في لفتة إنسانية تظهر معدن المصريين الأصيل، أنقذ عدد من سكان قرية وادي كركر النوبية في أسوان شاحنة نقل بضائع محملة بعدد من كراتين الحلويات والشيكولاتة بعد إنقلابها على الطريق وكانت بطريقها إلى دولة السودان.
وقال علاء بحر، أحد أهالى قرية كركر النوبية جنوب مدينة أسوان لـ"اليوم السابع": فوجئ أهالى القرية بوقوع حادث انقلاب شاحنة نقل بضائع بطريق "أسوان - أبو سمبل" الدولى أمام القرية، وتناثر كراتين البضائع التى تحتوى على حلويات وشيكولاته بكافة أرجاء وأنحاء الطريق.
وتابع حمادة جمال، من أهالى القرية أيضا الحديث لـ"اليوم السابع" قائلا: تحركنا على الفور إلى مكان الحادث واطمئن الحاضرين أولا على سلامة السائق الذى تعرض لإصابات طفيفة فقط وتم إسعافه بالمكان، وحرصنا على تجميع هذه البضائع فى مكان واحد بعيدا عن الطريق حتى لا تتعرض للتلف أكثر من ذلك فى مشهد شارك فيه نحو 20 شخصا من أهالى القرية.
وأضاف خالد بكر، من الأهالى المشاركين فى الموقف، أن الأهالى حرصوا على مساعدة السائق فى الحفاظ على هذه الكميات الهائلة من الشيكولاته والحلويات، حتى تصل سيارة أخرى وتنقل البضاعة التى كانت فى طريقها من مصر إلى دولة السودان، مشيرا إلى أن الشباب بعد ان فرغوا من تجميع كراتين البضائع من مكانها وسط الطريق إلى مكان آخر بعيدا عن الحركة، لم يكتفوا بذلك فقط ولكن قسموا الأدوار فيما بينهم للمبيت والسهر لحراسة البضاعة حتى اليوم التالى الذى جاءت فيه السيارة البديلة ونقلت باقى البضاعة إلى مكانها.
وعلق قائلا: "ناس كتير كتبولنا على الفيس ووصفونا بالجدعنة والشهامة فى حين أن أى أشخاص آخرين لو فى مكاننا كانوا سيستدخلون أيضا لإنقاذ السائق وحمايته من السطو عليه وتعرض بضاعته للسرقة والنهب".
فى سياق متصل، وصل بلاغ للوحدة المحلية لقرية وادى كركر بمدينة أسوان برئاسة أحمد عبدالراضى، بوقوع حادث انقلاب سيارة نقل ثقيل وافتراش بضائع الحلويات على الطريق مما يعوق حركة السير على الطريق، وعلى الفور تم التحرك إلى مكان الحادث لحل المشكلة، وذلك بحضور قاسم معتصم نائب رئيس الوحده المحلية لمركز ومدينة أسوان، بناءًا على توجيهات العميد طارق لطفى رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان.
وأكد أحمد عبد الراضى، رئيس قرية وادى كركر، أنه تم الاستعانة بمعدات قرية وادى كركر للاسراع فى فتح الطريق وتسهيل عملية المرور، على الفور توجه أهالى القرية لجمع كراتين البضائع المفترشة على الأرض بالطريق حتى لا يتسببوا فى وقوع خسائر كبرى على السائق المصاب، وشخصين أخرون نجيا من الحادث، وبالفعل خلال مدة تراوحت حوالى الـ5 ساعات استطاعوا جمع جميع الكراتين ورصها، وتم فتح الطريق مرة أخرة، ليضربوا بذلك مثالاً رائعًا فى الجدعنة وكرم الأخلاق الذي يتحلى به أهالى أسوان.
وأضاف "عبد الراضى"، أنه لم يكتفوا بذلك فقط بل أنهم شكلوا مجموعة لحراسة البضاعة التى مازالت متواجده على الطريق حتى الوقت الحالى، ويتم التنسيق مع سيارات أخرى تابعه لنفس الشركة لنقلها إلى السودان، وعلى الرغم ارتفاع درجة أشعة الشمس الحارة خلال فترة النهار فى مدينة أسوان، إلا أنهم لديهم إصرار إلى أكمال واجبهم الانساني اتجاه الذين وقع عليهم الضرر، والذى امتد لمدة تخطت الـ24 ساعة.