الاسم "قبطى" والدم "مسلم".. حكاية راعى كنيسة متعافى كورونا بتبرع من "محمد".. القمص بيشوى دخل العناية وخرج بفضل تجربة البلازما.. المتبرع: لم أتردد لحظة ولو طلبوا أكثر من ذلك لأعطيتهم..وبيشوى: محمد شفى جراح رئتى

الخميس، 18 يونيو 2020 08:00 م
الاسم "قبطى" والدم "مسلم".. حكاية راعى كنيسة متعافى كورونا بتبرع من "محمد".. القمص بيشوى دخل العناية وخرج بفضل تجربة البلازما.. المتبرع: لم أتردد لحظة ولو طلبوا أكثر من ذلك لأعطيتهم..وبيشوى: محمد شفى جراح رئتى القمص بيشوى ومحمد المتبرع بالبلازما
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى قصة إنسانية تتجسد فيها روح الوحدة الوطنية، بكافة معانيها الحقيقية، وتظهر فيها بطولات هذا الشعب المصرى الذى تكاتف من أجل سلامة أراضية وسلامة أبناء هذا الوطن.

راعى-الكنيسة-(1)

وتتجلى الروح الوطنية فى حرص أسرة مسلمة صاحبها يدعى "محمد عبد الفتاح" على إنقاذ حياة مريض قبطى لم تجمع بينهم ديانة أو صلة قرابة أو حتى جيرة، لكن الطرفان من محافظتين مختلفتين، ورغم ذلك بادر صاحب الأسرة المسلمة لإنقاذ حياة القمص القبطى من خلال التبرع ببلازما الدم وهو العلاج الذى يستخدم فى إنقاذ أرواح مصابى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".

ويسلط "اليوم السابع" الضوء للمرة الثانية على هذه القصة خاصة بعد خروج المريض القبطى راعى الكنيسة عقب تماثله للشفاء تماماً ومغادرة مستشفى الحجر الصحى بمحافظة أسوان عائداً إلى محل إقامته بمحافظة قنا، بعد أن كان يتلقى العلاج داخل غرفة العناية المركزة بالحجر الصحى لمصابى فيروس كورونا.

القمص بيشوى بعد شفائه من كورونا: محمد تبرع بالبلازما بسرور وشفى جراح رئتى

قال القمص بيشوى بعد تعافيه من كورونا وعلاجه ببلازما تبرع بها مسلم: "أنا بقيت فى المستشفى لمدة شهر فى المستشفى طبقوا معى البروتوكول العلاجى، وكانت حالتى حرجة لأننى مصاب بالضغط ولدى كلية واحدة وسنى كبير أنا 71 عاما ووجدوا أن حالتى تحتاج إلى بلازما ووجدوا الأستاذ محمد عبد الفتاح والذى قبل التبرع بسرور وكان صائما، وقال الساعة 3 فى رمضان ووصل قبلى إلى المستشفى وكان يسأل عنى كل شوية".

وأضاف، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى وائل الإبراشى ببرنامج التاسعة المذاع على القناة الأولى بالتليفزيون المصرى: وتحسنت الحمد لله بعده بقليل وتأرجحت النتيجة بين الإيجابية والسلبية، ولابد أن أشير إلى أنهم احتاجوا لبلازما مرة أخرى وكانت زوجة محمد عبد الفتاح متعافية هى الأخرى جاءت إلى المستشفى وتبرعت، وأنا أحيى هذه الأسرة المصرية صاحبة الدم الحلو الذى لا يعرف سوى الحب، والدم هو حياة، وعندما سرى الدم المصرى فى عروقى شفى جراح رئتى.

وتابع: أنا بقول لكل المصريين إن هذا مثال رائع للأسرة المصرية الأصيلة وأقول رجاء محبة لكل واحد أنعم عليه الله بالشفاء أن ينقذ حياة الآخرين وألا يبخل، وياريت يا كل المصريين نخلى قلوبنا على بعض ونساعد الدولة والرئيس فى اتباع الإرشادات التى تحمينا من الوباء والمرض وحياة الإنسان غير مضمونة.

وقالت ابنته الدكتورة إيرينى بيشوى: البيت امتلأ سعادة ونشكر الله ونشكر الطاقم الطبى وياريت نحاول أن نساعد الطواقم الطبية، وأقول لمحمد عبد الفتاح أشكرك جدا جدا وأشكر روحك الأصيلة وأنت أخ للأسرة كلها ونتطلع للقاء فى القريب العاجل.

أما محمد عبد الفتاح عبد العزيز، موظف من محافظة أسوان، يبلغ من العمر 44 سنة، متزوج من أسماء عسران محمد، 35 سنة، ولديه 3 أطفال: "كريم" 9 سنوات، و"فريدة" 6 سنوات، و"سليم" 3 سنوات، كان عائداً من إحدى الدول الأجنبية وبعد عودته للأسف أصيب بمرض "كورونا" المستجد، وانتقلت العدوى إلى زوجته وأولاده، وبعد فترة قضاها فى الحجر الصحى بمستشفى أسوان التخصصى خرج برفقة زوجته وأولاده وعادا مرة أخرى لممارسة حياتهما الطبيعية يوم 8 أبريل الماضى.

يتحدث "محمد" عن نفسه قائلاً: تلقيت اتصالاً من إحدى الممرضات بمستشفى العزل فى أسوان، وتعرض علىّ فكرة التبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض بالعناية المركزة عن طريق استخدام طريقة العلاج المستحدثة وهى "بلازما الدم"، وما كان منى إلا أننى وافقت بدون تردد وتوجهت مباشرة إلى مستشفى أسوان الجامعى لسحب العينات والتبرع بداخلها ثم نقل الدم بعد التأكد من صلاحيته إلى مستشفى الحجر الصحى.

وتابع "عبد الفتاح"، بأن فصيلة دمه B+ وتم سحب دم منه بقدر كيس دم كامل تقريباً 650 سنتيمتر، وبعد مرور ساعة اتصل عليه الطبيب المختص ليخبره أن نتائج العينات جميعها سليمة تماماً وخالية من فيروس كورونا ومن باقى الأمراض وسيتم استخدامها فى علاج مريض قبطى يدعى "القمص بيشوى ويا" من محافظة قنا، والذى دخل الحجر الصحى بتاريخ 26 أبريل الماضى، بعد إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته الصحية.

وأكد صاحب الموقف الشهم، أن نتائج تبرعه نجحت فى إنقاذ القمص القبطى، الذى لم يكن ينظر إلى أى انتماءات دينية مقابل إنقاذ حياة مريض خاصة أنه عاش وأسرته فترة صعبة داخل الحجر الصحى وخرج من هذه المحنة بسلام هو وأسرته، بعد أن شاهد معاملة الأطباء والتمريض والعاملين فى العزل لهم، وبالتالى لم يكن يتأخر عن أى طلب يطلبه منه هؤلاء الأطباء، وعلقا قائلاً: "لو طلبوا أكثر من ذلك لأعطيتهم".

وأشارت زوجته أسماء عسران محمد، 35 سنة، إلى أن موقفها لم يختلف تماماً عن زوجها بعد أن تلقيا اتصالاً جديداً من إدارة المستشفى تبدى فيه الرغبة بأخذ عينات تبرع من الزوجة أيضاً والتى تأتى فصيلة دمها بنوع A+، وهو ما قابلته بترحيب شديد، ورغم أن الحالة الثانية كانت متأخرة بسبب تقدم السن وإصابتها بأمراض مزمنة وتوفيت أثناء محاولة علاجها، إلا أنها كانت محاولة من الزوجة ومن إدارة المستشفى لإنقاذ حياة المرضى، باعتبارهما أول المتبرعين بالدم لتجربة علاج الـ"بلازما" الجديد.

ووجهت الأسرة الأسوانية، النصيحة لكل المتعافين من "كورونا"، أن يبادروا فى التبرع لعلاج "البلازما" ولا يبخلوا على المرضى أن بإنقاذ أرواحهم، لأنه قد يكون سبباً لحياة شخص آخر، وخاصة أن التبرع بالدم له فوائد عديدة ويساعد الجسم على تجديد خلايا الدم، ولم يكن منه أى أضرار على جسم المتبرع.

راعى-الكنيسة-(4)

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى أبو المجد، مدير إدارة الطب الوقائى بأسوان، لـ"اليوم السابع"، أن تجربة "محمد عبد الفتاح" وزوجته، هى أولى التجارب داخل محافظة أسوان لعلاج البلازما، ونجحت تماماً مع المريض الأول "القمص بيشوى"، مؤكداً أن مديرية الصحة بأسوان بإشراف الدكتور إيهاب حنفى، وكيل وزارة الصحة، تبذل قصارى جهدها لتقديم الرعاية الصحية لمرضى كورونا المستجد كوفيد 19، وبشتى السبل الممكنة، لافتاً إلى أن تجربة البلازما تم تطبيقها فى عدد من مستشفيات الحجر الصحى بأنحاء الجمهورية.

وفى السياق ذاته، أوضح الدكتور نجيب نجيب، مدير إدارة الطب الوقائى بأسوان، أن تجربة "عبد الفتاح" وزوجته هى الأولى بأسوان بعد تبرعهما بعينات دم بلازما، وذلك لمساهمة فى علاج الحالات الحرجة المصابة بالفيروس قاتل، مشيراً إلى أن تلك المتعافيين هم أول أسرة كاملة كانت مصابة بفيروس، قائلاً" عقب تقديم دعوة لهما لم يتأخرا وعلى الفور ذهبا إلى المستشفى وتبرعا بدمهما".

وقال الدكتور "نجيب"، إنهم أول متعافيين يتبرعون بالدم ببلازما "الأجسام المضادة"، داخل المحافظة، وأن الهدف من ذلك هو المساهمة فى تقديم العلاج للمصابين بفيروس كورونا وخاصة هم كانوا أول مصابين بالفيروس داخل المحافظة، لافتاً إلى أن أخذ العينات كانت داخل معمل الدم بمستشفى أسوان الجامعى، وبعد الانتهاء من أخذها على الفور يتم فصلها ويقوموا بذهاب تلك العينات إلى مستشفى الصداقة التخصصى بأسوان "الحجر الصحى"، وتقديمها للمرضى الحالات الحرجة.

راعى-الكنيسة-(2)

وأعرب إدارة الطب الوقائى بمديرية الشئون الصحية بأسوان، أنه حزن جداً عندما تواصل مع بعض المتعافيين لمطالبتهم بتبرع بدمهم صالحة الحالات ولكنهما رفضوا، قائلاً: "أن تلك المتعافيين عانوا من الفيروس ويجب أن يقدموا مساعدة لصالح مصابى الآخرين".

راعى-الكنيسة-(3)

جدير بالذكر أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، قد أعلنت بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافيين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة، وأفادت وزارة الصحة، أنها استخلصت بلازما لعدد من المرضى متعافيين، حيث تم إجراء التحاليل الخاصة بأمان البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى إجراء قياس لمستوى الأجسام المضادة بالبلازما.

 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة