"الأسطى" شادية، أو دكتور شادية، كما يلقبها زبائنها من كافة أنحاء المحافظة داخل ورشتها المشهورة بشارع الأتوبيس القديم، أحد أقدم شوارع مدينة بنى سويف.
ورغم من كونها ليست من سكان منطقة شارع الأتوبيس القديم، فإن أهالى المنطقة يعتبرونها واحده منهم، حيث تعمل فى الورشة منذ 38 عاما وقت أن كانت فى العاشرة من عمرها.
البحث عن الأسطى شادية ليس بالصعوبة البالغة، فالجميع يعرف ورشة "هندسة النصر" لتصليح جميع أنواع ماكينات الخياطة الأقدم على مستوى محافظة بنى سويف.
وداخل هندسة النصر جلست الأسطى شادية داخل الورشة تحاول إصلاح إحدى ماكينات الخياطة التى توجد أمامها وفى دقائق قليلة تحولت الماكينة المعطلة إلى ماكينة تعمل وبحالة جيدة.
تحدثت الأسطى، شادية سعد رزق الله لـ"اليوم السابع"، قائلة "اسمى الحقيقى مريم لكن أبويا هو اللى كان بينادينى باسم شادية داخل الورشة واشتهرت بالاسم ده، وبحب اسم شادية واسم مريم لكن اسم شادية وهو اسم الشهرة اللى بنى سويف كلها تعرفنى بيه".
وروت الأسطى شادية، قصة حياتها قائلة: "أعمل فى ورشة هندسة النصر التى كان يمتلكها والدى منذ 38 عاما، وكان عمرى وقتها عشر أعوام ، وتعلمت المهنة من صغرى على يد والدى، مشيرة إلى أن والدها كان متأكد من كونها ستكون من أفضل المتخصصين فى مجال إصلاح ماكينات الخياطة فى محافظة بنى سويف".
وقالت الأسطى شادية : "تعلمت وتربيت داخل ورشة والدى، ولم أذهب إلى المدرسة لأنى كنت أعشق مهنة تصليح ماكينات الخياطة، وكنت أقف مع والدى لأتعلم منه طريقة إصلاح كافة ماكينات الخياطة ، متابعة : "كنت أنتظر البقشيش من الزبائن وأول فلوس مسكتها من المهنة كانت شلن خمس قروش".
وتابعت شادية، تعرفت على زوجى وهو عامل فى مدرسة سان مارك بمدينة بنى سويف، وتزوجنا فى منطقة بنى عطية داخل مدينة بنى سويف، واتفقت معه على عدم ترك الورشة واستمرار العمل فيها".
وأكدت الأسطى شادية، أنها تعمل مع شقيقها فى المحل متابعة " اعمل من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الثانية ظهرا وشقيقى يعمل بعد الثانية ظهرا ".
وروت شادية، أنها تسكن فى منطقة بنى عطية، وتعمل فى شارع الأتوبيس القديم، وتذهب إلى عملها وتعود إلى منزلها بملابس الشغل ، قائلة " مش بتكسف من ملابس شغلى، والشغل مش عيب بالعكس أنا فخورة بشغلى ومهنتى".
وتابعت : "أعمل فى المهنة طوال تلك الفترة وتعلمت إصلاح كل أنواع ماكينات الخياطة، ومفيش عطل بيقف قدامى، والزبائن من كل أنحاء المحافظة، وأغلبهم من السيدات، ولو مش موجودة فى الورشة بيتركوا الماكينات لحد لما أجى تانى يوم".
وقالت الأسطى شادية، لدى ولد طالب فى الفرقة الأولى بأحد المعاهد بالقاهرة، وطفلة فى الصف الرابع الابتدائى، وابنى الكبير تعلم المهنة ويعمل معى فى بعض الأوقات، وفخور إنى أمه اللى ربته وعلمته وأصبح طالب جامعى كبير" .
وعن مصدر دخلها قالت، دخل مهنتى بيعتمد على الرزق أيام بيكون فى شغل كتير وتصليح ماكينات خياطة وأوقات تانية بيكون الجو نايم، ومفيش شغل، والرزق ده على الله، وأنا الحمد لله راضية بوضعى وحالى".
واكدت الاسطى شادية : "أن ورشة والدها تعد من أقدم ورش تصليح ماكينات الخياطة فى بنى سويف رغم ظهور ورشة تصليح ماكينات خياطة أخرى إلا أنها هي الأشهر حيث يصفها الزبائن لها بالدكتور ويعود ذلك إلى خبرتها وكفاءتها".
وعن متطلباتها، قالت شادية، أسكن فى منزل مساحته 30 متر وكل حلمى أن ربنا يعطينى شقة لابنى الكبير يتزوج فيها".