سعادة كبيرة بين قيادات والعاملين بالقطاع السياحى بمحافظة الأقصر، بعودة رحلات السحر والجمال فى قلب نهر النيل للفنادق العائمة فى جولة نيلية وزيارات للمعابد ساحرة بين الأقصر وأسوان، وذلك بعد قرار الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، بعودة الرحلات النيلية بالضوابط اللازمة لحماية السائحين من مختلف الجنسيات من عشاق الرحلات النيلية وحماية طاقم العمل بكافة المراكب العائمة.
وفى هذا الصدد كشف الخبير السياحى، محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر وأسوان، أنه يجرى العمل على قدم وساق لدعم السياحة النيلية عقب قرار الدكتورخالد العنانى، وزير السياحة والآثار، بعودتها مطلع شهر أكتوبر الجارى، حيث حصل حتى الآن 11 فندقا عائما على شهادات السلامة الصحية من 22 فندق يعملون بين الأقصر وأسوان تقدموا مؤخراً بطلبات للحصول على تلك الشهادات من الوزارة.
وأضاف رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر وأسوان، لـ"اليوم السابع"، أن تلك الفنادق العائمة الـ11 حصلت مؤخراً على شهادات السلامة الصحية، عقب التأكد من قبل الوزارة من إستيفاء الفنادق لكافة الضوابط والشروط اللازمة.
وأعلن عبد الفتاح العاصى، مساعد وزير السياحة والآثار للرقابة على المنشآت السياحية والفندقية، أنه تسلم 11 من 22 فندقا عائما بين الأقصر وأسوان الذين تقدموا للحصول على شهادة السلامة الصحية المعتمدة من وزارتى السياحة والآثار، والصحة والسكان، وغرفة المنشآت الفندقية، هذه الشهادة،بعد التأكد من إستيفائها لكافة ضوابط السلامة الصحية التى وضعتها الوزارة.
وأضاف العاصى، أن ذلك يأتى فى ضوء إستئناف الفنادق العائمة (Nile Cruises) بين الأقصر وأسوان لرحلاتها منذ أول أكتوبر الجارى، مشيراً إلى أن فندقين من هذه الفنادق بدأت رحلاتها السياحية بالفعل بعد حصولها على الشهادة المعتمدة، حيث إستقبلا سائحين من دول أمريكا وفرنسا وأسبانيا، وأضاف أن الفنادق العائمة التى تم فحصها حتى الآن وثبت عدم استيفائها للاشتراطات ستعمل علي توفيق أوضاعها وإعادة عملية الفحص لها لاحقا، لافتا الي أن لجان الفحص مستمرة في أعمال التفتيش تباعا علي باقي الفنادق العائمة والتي تقدمت بطلبات للحصول علي شهادة السلامة الصحية المعتمدة للتشغيل بنسبة إشغال 50% من الطاقة الإستيعابية لها وفقا لضوابط التشغيل الخاصة بالفنادق العائمة.
وأكد الخبير السياحى محمد عثمان، إن أعداد الفنادق النيلية العائمة التى كانت تعمل ما بين الأقصر وأسوان بلغت 255 فندقاً عائماً، يعمل منها حالياً فقط ما بين 18 إلى 40 فندقاً، نظراً لتأثر الحركة السياحية بالأوضاع التى مرت على مصر، لافتاً إلى أن أعداد الفنادق العائمة تزداد فى العمل خلال فترة إجازة نصف العام والموسم السياحى الشتوى، مشيراً إلى أن أكثر الجنسيات الأجنبية المقبلة على الرحلات النيلية ما بين أسوان والأقصر هم "الألمان والإنجليز واليابانيون والصينيون"، نظراً لارتباط هذه الجنسيات بالسياحة الثقافية الموجودة فى صعيد مصر من معابد وحضارة فرعونية قديمة.
فيما يقول الطيب عبد الله حسن، المرشد السياحى: صاحب الأفواج الأجنبية على مر السنوات الماضية عشرات الرحلات المميزة التى يقبل عليها السائحين من مختلف بلدان العالم، حيث إن الله حبى وأهدى مصر نهر النيل العظيم "إترعا" فى الفرعونية القديمة، ولذلك استغلت الشركات السياحية تلك الرحلات النيلية المميزة التى تسحر السائحين بمشاهدة الجزر النيلية والسلاسل الجبلية والزراعات على ضفتى نهر النيل بمياهها الزرقاء اللامعة مع أشعة الشمس، وهو من أروع المناظر الطبيعية الساحرة التى يلهث خلفها السياح من مختلف دول العالم للاستمتاع بها.
ويضيف الطيب عبد الله، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه مع دخول شهر أكتوبر حتى نهاية شهر أبريل، كانت تلك الفترة من العام بالأقصر تشهد إقبالا كثيفا على ركوب "الذهبيات النيلية"، والتى كانت جميعها تمتلئ عن آخرها بالسائحين من الداخل والخارج، فيقبل عليها المصريون من العاصمة ومختلف المحافظات لقضاء عطلة نهاية العام الدراسى برفقة أبنائهم، وكذلك يقبل المصريون مع الأجانب على قضاء احتفالات "الكريسماس" و"شم النسيم"، ولكن مع مرور الزمن قل الإقبال على الدهبيات والحجوزات إنخفضت للغاية بسبب قلة توافد السياح على مصر بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية.
وكانت قد أعلنت وزارة السياحة والآثار، أنه وفقا لقرار الوزارة تقرر أن يبدأ تنظيم رحلات للفنادق العائمة بين الاقصر وأسوان بداية من أكتوبر2020، فى حين بدأت المحافظتان فى إستئناف حركة السياحة، وإستقبال الوفود أول سبتمبر من خلال الفنادق الثابتة، والتى حصلت على شهادة السلامة الصحية لإعادة التشغيل، ويبلغ عدد البواخر النيلية التي تعمل بين مدينتي الأقصر وأسوان نحو 130 باخرة سياحية، تنقل مئات السائحين بين المدينتين من مختلف الجنسيات الأجنبية لقضاء رحلة سياحية مميزة داخل المواقع الأثرية والسياحية، فى حين بلغ عدد الفنادق التى تقدمت للحصول على الشهادة الصحية 20 فندقا، ومن المتوقع إرتفاع العدد تدريجياً.
وشهد شهر ديسمبر الماضى ذروة الموسم الشتوى، حيث كان هناك ارتفاع كبير فى نسب الإشغال والحجوزات سواء للفنادق العائمة أو الثابتة، تلك النجاحات في حجوزات الفنادق وتوافد السائحين من مختلف دول العالم بصورة مميزة في هذه الفترة التي تعد الأفضل منذ عام 2010، جاء نتيجة حالة الإستقرار الأمنية المميزة والتأمين المكثف للمواقع الأثرية والسياحية، وذلك بجانب الاكتشافات الفرعونية العالمية التي تمت في البر الغربي والمشروعات المهمة التي تتم في مختلف أنحاء الأقصر من تطوير وتجميل للمعابد والكورنيش وغيرها من الميادين والشوارع الرئيسية التي تخدم الأفواج السياحية.