ألقى الشيخ محمد زكي بداري، الأمين العام السابق للدعوة بالأزهر الشريف، خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، حيث دار موضوعها عن "فضل التضرع إلى الله في رفع البلاء"
قال الشيخ محمد زكي، إن الابتلاء هو سنة الله -عز وجل- في الكون وفي خلقه، وقد يكون بالخير أو الشر، فإذا كان الابتلاء بالخير فهو اختبار من الله لشكرنا على نعمه وآلائه، وإن كان الابتلاء بالشر فهو اختبار للصبر والتضرع إليه والتذلل له عز وجل لكي يرفع عنا البلاء.
وأكد أن التضرع إلى الله -عز وجل- والتذلل له سبحانه ينبغي أن يكون بقلب حاضر يملؤه الشعور بالضعف والتذلل إلى الخالق، وإدراك أنه بيده وحده سبحانه رفع البلاء وتفريج الكرب وكشف الغمة، فباستشعار هذه المعاني يدرك المسلم معنى الربوبية وتتحقق فيه مقتضيات العبودية بالتسليم والخضوع التام لله -عز وجل-.
وأشار خطيب الجامع الأزهر إلى قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:42-43]، موضحًا أنها تعني أن ابتلاء الإنسان بالفقر والضيق في العيش و الأمراض والأسقام والآلام؛ لا يرفع إلا بالتضرع إلى الله والخشوع إليه، والتقرب منه بالعبادات والطاعات، والابتعاد عن المحرمات وكل ما يلهي العبد عن عبادة الله، مؤكدًا شدة حاجة المسلمين اليوم إلى تدبر معنى هذه الآية والاتعاظ بها، فالبأس والكرب والابتلاء الذي حل بالعالم أجمع في هذه الأيام، هو اختبار من الله يحتاج منا ما يقابله من التضرع والتذلل والانكسار المطلوب إلى الله.