"مزاد الخير فى زمن الكورونا"..يمكن لهذا العنوان الدال أن يكون شعار هذه المرحلة التى تمر بها مصر، بالتزامن مع ما تشهده عدد كبير من المحافظات لإطلاق المبادرات المجتمعية للمساهمة مع جهود الدولة فى مواجهة انتشار فيروس كورونا.
حيث بادرت عدد من المؤسسات الشعبية ومنظمات المجتمع المدنى بالإضافة إلى رجال الأعمال ورواد الخير، فى التسارع لتجهيز المستشفيات الحكومية وأماكن العزل الصحى لمصابى فيروس كورونا بالمستلزمات الطبية؛ وكذلك إقامة بوابات التعقيم بكافة المصالح الحكومية ووصل الأمر إلى أن يقوم عدد من المواطنين بالتبرع بمنازلهم ودواوين عائلتهم لتخصيصها كأماكن للعزل المنزلى للمصابين بفيروس كورونا.
ففى الأقصر، أطلق عدد من الشباب مبادرة جديدة لحث كبار العائلات على فتح دواوينهم فى القرى والنجوع وذلك لعزل المصابين الذين تقرر عزلهم منزلياً داخل تلك الدواوين، لضمان بعدهم عن المنازل الصغيرة التى لا تحوى أكثر من غرفتين أو غرفة واحدة وهى المبنية بالطوب اللبن وغيرها، ما يدل على التكافل الاجتماعى بين المواطنين لدعم فترة علاج المصابين بكورونا.
وقال أحمد حامد ابن قرية الرزيقات بمدينة أرمنت، أنه مستعد لفتح ديوان عائلته "آل حامد" بالقرية لخدمة أى مصاب بكورونا يتقرر عزله داخل قريته وذلك لخدمته، مؤكداً أنه ومجموعة من شباب الأقصر أطلقوا خلال الأيام الماضية مقترح مبادرة باستغلال دواوين العائلات المنتشرة فى مراكز وقرى المحافظة، وتحويلها إلى مناطق للعزل المنزلى للمصابين بفيروس كورونا، وذلك تماشيًا مع بروتوكول وزارة الصحة والسكان الجديد، بعزل المرضى منزلياً وإمدادهم بالأدوية والعلاجات الطبية مجاناً داخل تلك الدواوين.
وأضاف تلك المبادرة تستهدف دواوين العائلات المنتشرة فى القرى التى تعد الاختيار الأنسب والأفضل لعزل المصابين ذوى الأعراض البسيطة، حيث انها تحتوى تلك الدواوين الخاصة بالعائلات على مساحات شاسعة وبها تهوية مميزة تخدم الجميع وبالأخص المرضى، وهو ما يساهم فى توفير عامل التباعد بين المرضى، وجميع الدواوين الخاصة بالعائلات بها أثاث متكامل ومراوح وكذلك مكيفات للهواء، ومزودة بكافة وسائل المعيشة من مياه شرب وأكثر من دورة مياه لخدمة أكثر من شخص بنفس المكان، مؤكداً على أن فتح دواوين العائلات أمام المصابين لعزلهم داخلها يساهم فى تقليل الضغط على المستشفيات ويوفر رعاية صحية وتباعد اجتماعى مميز للغاية.
وفى الشرقية ضرب مواطنين من مشتول السوق وبلبيس والحسينية، أروع الأمثلة فى التكاتف الشعبى فى وقت الأزمات وتبرعوا بمنزلهم لاستخدامها كمقر لعزل مرضى فيروس كورونا.
ففى مشتول السوق سلم مواطن رفض ذكر اسمه، فيلته الخاصة قرر تقديم الفيلا الخاصة به كمقر للعزل الطبى لمرضى فيرس كورونا وهى مكونه من ثلاث طوابق بحديقة على مساحة ألف متر وجيدة التهوية.
وقام بتكوين لجنة من رامى رفعت وأحمد حبيب وآخرين، لتولى الإشراف على تجهيز الفيلا بالأسرة والمستلزمات الطبية، التى تسع 30 سرير وصاله للترفيه، وتتطوع بعضهم لتقديم الرعاية لخدمة وآخرين لتوفير الوجبات من المقرر أن تتولى مباشره الحالات المتوقع حجزها.
كما عاين اللواء سامى علام رئيس مجلس مدينه بلبيس، منزلين تبرعا بهما مواطنان من قريتى الجوسق وشبرا النخلة، كمقر لعزل مرضى فيروس كورونا، وتوجهت اللجنة برئاسة رئيس المدينة ونوابه، ووكيل الإدارة الصحية، لمعاينة المبنى الذى يجرى تجهيزه بقرية الجوسق، للعمدة أحمد حجازى، وقد أعربت اللجنة عن تقبلها للمبنى بصورة مبدئية وجار عرض الأمر على الجهات العليا لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كما تفقدت اللجنة منزل يخص زينات الشاويش بقرية شبرا النخلة، والتى سبق أعلنت عن استعدادها لتحوله إلى مكان لعزل إلا أن اللجنة رفضت المكان لوجوده داخل الكتلة السكنية بالقرية.
وفى سياق متصل، قال علاء الشبراوى من الحسينية، أنه توجد ثلاث مستشفيات تكاملية غير مستغلة مثل مستشفى قرية شرارة، ومستشفى قرية بحر البقر ومستشفى منشأة أبو عامر ومجهزين بالتجهيزات اللازمة والأهالى على استعداد لاستكمال باقى التجهيزات الطبية، لاستخدامها كمقار للعزل الطبى لمرضى فيرس كورونا، مناشد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، دارسة المقترح لتخفيف على مستشفى الحسينية المركزى ومستشفى العزل بفاقوس، بعد زيادة عدد الحالات بالمركز وعدم توافر أماكن بالمستشفيات لاستيعاب الأعداد.
كانت خصصت مديرتى التربية والتعليم والشباب بمحافظة الشرقية، 107 مدارس ومراكز شباب كمقر للعزل الطبى لمرضى فيرس كورونا تحت الاحتياط من أبرزهم مدرسة المتفوقين فى الزقازيق ومركز شباب ناصر ووحدة الأمومة والطفولة.
وأكد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، أن المقار المقترحة فحصت، وتم التأكد من مطابقتها للمواصفات بحيث تكون جيدة التهوية والبنية التحتية سليمة، سيتم وضعها فى قائمة وفور الحاجة إليها فى سيتم تجهيزها بالتجهيزات الطبية، والأسرة والمراوح والمطهرات وغيرها من مستلزمات.
وخصصت وزارة الصحة، 25 مستشفى عاما ومركزيا بمحافظة الشرقية، لاستقبال جميع الحالات المشتبه إصابتها بفيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" مشيرة إلى أنه سوف يتم الانتهاء من ذلك أول يونيو المقبل، ضمن تحديث تطبيق "صحة مصر" الذى يضم الخريطة التفاعلية لأسماء وعناوين المستشفيات التى خصصتها الوزارة.
وفى البحيرة دشن عدد من رجال الأعمال مبادرات لتوفير أجهزة PCR للكشف عن فيروس كورونا وكذلك أجهزة التنفس الصناعى وبوابات التعقيم والمستلزمات الطبية المختلف، وساهم فى أعمال تلك المبادرات المهندس سمير قاسم رئيس جمعية مستثمرى صناعة الغزل والنسيج بكفر الدوار ورجل الأعمال محمود أشرف أبو النصر ورجل الأعمال علاء نوفل بمدينة دمنهور.
وفى هذا السياق دشن حزب حماة وطن بالبحيرة، أول مبادرة طبية لإقامة بوابات التعقيم فى المصالح الحكومية وكذلك بوابات تعقيم بمنافذ صرف المعاشات بالمراكز المختلفة، وذلك لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وأكد محمود أشرف أبو النصر، أمين مساعد حزب حماة وطن، تكثيف الجهود للمساهمة الفعالة فى خطة الدولة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، مضيفا أنه تم تنظيم حملات طبية موسعة داخل مقرات صرف المعاشات بالمراكز المختلفة تحت إشراف طبى متميز لتطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بالأمراض والأوبئة.
وأوضح أمين مساعد حزب حماة وطن، أن الحملات الطبية تتضمن تجهيز طواقم صحية ومعامل متنقلة لإجراء التحاليل اللازمة للأمراض المزمنة وتوزيع "الكمامات" على المواطنين.
وأشار أبو النصر، إلى إقامة بوابات تعقيم لأول مرة فى المحافظة لتطهير المترددين على مقرات صرف المعاشات والمصالح الحكومية لمنع انتشار الأوبئة ودعمها بالمستلزمات الطبية اللازمة، لافتا إلى أنه سيتم تجهيز عدة بوابات للتعقيم لوضعها فى الأماكن الحيوية مثل ديوان عام محافظة البحيرة ومقر مديرية الأمن.
من جانبه أكد اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة على دور المشاركة المجتمعية للمؤسسات والشركات وأهل الخير للمشاركة فى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين فى شتى القطاعات وخاصة قطاع الصحة من خلال توفير الأجهزة والمعدات والمستلزمات اللازمة لتطوير ورفع كفاءة المستشفيات وتلبية احتياجات المواطنين ومساندة الجهود والإجراءات الاحترازية التى تقوم بها الدولة فى مواجهة انتشار فيروس كورونا.
مشيرا إلى توفير 24 جهاز تنفس صناعى من خلال المشاركات المجتمعية ورجال الأعمال وذلك لرفع كفاءة وحدات العناية المركزة لمواجهة فيروس كورونا المستجد ليصبح إجمالى عدد أجهزة التنفس الصناعى بالمحافظة 415 جهازا.
وأضاف أنه تم ترميم غرفتين عمليات لمستشفى كفر الدوار المركزى وتوريد 25 جهازا لتشغيل غرف العمليات، وكذلك تم التبرع بعدد 2 وحدة كابينة بيولوجيه لتشغيل وحدة PCR على أعلى مستوى لتقديم خدمات صحية متميزة لمستشفى كفر الدوار المركزى ومستشفى دمنهور التعليمى والتبرع بمستلزمات ومعدات طبية لمستشفى كفر الدوار المركزى بمبلغ مليون و200 ألف جنيه.
وأوضح محافظ البحيرة أنه تم تدعيم مستشفى دمنهور التعليمى بوحدة PCR، كما تم تجهيز ورفع كفاءة وحدتين PCR على أعلى مستوى الأولى بمستشفى كفر الدوار المركزى، والثانية بمستشفى حميات دمنهور، بالإضافة لعدد 2 وحدة PCR بالمعمل المشترك، لتصبح محافظة البحيرة تضم عدد 5 أجهزة PCR.
لافتا إلى أن وحدة الــ PCR قادرة على إجراء 200 تحليل يومياً، وبذلك تصبح المحافظة لديها القدرة على إجراء ألف تحليل يومياً لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وفى القليوبية تبرع أحد المواطنين بمنزله وتخصيصه للعزل المنزلى لمصابى فيروس كورونا.
وقال أحمد الشاذلى مدير عام التعليم إنه فى إطار حرصه على خدمة أهالى قريته الجزيرة وقرى الوحدة المحلية لمجلس قروى إكياد دجوى تقدم بطلب رسميا للواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية يعلن فيه التبرع بمنزله بقرية طنط الجزيرة مركز طوخ بالقليوبية، وتحويله لمقر عزل لمصابى فيروس كورونا المستجد من أهالى القرية والقرى المجاورة بطاقة 30 سريرا، إلى جانب التبرع بتكلفة الإقامة والتجهيزات والأدوية،
وأكد ابن قرية الجزيرة، أن تبرعه يأتى فى إطار رد الجميل لأهل قريته وقرى الوحدة المحلية، ومساهمة فى الظروف الاقتصادية التى تمر بها الدولة إثر هذا الوباء، قائلاً: "بساعد بلدى وبرد الجميل لأهالينا"، مشيرا إلى أنه أمام كل هذا قرر تخصيص المنزل مكانا للعزل للحالات المصابة مؤقتا، التى ظهر تحليلها إيجابيا، موضحا أن المنزل يقع أمام مركز الشباب، ويسع 30 سريرا، مؤكدا أنه على استعداد لتحمل جميع نفقات العلاج للمصابين على نفقته الخاصة، حتى يمن الله عليهم بالشفاء.
وأكد، أن هذا العمل ليس من باب المفاخرة، ولكن ابتغاء وجه الله، حتى يرفع عنا البلاء، موضحا أنه مقيم بمنزل آخر له بمدينة بنها بالقليوبية، ومنزله بالقرية أمام مركز شباب القرية، وأنه قام بالانتهاء من أعمال تشطيبات منذ حوالى أشهر ولم يسكن فيه هو وأسرته، ومكون من طابقين بكل طابق غرف وصالة ومطبخان وحمامان، وأنه على استعداد لتوفير الأسرة اللازمة لتحويله لعزل صحى.
واستطرد، أن الثقافة الصحية للمواطنين بالقرى تكاد تكون منعدمة وهذا صدر مشاكل كبيرة للدولة، وارتفعت نسبة الإصابات بالقرى، مشيرا إلى أنه عرض الأمر على أهل القرية ورحبوا به بشكل كبير، قائلا: "أنا عاوز أساعد أهلى ولازم الجميع يتكاتف من أجل عبور تلك الأزمات التى حلت بالعالم كله، وفى الشدائد تظهر معادن الرجال ومصر تمتلئ بأبنائها المخلصون".
فيما أعلن محمد رجب أحد أبناء قرية طنط الجزيرة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، تبرعه بمنزلين يمتلكهما بالقرية وسيارة، لخدمة المصابين والمشتبه فى إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وأوضح "رجب"، أن المنزلين يقعان بعيدا عن التجمعات السكنية وبالقرب من نهر النيل ويدخل الهواء النقى إليهما كمكان مناسب للعزل، مشيرا إلى تكليف سائقه الخاص بنقل الحالات إلى أقرب مستشفى لمساندة الدولة فى جهودها للقضاء على فيروس كورونا.
وأشار إلى أن الثقافة الصحية بالقرى ضعيفة والعزل المنزلى لا يطبق فى كثير من القرى الذين يعيشون فى شكل عائلات وأسر مشتركة، وبالتالى فكرة العزل داخل المنزل قد لا تطبق، ولكن إذا جرى عزل الشخص المصاب فى مكان مخصص ستكون الأمور أيسر، موضحا أنه سيتقدم بطلب إلى محافظ القليوبية للتبرع بالمنزلين اللذين يستوعبان نحو 100 سرير تقريبا لخدمة القرية والقرى المجاورة لها.
وفى محافظة المنوفية أعلن النائب أحمد الخشن عضو مجلس النواب عن دائرة أشمون بمحافظة المنوفية إلى الإدارة الصحية بأشمون، ب 130 سرير عزل لمرض كورونا والجهات الصحية هى الموكله بتوزيع التبرعات.
وفى محافظة الغربية قررت هناء عبد الحليم، ابنة قرية منشأة الأمراء بمركز المحلة بمحافظة الغربية، التبرع بمنزل مكون من 5 طوابق بالقرية، لإنشاء مستشفى خيرى لخدمة أبناء القرية والقرى والعزب التوابع، تخفيفا عن معاناة الأهالى، بعد إصابتها هى وأفراد أسرتها بفيروس كورونا المستجد.
وقالت هناء عبد الحليم لـ"اليوم السابع" أنها عرضت فكرة التبرع بمنزلها لإنشاء مستشفى خيرى كانت منذ عدة سنوات، وسعت لدى المسئولين لتنفيذ الفكرة على ارض الواقع لتجهيز المستشفى وافتتاحها لخدمة المرضى ولكن كان هناك عائق أمام ذلك، وهو وجود ماكينة طحين بجوار المنزل.
وأضافت أنها تقيم مع أفراد أسرتها بمدينة الشروق بالقاهرة، وظهرت عليها وعلى أفراد أسرتها أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ويخضعون للعزل المنزلى، وأصرت على التبرع بالمنزل والمقام على مساحة كبيرة، لإنشاء مستشفى خيرى كبير يخدم أهالى قريتها والقرى والعزب التابعة لها.
وأكدت أنها لا تحتاج للمنزل وأنها حريصة على خدمة أهالى قريتها وتقديم جزء بسيط لهم وهو إقامة مستشفى خيرى يقدم خدمة طبية لهم، مطالبة المسئولين بوزارة الصحة ومحافظ الغربية، بالتدخل وإنهاء إجراءات إقامة المستشفى، حتى يتحقق حلم إقامة مستشفى خيرى للقرية، لتخفيف عبء التنقل من القرية للمستشفى العام بالمحلة أو المستشفيات الخاصة والتى تحتاج تكاليف باهظة لكى يدخل المريض بها.