تحمل ذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر أهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى المصريين، وتعد من التراث الديني العالمي والذي تنفرد به مصر عن سائر بلدان العالم، وبفضلها تبوأت الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية في العالم، لارتباطها بهذه الرحلة المباركة لأرض مصر الغالية على مدار أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، باركت خلالها العائلة أكثر من 25 بقعة في ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم العطرة، حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا الى دلتا النيل حتى وصلت الى أقاصى صعيد مصر.
ورغم ما يمر به العالم فى ظل جائحة كورونا، لكن لم تمنع راغبى البركات من الحصول عليها وتقديم النذور، من التوجه إلى قرية " دير الجرنوس" بمغاغة في محافظة المنيا، للاحتفال برحلة العائلة المقدسة، ورغم قصر الزيارة ومنع التزاحم إلا أنه كانت هناك إجراءات احترازية مشددة بسبب الوباء، وحرص الكثير على المشاركة فى الاحتفال برحلة العائلة المقدسة التى انقضت بعد بضعة أيام خلال رحلتها إلى الصعيد، وفى تلك المنطقة لتظل البركة تخيم على المكان، ويبقى البئر المقدس علامة مميزة يقبل عليها المشاركون حتى فى غير أيام الاحتفال للحصول على البركة، وشرب المياه من البئر .
يقول عايد يوسف خليل، أحد أهالى القرية، أن الاحتفال هذا العام بدأ منذ يوم الأربعاء، وكان قاصرا على تقديم النذور نظرا للظروف التى نمر بها، وكنيسة السيدة العذراء الأثرية بالقرية زارتها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى أسيوط، لافتا إلى أن الاحتفال يعد رمزا للوحدة الوطنية والمشاركة المجتمعية الحقيقية، فالمشاركون يحرصون على زيارة الكنيسة الأثرية والبئر المقدسة وكذلك مزار شهداء دير الانبا صموئيل.
وأوضح عايد يوسف، أن تلك البقعة من الأرض شهدت مرور العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى صعيد مصر، وتبقى كنيسة السيدة العذراء والبئر المقدسة شاهدا على تلك الرحلة العظيمة التى نحتفل بها كل عام، ويشاركنا فيها الجميع من مختلف أرجاء محافظة المنيا.
فيما قال إسحاق فاروق، أحد الزائرين، أننا كنا حريصين على إتباع الإجراءات الاحترازية، ومساعدة القائمين على تلك الإجراءات منعا لانتشار فيروس كورونا بين الحضور، قائلا: " كنا سعداء بالزيارة رغم أنها كانت قصيرة ودعونا هناك أن يرفع الله البلاء العالم وعن بلدنا مصر".
يذكر أن محافظة المنيا تضم أيضا كنيسة السيدة العذراء بقرية جبل الطير بسمالوط، والتى تحتفل برحلة العائلة المقدسة فى شهر يونيو من كل عام، غير أن جائحة كورونا منعت أقامت الاحتفال هذا العام منعا لانتشار المرض وتنفيذا للإجراءات الاحترازية، حرصا على سلامة المواطنين .
وقال اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، إن المحافظة تواصل تنفيذ خطة التطوير الشاملة لمنطقة دير جبل الطير بسمالوط لاستقبال السائحين ورحلات الحج المسيحي بعد أن تم إدراج الدير من قبل بابا الفاتيكان ضمن مسار الحج المسيحي على مستوى العالم، موضحا أن هناك لجنة من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بدأت في استلام الموقع العام ضمن اعمال تطوير المرحلة الثانية للمنطقة.
وقال نائب المحافظ، أن مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، يعد مشروعًا قوميًا هامًا، والمحافظ يوليه إهتمامًا كبيرًا، حيث تضع المحافظة كافة إمكانياتها لسرعة إنجاز أعمال التطوير الواقعة في نطاقها، لما سيكون له من عائد سياحي واقتصادي كبير، يساهم في تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.
بينما قال الدكتور ثروت الازهري، مدير إدارة السياحة بالمحافظة، أن أعمال المرحلة الثانية والتي ستشمل عمل مدخلين للمنطقة الأثرية بالإضافة إلى تشجير وأعمال لاند سكيب على جانبي الطريق المؤدي إلى الكنيسة الأثرية، كما تشمل المرحلة الثانية عمل لوحات إرشادية تعريفية للمنطقة، بالإضافة إلى أنشاء استراحة سياحية ومركز زوار لاستقبال السياح الوافدين لزيارة المنطقة الأثرية، مع عمل أرضية من البازلت بطول 500 متر من الاستراحة السياحية وحتى الكنيسة الأثرية مع دهان واجهات المقابر على جانبي الطريق المؤدي إلى الكنيسة.
هذا وتحمل ذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر أهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى المصريين، كما أنها تعد من التراث الديني العالمي والذي تنفرد به مصر عن سائر بلدان العالم، وبفضلها تبوأت الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية في العالم، لارتباطها بهذه الرحلة المباركة لأرض مصر الغالية على مدار أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، باركت خلالها العائلة أكثر من 25 بقعة في ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم العطرة، حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا الى دلتا النيل حتى وصلت الى أقاصى صعيد مصر.