أكد الأب روبرت أريدا خادم كنيسة الثالوث المقدس للروم الأرثوذكس أن العقل والإيمان يتكاملان ولا يحل أحدهما محل الأخر، قائلاً:"بناءً على تاريخنا، من الواضح أنه متأصل بعمق في تقليد الكنيسة الأرثوذكسية، هناك تأكيد على التعايش والترابط الضرورين بين الإيمان والعقل"
وأضاف أريدا:"إنهما معًا يوفران الأساس لتقوى حية يتم التعبير عنها في العبادة الحقيقية. وفيما يلي محاولة لبيان العلاقة المتبادلة بين الإيمان والعقل وكيف أن انفصالهما يدفع المسيحية نحو الأسطورة والخرافة".
وأضاف:"يقول القديس غريغوريوس النازيزي: "الإيمان هو ما يعطي الملىء لمنطقنا". ومع ذلك، من أجل أن يحقق الإيمان منطقنا يجب أن يكون حيًا. يجب إخضاعه للفحص بالعقل بشكل مستمر مثلما يجب أن يعترف العقل بحدوده عندما يُوجد أمام الله المتعالي. وشدد على ضرورة الحفاظ على الإيمان والعقل بتآزر هو الذي يسمح بالتعبير عن اللقاء مع الإله الحي
وتابع: "بدون سبب، الكتاب المقدس كمصدر لا ينضب للوحي لا يمكن أن يكون حيًا ومفهومًا للقارىء. قال القديس هيلاري من بواتييه : "الكتاب المقدس غير موجود في ما يُقرأ، ولكن في ما يُفهم". بدون سبب، لا يمكن أن تكون هناك صيغة إبداعية وتعبير عقائدي يتم الاعتراف بهما في الوقت نفسه على أنهما غير كاملين.
واستكمل: بدون سبب، صفات الثقافة، أي اللغة والفن والأدب والعلوم والفلسفة والتكنولوجيا، لا يمكن تقييمها واستخدامها فيما بعد لإعلان يسوع المسيح. بدون سبب، إيمان الروح المُتسائلة ليس لها وسيلة لتتخطى فحص ما يُفهم خطأً، على أنه حالات من النشوة الروحية التي تغذي حتمًا العواطف المظلمة التي يحكمها الكبرياء وحب الذات. سبب هذا هو المرساة التي تحافظ على "حركات الروح العاطفية" تحت السيطرة (القديس غريغوريوس النيصي).
وأردف: "الإيمان والعقل يشتركان في الزواج الأبدي. وبسبب مرافقة العقل للإيمان في عالم المجهول، فإنه لا يتوقف عن استكشاف وتحليل وتقييم اكتشافات الإيمان التي لا تنتهي. وبالمثل، يمنح الإيمان الامتلاء لمنطقنا، الإيمان يوفر المعرفة التي تتجاوز المنطق ولكنه لا يحل محله.