من أزمة "كورونا" بأقل قدر من الخسائر، وأن الدولة كادت أن تقع في المحظور قبل أسبوع نتيجة عدم التزام بعض المناطق بالإجراءات الوقائية والصحية.. مضيفا: "بكل أسف هناك من يغامر بروحه ويستخف بأرواح الناس".
وشدد على أن اللبنانيين يجب أن يتحلوا باليقظة وأن يحافظوا على التباعد الاجتماعي مع الالتزام بإرشادات الوقاية والحماية من أجل الحفاظ على المجتمع وعدم إضاعة التضحيات التي تكبدتها الدولة والمجتمع خلال فترة الإغلاق العام.
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية أن بلاده نجحت حتى الآن في البقاء بمرحلة احتواء تفشي الفيروس منذ بداية الجائحة، وأن هدف الحكومة هو البقاء في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن التجربة اللبنانية في التعامل مع الأزمة والاستجابة لها كانت محل إعجاب وإشادة دولية، ويُستشهد بها كنموذج يجب أن يُحتذى به.
وكان وزير الصحة اللبناني حمد حسن، أكد أن لبنان أصبح لديها مناعة صحية وطنية على أعلى المستويات ضد فيروس كورونا، مشيرا إلى أنه تم رفع جهوزية المستشفيات الحكومية جراء الفيروس، قائلا: لا يمكننا الانتقال من الاقفال إلى الحياة الطبيعية إلا بمرحلة انتقالية.
وأضاف وزير الصحة اللبناني: خلال الفترة الماضية كسبنا الوقت ورفعنا من جهوزية المستشفيات الحكومية، وأصبح لدينا مناعة صحية ووطنية على أعلى المستويات ضد الفيروس، وقد سمحنا باستعمال الفحص السريع خلال الحملات بالمناطق، موضحا أنه إذا أصبحت لدينا مناعة تدريجية على فيروس كورونا فهذا أمر جيد، والمطلوب حاليا الالتزام بالتعبئة العامة والتدرج وصولا إلى الحياة الطبيعية.
وأضاف، وفق " روسيا اليوم " خلال تفقده نقطة المصنع الحدودية مع سوريا بعد تقديم السفارة الصينية في بيروت جهازا حراريا لمركز المصنع، الذي شهد في الأيام الماضية عودة دفعة من المغتربين اللبنانيين، أنه سيطلب "من رئيس مجلس الوزراء والحكومة باتخاذ قرار لإقفال البلد 48 ساعة لاستكمال أو إعادة إجراء الفحوصات في مختلف المناطق اللبنانية، والتي خفّت وتيرتها في الأسبوع الأخير نتيجة المرحلة الثانية من عودة المغترب اللبناني".
وشكر وزير الصحة الصين على دعمها، لما لهذا الجهاز من أهمية، مشيرا إلى أنها ليست المبادرة الأولى من الصين وتأتي ضمن التعاون الوثيق بين الدولتين.